آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 09:19 م

اخبار وتقارير


سياسيون ومحللون لـ(عدن تايم): الجنوب خارج سيطرة قوى الشمال والإخوان

الخميس - 07 نوفمبر 2019 - 04:25 م بتوقيت عدن

سياسيون ومحللون لـ(عدن تايم): الجنوب خارج سيطرة قوى الشمال والإخوان

استطلاع/ فتاح المحرمي






اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية ، وبرعاية سعودية وجهود إماراتية ، أحدث تحول استراتيجي وأسس لمرحلة جديدة ، يؤكد باحثون وسياسيون أنها بمثابة إنجاز كبير حققه الانتقالي لمصلحة الجنوب وقضيته، واعطتها حضور إقليمي ودولي.
واستطلعت (عدن تايم) آراء نخبة من السياسيين والمحلليين للبحث في معاني هذا الاتفاق .. والضمانات الخاصة بتنفيذه .. والمعوقات التي قد تعترض التنفيذ .. وحضوض نجاح التحالف في الإشراف والتنفيذ لبنود الاتفاق .. والمحاذير التي تشكلها أجندات تنظيم إخوان اليمن .

اختبار لنوايا الشرعية

وأعتبر الكاتب السياسي رائد علي شايف اتفاق الرياض بأنه نقله نوعية للانتقالي وانجاز مرحلي معزز باعتراف دولي ، وستشكل مرحلة ما بعد الاتفاق اختبار لنوايا الشرعية ، وقال شايف : "اتفاق الرياض وفق بنوده المسربة خطوة متقدمة للمجلس الانتقالي الجنوبي ونقلة نوعية تخوله عبور المرحلة الراهنة بحضور قوي معزز باعتراف دولي بعد أن نال مسبقا التفويض الشعبي المحلي، ولهذا فأن ما بعد هذا الاتفاق سيكون في صالح الجنوب وقضيته الجوهرية".

وأضاف في حديث خاص ل(عدن تايم) : "الاتفاق في مجمله إنجاز يحسب لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على اعتبار أنه "مرحلي" يراعي الظروف المحيطة داخليا وخارجيا ويمنح أبناء الجنوب حق إدارة مناطقهم وحمايتها بعيدا عن جيش الإخوان وبإشراف مباشر من قبل التحالف".

ولفت : "ستكون مرحلة ما بعد الاتفاق فاضحة لنوايا الشرعية اليمنية ومدى عزمهم على محاربة المليشيات الحوثية وتحرير الشمال منها، وهذه كافية لكشف زيف ادعاءاتهم وفضح تعاونهم وتنسيقهم مع تلك المليشيات في مساعيهم الرامية لاستنزاف دول التحالف في حرب لا نهاية لها".



*تحول استراتيجي وحضور لقضية الجنوب*



وأعتبر السياسي والباحث سعيد بكران : اتفاق الرياض تحول هام واستراتيجي يتطلع الكثير جنوبا وشمالا ان يكون تثبيت قانوني ودولي لإصلاح مسار الشرعية وإعادة البوصلة لوضعها الطبيعي.

وأضاف في مداخلة مع (عدن تايم) : "نعتقد ان ترتيب وضع الجنوب وإقامة الدولة فيه وتطبيع الحياة وتوحيد القرار العسكري والأمني ، ومكافحة الإرهاب والفساد وإحترام الارادة الجنوبية ومايقررة الشعب في الجنوب ومحاصرة الاذرع الإخوانية في الشرعية والحفاظ على وحدة الجنوب وترتيب العلاقة مع قوى المقاومة والتحرر من الكهنوت شمالاً ، هذه هي أهم الثمار التي سيجنيها الجنوب بالإضافة الاعتراف الدولي والاقليمي بالمجلس الانتقالي والاقرار بحق الجنوب في الشراكة وتثبيت مبدأ المناصفة"

واردف : "وكل تلك نتايج هامة وممتازه قابله للبناء عليها وهذا هو الأهم الذي يجب أن ننتبه له بعد انجاز الاتفاق استمرار العمل السياسي ومضاعفة المكاسب وتنميتها حتى يصل الجنوب لبر الأمان".

بدوره تحدث ل(عدن تايم) الكاتب السياسي علي ثابت القضيبي حول ما يعنيه اتفاق الرياض ، وقال : "حوار جده بين السلطة الشرعية والمجلس الإنتقالي عَنَى الكثير والكثير بالنسبة لمجلسنا الإنتقالي والجنوب عموما ، وأول ماجسّده على الأرض هو أن جنوبنا قضية حاضرة وحية في كل الإعتمالات القائمة على هذه الرقعة الجغرافية ولايمكن تجاوزها ، بل وعلى خلفية ذلك تداعت كل الفضائيات ووكالات الأنباء بما فيها العالميه الى التركيز على الوجود الجنوبي وقضيته كطرفٍ فاعل في الشأن اليمني ، كما وحنكة الطاقم الجنوبي في مفاوضات جده أضفت ثقلاً وإحتراما كبيرا لقضيتنا والطاقم السياسي الممثل لها والمعبر عنها".




*تحذيرات من صراع جديد قد يشعله الإخوان*


موقف الحكومة الشرعية وخصوصا حزب الإصلاح لا يزال يثير مخاوف إشعال صراع جديد ، حسب وجهة نظر الباحث والسياسي أنيس الشرفي ، حيث قال في حديثه ل(عدن تايم) : "في حقيقة الأمر لا أجد أي مؤشرات تبعث الطمأنينة في مواقف قوى الحكومة، فهي لا تتوقف عن التحشيد والتهديد، فحتى قبيل إقامة مراسيم توقيع اتفاقية الرياض وعناصر الحكومة عامة وحزب الإصلاح الإخواني خاصة ترفع من وتيرة التهديد وتصعد اللهجة وتشن الحملات الإعلامية ضد الإمارات والمجلس الانتقالي، فرغم مغادرة الإمارات لعدن إلا إنها لم تسلم أذاهم وحملاتهم الإعلامية المدفوعة من قطر وتركيا وإيران".

وأضاف : "ومن وجهة نظري أرى بأنه إن لم تزداد حدة الصراع بين الانتقالي وحزب الإصلاح من لحظة توقيع اتفاقية الرياض فلن يطول بهم الوفاق كثيراً، بل سنشهد مرحلة صراع جديدة أشد حدة وأكثر تشدداً، وما يحزننا أن ساحتها ستكون أرض الجنوب، وأن حزب الإصلاح سيبذل ما في وسعه لشراء مجموعة من الشخصيات الجنوبية، ويدفع بها إلى وتحهة الأحداث، ليوظفها كأدوات في مواجهته ضد الانتقالي، حتى يظهر الصراع جنوبي جنوبي".



*ضمانات التحالف على المحك*



وفي سياق حديثه ل(عدن تايم) ، رأى رائد علي شايف في الضمانات السعودية القدرة لتنفيذ الاتفاق ، إلى أنه عاد ليقول أن الاتفاق سيضع الضمانات على المحك أمام أجندات إخوان اليمن ، وأي فشل للإتفاق سينعكس سلبا ويفتح المجال لتدخلات أخرى.

وقال شايف : "فيما يتعلق بضمانات تنفيذ الاتفاق فأعتقد أن دولة بحجم المملكة العربية السعودية لا شك أنها تملك النفوذ الكامل لفرض واقع الاتفاقية على أي طرف يسعى لنقضها وبالذات جماعة الإخوان التي تنفذ أجندات معادية للمملكة".

وأضاف : "وفي حقيقة الأمر ستشكل الاتفاقية المحك الحقيقي لقدرة السياسة السعودية على كبح جماح تلك الأجندات الإخوانية وهزيمة مشروعها المتطرف في المنطقة، وعدا ذلك سيكون ارتداد أي انتكاسة لهذه الاتفاقية وخيما على السياسة السعودية وبالتالي سيفتح المجال أمام تدخلات أخرى في الملف اليمني على اعتبار أن السعودية قد فشلت في إدارة هذا الملف".




*السعودية والإمارات خير ضامن لاتفاق الرياض*



وفيما يخص الضمانات لاتفاق الرياض ، قال السياسي والباحث بكران : " الاتفاق يبدو أنه هذه المرة يختلف عن الاتفاقيات السابقة حيث تحصنه القوات العسكرية للدولتين الراعيتين لمساعي التقارب والتوافق وهما السعودية والإمارات وأعتقد أن إلزام الأطراف الموقعة على التقيد بالاتفاق ومراقبة عدم التملص والتهرب سيكون ممكنا بسبب الحضور العسكري الذي حصل على تخويل في أكثر من بند بالاتفاق وقبول الطرفين به".

وفي ذات السياق قال القضيبي : " في هذه العجالة في حكم المستحيل الوقوف على كل تفاصيل هذه الأحداث والإلمام بها من كل جوانبها ، كما ومن السابق لأوانه التنبؤ بتبعاتها ايضا ، وخصوصا لجهة الضمانات الكفيلة بتفعيل إتفاق جده وتنفيذه على الأرض ، ولكن يمكن القول أن المشرفين على مفاوضات جده من أخوتنا في التحالف العربي تحديدا ( السعوديه / الأمارات ) هو خير ضامن على تنفيذ هذا الإتفاق وحمايته ، كما والدول الفاعلة عالميا خير شاهد على تفاصيل هذا الإتفاق وضمان تنفيذه ايضا ، والأهم هو أن لاننسى أن جنوبنا اليوم هو غير جنوب الأمس بمسافات ومسافات ايضا".



*حيادية هادي ضامن إلى جانب قوات التحالف*


وفي الوقت الذي أكد أنيس الشرفي على أن تواجد قوات التحالف تشكل ضامن ، فقد شدد على أن حيادية هادي تعد ضامن إلى جانب قوات التحالف.

وقال الشرفي ل(عدن تايم) : " من حيث الضمانات، يعد تواجد القوات السعودية في عدن والمشاركة السعودية والإماراتية في لجان الإشراف والمتابعة لعملية التنفيذ أحد أهم ضمانات المراقبة والتقييم والتلافي السريع لأي اشتباك أو تباين بين الطرفين".

ولفت : "لكن يظل الضامن الأساسي والفاعل هو حيادية الرئيس هادي، وأن أي انحياز أو تفضيل لطرف على الآخر، سيؤدي إلى إشعال فتيل صراع أشد مما حدث في أغسطس الماضي".



تعزيز الأمن القومي العربي


وفي سياق حديثه ل(عدن تايم) ، لفت أنيس الشرفي إلى أهمية تنفيذ الإتفاق، وقال : " كما أن تنفيذ كافة بنود الاتفاقية بما فيها إخراج كافة القوات العسكرية من المدن، والدفع بها إلى جبهات التصدي للحوثي، كفيل بنزع فتيل الصراع بين الطرفين، لا سيما أن ذلك المتغير سيسهم في سحب القوات العسكرية المتمركزة في وادي حضرموت وشبوه والمهرة وسقطرى، وهي اليوم أشد مناطق الجنوب اشتعالاً رغم أن الحوثي لم يصل إليها للاحتلال، بيد أن هناك من بين قيادات وأفراد الألوية العسكرية المتمركزة في تلك المناطق من ينتمون إلى ميليشيات الحوثي، أو يحملون أفكاراً متطرفة وينخرطون ضمن التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، وبالتالي فإخراجهم من تلك المحافظات سيشكل علامة فارقة في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في الجنوب، وتعزيز الأمن القومي لدول الخليج العربية، والأمن والسلم الدوليين في منطقة جغرافية تحمل أهمية جيوسياسية لاطلالتها على أحد أهم ممرات الملاحة البحرية الدولية".

واضاف : " التزام الأطراف لا سيما الحكومة بتنفيذ مضامين الاتفاق دون مماطلة أو تأجيل أو تلاعب سيسهم في نزع فتيل التوتر ويوحد القوى المناوئة للحوثي في جبهة واحدة لتحرير صنعاء وأخواتها من تحت سيطرة ميليشيات الحوثي التابعة لإيران".