آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص: الجنوب ينتزع اعترافا إقليميا بعد عقود من النضال

الجمعة - 08 نوفمبر 2019 - 12:18 م بتوقيت عدن

تقرير خاص: الجنوب ينتزع اعترافا إقليميا بعد عقود من النضال

عدن تايم / اسلام السالم



وضعت أحداث اتفاق الرياض نقطة فاصلة في اظهار المواقف الايجابية والناجحة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بما أفرزته تلك الأحداث من وقائع سياسية وعسكرية وأمنية، مليئة بالمنعطفات الحادة .
وشكل "اتفاق الرياض" بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، جزءاً من التحدي الكبير التي تعامل معه المجلس الانتقالي الجنوبي بموقف ايجابي ثابت تجاه التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة دولة الإمارات.


ترحيب وحسن نوايا

بعد ان سيطرت قوات المجلس الانتقالي على محافظات جنوبي اليمن وعلى عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة، في 10 أغسطس/آب الماضي وجهت المملكة جميع أطراف النزاع في عدن إلى الجلوس على طاولة الحوار في مدينة جدة، للوصول إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة التي شهدتها المدينة.
وأبدى "الإنتقالي الجنوبي" اصراره على الحوار وحسن النوايا حيث سعت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي الى انجاح الحوار وابدت حسن نيتها وتفاؤلها وثقتها بشأن نجاح اجتماع جدة ولاحقا اتفاق الرياض على عكس كثير من قيادات ووزراء ماتسمى بالشرعية والتي ظهرت متوعدة بالانتقام وتهديد دولة الامارات الشقيقة.
مساعي الانتقالي للسلام والحوار ليست الاولى فقد رحب سابقا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بجهود مجلس الأمن الدولي الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن عموما، والجنوب على وجه الخصوص، مؤكدا على أن "المجلس الانتقالي الجنوبي على استعداد للمشاركة بشكل بناء في عملية تفاوض تنهي الأزمة وتحل القضية الجنوبية".



- تهدئة وضبط النفس

سعت القوات المسلحة الجنوبية وقيادة المجلس الانتقالي منذ استجابتها لدعوة السعودية للحوار على تطبيع الأوضاع العسكرية والأمنية وضبط النفس في المحافظات الجنوبية والعاصمة عدن.

ورغم الوضع في الجنوب لا يزال متقلبًا مع هدوء حذر، لكن الانتقالي الجنوبي تجنب حدوث قتال واسع النطاق في مناطق النزاع، مما ادى وصفه من قبل خبراء بانه شهادة على ضبط النفس الذي أظهره أولئك الموجودون على الأرض وقادتهم.

وفي المقابل تم إحراز تقدم كبير في محادثات جدة واتفاق الرياض، وهناك علامات مشجعة على أن الاتفاق الذي يهدف إلى حل القضايا بين حكومة اليمن والانتقالي الجنوبي قد يكون في متناول اليد يوم الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر.
وفي وقت سابق ، اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس الاستقرار الأمني وتطبيع الأوضاع بعد سيطرة القوات المسلحة الجنوبية في عدن.. دليلا على ضبط النفس والتزام القوى المسيطرة على الأرض بدعوات التهدئة.


اعتراف اولي

وقال عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية في تغريدة امس ان شعب الجنوب سيحتفل بعد التوقيع على إتفاق الرياض بكل المدن والقرى للتعبير عن فرحته بإنجاز شراكة الإنتقالي بالعالم ويعد الإتفاق اعتراف أولي بتفويض الشعب بالإضافة إلى تطمين الناس بعدم الذهاب إلى الفوضى وسيناريو الموصل وضمانات لمحاربة الفساد وإعادة الإعمار وتحسين معيشة المواطن.
وفي تغريدة سابقة، قال: نؤكد لكم اننا بدأنا مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون السياسي والعسكري مع المملكة العربية السعودية والتحالف العربي.

حضور دولي

منذ اعوام عديدة كانت القضية الجنوبية حبيسة الأدراج المحلية، تتجاذبها فصائل الحراك الجنوبي المتعددة، دون ادنى حضور دولي بالاضافة الى سعي نظام صنعاء جاهداً على تفريق مكونات الثورة الجنوبية وهو ما أثر سلباً على القضية أمام الإقليم والعالم ككُل، والذي لم يجد ممثلاً شرعياً واحداً يحمل راية الجنوب.
وعُقب الإنتصار العظيم الذي حققه الشعب الجنوبي ومقاومته الباسلة على غزو 2015م، ومشاركة التحالف العربي الفاعلة بالحرب على المليشيات الانقلابية شمالاً والغازية جنوباً، ادى ذلك لينتفض شعب الجنوب ليقول كلمته لخلق قيادة تمثله، فأعلن بحشد مليوني في إعلان عدن التاريخي يوم الرابع من مايو 2017م، تفويضاً للواء عيدروس قاسم الزُبيدي القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية لتشكيل قيادة تمثل شعبنا داخليا وخارجيا لنتزاع حقه الكامل والمشروع.
ونجح المجلس الانتقالي في ذلك وعلى مستوى عالي وكان ابرزها دعوة السعودية للانتقالي للحضور والحوار مع حكومة هادي لتوحيد الجهود للحرب على ميليشيا الحوثي المدعومة ايرانيا.

دبلوماسية ناجحة

وتواصل هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي المسيرة الدبلوماسية الجنوبية لنيل المطالب الجنوبية، حيث حقق الإنتقالي الجنوبي بإرادة مخلصة وقوة أرغمت المجتمع الدولي ككُل للخضوع نحو مطالب الجنوبيون الذي قد خرج لأجلها ثائرين بالسلم والحرب ضد القوى الشمالية التي أستماتت على الإرادة الجنوبية وقضيتهم العادلة وثورتهم التي أنبثقت في عام 2007 ومنذ تأسيس المجلس الإنتقالي أدرك المجتمع الدولي إدراك يقيناً وإعترافاً بالقضية الجنوبية ومدى تأثيرها على الساحة اليمنية والأقليمية ككُل، وباتت اليوم القوى المعارضة لشعب الجنوب تحاول كسب رضا الجنوب.
ويأتي اتفاق الرياض نجاحا دبلوماسي للانتقالي وامتداد للخطوات الخارجية السياسية والدبلوماسية التي قامت بها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن سعيٍ لخلق مرحلة جديدة للقضية الجنوبية حيث التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي بمجموعة من السفراء للدول العظمى وممثلي الأمم المتحدة، وشملت التحركات الخارجية بريطانيا وروسيا، لشرح رؤية المجلس للحلّ السياسي للقضية اليمنية، وللقضية الجنوبية على وجه الخصوص.