آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

اخبار محافظات اليمن


أبين .. محافظة خارج نطاق التغطية

الأربعاء - 22 يونيو 2016 - 04:02 م بتوقيت عدن

 أبين .. محافظة  خارج نطاق التغطية

عدن تايم - أبين :

كتب : وضاح المحوري
تقع محافظة أبين على الشريط الساحلي للبحر العربي الذي يمتد إلى أكثرمن (300) كيلومتراً وتبعد عن صنعاء بمسافة (427) كيلومتراً وتتصل من الشرق بمحافظة شبوة ومن الغرب بمحافظتي عدن ولحج ومن الشمال بمحافظة البيضاء، ومن الجنوب البحرالعربي الذي تطل عليه شواطئها. تبلغ نسبة عدد سكانها حوالي (2.2%) من إجمالي سكان الجمهورية، وتبلغ عدد مديرياتها (11) مديرية، ومدينة زنجبار مركز المحافظة، وتعد الزراعة والاصطياد السمكي النشاط الرئيس لسكان المحافظة، إذتقدر نسبة المحاصيل الزراعية (4.4%) من إجمالي الإنتاج الزراعي في الجمهورية، وأهم المحاصيل الزراعية المنتجة فيهذه المحافظة هي القطن طويل التيلة والخضروات والفواكة.
بالاضافة الى أن ابين تملك اغزر انواع النفط والذي لم يتم التنقيب عنه حتى الان، ووفقاً للخريطة البريطانية التي وجدت بعد خروج الاستعمار البريطاني .
فهذه المحافظة تربط بين كل محافظات الجنوب ، فهي العمود الفقري لبقية المحافظات الجنوبية، نتيجة لذلك فقد عانت خلال الفترة الماضية اثناء تسليم المعسكرات لانصار الشريعة في عام 2011م من تدمير شبه كامل لبنيتها التحتية، فغالبية منازل المواطنين دمرت و شرد اهلها الى حضرموت وعدن ولحج مما اضطر بعض الاسر الى السكن في بعض مدارس عدن، ولا تزال غالبية المنازل حتى الانمهدمة نتيجة لعدم دفع التعويضات المقرة لمالكيها، فبعض المواطنون لايزالوا يعيشون في مساكن مستاجرة.
هذه المحافظة المكلومة والتي تزداد ازماتها ويتحمل اعبائها ابنائها، فقد تم الا تفاق على خروج انصار الشريعة من محافظة أبين كما حدث في حضرموت في شهر مايو 2016م، ولكن لم تغطي سلطة المحافظة الفراغ بعد خروجهم ولم تسيطر على المحافظة، بل اوثرت البقاء و ادارتها عن بعد من مدينة البريقاء في عدن.
فهناك كثير من المظاهرات خرجت للمطالية بتغيير محافظ المحافظة، ولكن حتى الان لم يتغير ولم تجد تلك المطالب،أي اذناً صاغية غير الوعود، فعادت تلك الجماعات أي انصار الشريعة وبدأت عمليات الاغتيالات، وذلك بعد اعلان الامارات بانهاء مشاركتها في الحرب في اليمن. فقد تم اغتيال اربعة مواطنين خلال هذه الايام،ومنهم الشيخ/ ياسر الحمومي والمحامي/ عبدالله اليزيدي وميثاق الهيج الذين تمت عمليات اغتيالهم في مدينة جعار عاصمة مديرية خنفر، و محمد عبدالله الحيسي من مواطني مدينة زنجبار الذي تم اغتياله ورمي جثته في مياة السيل الراكدة خلف سجن الكود.
كل المحافظات الجنوبية تم تعيين محافظين ومدراء امن اكفاء الا أبين، فهي تعاني من انفلات امني بسبب وضعها المتعمد خارج نطاق تغطية الشرعية و التحالف.
صحيح أن معاناة المحافظات الجنوبية حتى الان لا تختلف عن بقية المحافظات الجنوبية ولكن ابين حوت كل انواع المعاناة، فمشكلة الكهرباء من أكبر المشكلات التي يعاني منها المواطن، بالاضافة الى عدم وجود السلطة التنفيذية فيها، فالمحافظ يديرها بالتليفون من خارجها.
غياب السلطة التنفيذية في محافظة أبين أدى الى ازدياد معاناة الناس وتفاقمت مشاكلهم وزيادة عمليات الاغتيالات التي صارت بشكل يومي والتي تتم أمام الناس وفي الاسواق العامة المزدحمة بالمواطنين.
فهذه المحافظة التي انجبت ثلاثة زعماء تعاقبوا على الحكم فيفترات مختلفة وهم الشهيد/ سالم ربيع علي (سالمين) و علي ناصر محمد وعبدربه منصور هاديالذي لايزال الرئيس الشرعي لليمن.
ولكن السؤال الموجه لفخامة الرئيس/عبدربة منصور هادي،لماذا لم يتم تعيين محافظاً ومديراًامن لمحافظة أبين منالشخصيات ذات الكفاءة والمشهود لهما بالنزاهة، فمحافظة أبين مليئة بالكوادر المتعلمة والمثقفة والعسكرية؟
فسقوط أبين وبقائها في الاهمال المتعمد قد يؤدي الى نتائج سلبية لا تحمدوا عقباها، فأبين تربط بين عدن ولحج من جهة الغرب وشبوة وحضرموت والمهرة من جهة الشرق.
ففي الحرب الاخيرة قدمت أبين قوافل من الشهداء مع اخواتها الخمس، فقد كان ابرز شهدائها الشهيد المغوار علي ناصر هاديالذي لقب بابي الشهداء،ذلك الرجلالذي على الرغم من كبر سنه الاأنه ثبت في ميدان المعركة وقاتل حتى قتل في مدينة التواهي، لم يطلب زورق النجاة على الرغم أنه قدم له للخروج الى البريقاء. فقد قال” ساقاتل حتى الموت”. و فعلاً قاتل حتى استشهد.
فمحافظة أبين تعاني منذ تقريباً اربع سنوات من ترديء اوضاعها في شتىء المجالات، لا امن ولا كهرباء ولا صرف صحي، ففي يوم أمس عادت جماعات انصار الشريعة باحتلال مركز شرطة جعار وقتل المحامي/ عبدالله اليزيدي في السوق العام امام الناس قبل الفطر.
فمن المستفيد من اعادة تلك الجماعات، أي انصار الشريعة العفاشية، التي تعهدت بعدم عودتها مشروطة بعودة السلطة التنفيذية في المحافظة، وعمليات الاغتيالات الممنهجة التي تستهدف كل كادر جنوبي؟
وعادت تلك الاحداث الدامية بعد انتشار اخباراً حول تغيير المحافظ التي عمت الفرحة كل ابناء هذه المحافظة المنكوبة.
فهل من مستجيب لطلبات هذه المحافظة التي تدفع الثمن غالي لسياسات ممنهجة تستهدف المحافظات الجنوبية؟ ولكن لكل محافظة جنوبية طريقة نوعاً ما تختلف عن الاخرى في عمليات استهدافها.
كاتب وباحث يمني- الهند