يتذكر الجميع ما مرت به جزر سقطرى خلال نوفمبر 2015م من ضرب اعصاري تشابالا وميج للجزر خلف خلالها الكثير من الاضرار بمختلف القطاعات الحيوية و الخدمية وكذا بالبيئة البحرية و الغطاء النباتي اللي تضرر بشكل كبير و سقط المئات من الاشجار النادرة التي تنفرد بها سقطرى عالمياً والتي تستخدم لعدة اغراض اهمها طبياً و تجميلياً مما ادى الى خوف ابناء الأرخبيل من تدهور تصنيف المحافظة في التنوع الحيوي التي اعتبرت في تصنيف سابقاً رابعاً عالمياً وقد تكون اليوم الاول لحفاظها على مركزها و تراجع الكثير من المناطق من مراكزها .
و عودة لمشروع اليونيب فهو مشروع بيئي ممول من الامم المتحدة مشروع اليونيب يعمل خلال فترة الخمسة السنوات القادمة في أرخبيل سقطرى في مجال الحفاظ على التنوع الحيوي من خلال إدارة مكونه خمسة مكونات أساسية و إشراف مباشر من فرع الهيئة العامة لحماية البيئة و السلطة المحلية في المحافظة و بمشاركة من عدد من المكاتب مرتبط عملها في الجانب البيئي و يسهم هذا المشروع من خلال مكوناته الخمسة الى الحفاظ على التنوع الحيوي للمحافظة من خلال عدة برامج منها تنمية القدرات لموظفي المكاتب التنفيذية في العديد من التخصصات و اجراء الدراسات البيئية التي من خلالها سيتم وضع العديد من المعالجات للكثير من القضايا و الاختلالات البيئية التي حصلت خلال الفترة السابقة و العمل على تصحيحها بما يضمن حماية بيئة الأرخبيل و تميزها و محاربة وتوعية بمخاطر الانواع الدخيلة الممثلة بمنع دخول كافة الكائنات الحية و الاشجار و النحل وغيرها من الانواع التي قد تفسد الانواع الطبيعية و النادرة المستوطنة في المحافظة باعتبارها محمية طبيعية .
ويترقب ابناء الأرخبيل و المهتمين بشان البيئي ورشة تدشين عمل مشروع اليونيب الجديد الذي من المتوقع تدشينه نهاية الشهر الحالي او بداية الشهر القادم في مدينة عمان او جنيف بمشاركة الحكومة و السلطة المحلية في المحافظة بالإضافة الى طاقم عمل المشروع الذي سيعمل على مدى 5 سنوات بطاقة وخبرات محلية ودولية ستضمن خلالها سقطرى الحفاظ على تصنيفها العالمي وقد تتقدم درجات متقدمة يضاف الى قيمتها البيئية و مكانتها العالمية بيئياً كله دلك سيمسح كل الخوف الذي حل بجوهرة اليمن خلال العامين الماضيين لما مرت به من الاعاصير و غياب مادة الغاز المنزلي الذي كان البديل له اشجارها النادرة للاستخدام في الطبخ ومع ذلك و بجهود حثيثة قام بها الرجل البيئي الاول في الأرخبيل سعادة وكيل المحافظة لشئون البيئة والتنمية عبد الجميل عبد الله علي حافظت سقطرى على موقعها العالمي لتتجاوز حالة الخطر التي كانت تحيط بها وبمكانتها البيئية المتميزة .
و يشكل مشروع اليونيب البيئي أهمية كبيرة للارخبيل وخاصة في هذا الفترة الاستثنائية التي تمر به البلاد في دعم جهود البيئة و السلطة المحلية في المحافظة الرامية الى حماية التنوع الحيوية للمحافظة وعدم تأثيرها بالوضع العام التي يشهده الوطن وكذا باعتبار المشروع من المشاريع التي تسهم بدرجة فاعلة في تحسين من دخل سكن الأرخبيل و تحسين من مستوى العيش لديهم من خلال الاستهداف المباشر و الغير المباشر في البرامج و الانشطة التي تنفذ طيلة خمس السنوات مدة المشروع
ويستهدف مشروع اليونيب في تنفيذ برامجه و انشطته المجتمعات المحلية التي لها الفضل الكبير في حماية التنوع الحيوي في أرخبيل سقطرى مند وجود الانسان على هذا الارض الجميلة و الهبة الربانية التي منحها الله عز وجل للسعيدة لتتغنى بها و بجمالها وحياة انسانها الفطرية وبساطة عيشته وكرمه الموروث . ليتم خلالها تطبق الدراسات الخاصة باليات الاستهداف في المشاريع البيئية التي اوضحت جلياً الى أهمية أشراك المجتمع بشكل مباشر في تنفيذ المشاريع التي تسهم في حماية البيئة و الحفاظ على الانواع المهددة بالانقراض و العمل على تنميتها و اكثارها و التوعية بأهميتها وقيمتها العالمية كل ذلك سيعمل على تنمية القدرات لدى الكثير من سكان الأرخبيل وخاصة المحليين و اكسابهم المهارات في كيفية استغلال هذا الثروة الطبيعية في تحسين من مستوى الدخل لدى الاسرة بطريقة مثلة و حديثة تضمن الحفاظ على النفط الطبيعي للارخبيل ليستفيد منه الاجيال القادمة كما حافظ وانتفع منه الاجيال السابقة .
وجدير ذكره هناء ان أرخبيل سقطرى أدرجت في عام 2008م ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) باعتبارها موقع استثنائي من حيث التنوع الكبير في نباتاته و كذا حيواناته كما أدرجت في قائمة الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي الذي تم إقراره من قبل برنامج الإنسان والمحيط، واعتبرت حينها أول محمية في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية و كان اخرها ادراج الأرخبيل ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية في الشهر الماضي