آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 05:00 م

اخبار وتقارير


انعدام الكتاب المدرسي في مدارس عدن ينعش السوق السوداء

الخميس - 19 نوفمبر 2015 - 10:45 ص بتوقيت عدن

انعدام الكتاب المدرسي في مدارس عدن ينعش السوق السوداء

استطلاع/ إصلاح صالح

لم تقتصر تبعات الحرب في اليمن على الدمار والضحايا، بل تسببت بشلل تام  لكافة قطاعات الحياة، على سبيل المثال قطاع التربية، حتى اللحظة لازالت مطابع الكتاب المدرسي متوقفة لعدم وجود المواد والأحبار والميزانية وللأسف يتكبد أولياء الأمور عناء البحث عن الكتاب المدرسي وان وجدوه فهو بسعر يقارب 1000 ريال للكتاب، رغم أن إمارات الخير لم تقصر أبدا في الجانب التعليمي بعدن، وكان لها الجهد الأكبر لعودة الطلاب إلى مدارسهم.
وساعد ذلك على تمدد السوق السوداء وانتعاشها، في ظل عجز في مواجهة هذه الظاهرة، الأمر الذي وصفه تربويون بأنه "مخيب للآمال". ويرفض باعة الكتاب المدرسي الإفصاح عن الجهات التي تزودهم بالكتب، في حين لا تتوفر لدى وزارة التربية.

كتب متداولة
تقول أمينة مستودع الكتب في أحد المدارس: ( كلما طالبنا بتوفير الكتب للطلاب يقولون أنه لا توجد سيوله ولا مواد عشان الطباعة، والكتب المتواجدة عندنا جميعها طبعة قديمة وأصبحت لا تنفع للدراسة فقد تداولها أكثر من جيل ).

لا بد من حلول
وتضيف أحد المعلمات: ( نحن على مشارف عام جديد ولا ينفع التأخير في توفير الكتب، فقد أضاع الطلاب سبعة أشهر بسبب الحرب، لذلك يجب أن تتوفر ميزانية لطبع الكتب بأسرع وقت لننقذ الطلاب من ضياع سنوات دراستهم أكثر من ذلك).





مشكلة وليدة سنين
ويؤكد أحد المعلمين أن مشكلة شحة الكتب ليست وليدة اليوم بل منذ سنين، ويردف: ( حتى أن الكثير من أولياء الأمور يضطرون لشراء الكتاب المدرسي من السوق بحكم أن السوق أصبح أكثر قدرة من إدارة التربية في توفير الكتب المدرسية وبأحدث النسخ، ونحن بدورنا نوزع الكتب الموجودة في المستودعات المدرسية والمستخدمة في العام السابق للمرحلة السابقة، في حين يكون الكتاب قد تآكل وهلك وتمزق من طيلة استخدامه ).
ويقول معلم آخر:( فيما مضى كانت توصل بشكل شبه سنوي نسخ جديدة للمستودعات وبكميات ضئيلة جدآ جدآ من بعض الكتب وبعض المراحل لا تغطي احتياجات شعبة واحدة، و فوق ذلك لا يسلم المعلم من تعب اختلاف الصفح وأرقام التمارين والتدريبات بين الكتاب القديم الموزع لأغلبية التلاميذ والنسخة الجديدة الموزعة والمشتراه من الأسواق).
يكمل: ( فحين يطلب المعلم من التلاميذ كتابة تمرين معين كواجب منزلي من الكتاب يتفاجئ في اليوم التالي عند مراجعة التمارين باختلاف التمرين في دفتر تلميذ عن التمرين في دفتر زميله، والأكثر من ذلك حين تختلف أرقام الصفح ويكتب احد التلاميذ تمارين درس آخر وما يحلها أو يأتي دون كتابة واجب بعذر أن الصفحة الفلانية تحتوي على درس وليست تمارين، أو تمارين درس لم يأخذه بعد ).



من المسئول ؟!
يقول أحد أولياء الأمور:( الواجب توفير نسخ حديثة سنويآ لكل التلاميذ ولا يطلب منهم إعادته نهاية السنة، نحن نضطر لشراء الكتب من الأسواق لأبنائنا لأن الأمر أحيانا يصل إلى أن يتقاسم طالبان كتاب واحد ويتداولونه ).
وتوجه ولية أمر أحدى الطالبات سؤال مهم:(  أين تذهب مخصصات المدارس من الكتب سنويآ ؟؟ ).
ويرد عليه سؤال آخر: كيف تصل الكتب للأسواق وبكميات هائلة وبأحدث النسخ، فيما تعاني المدارس من شحة الكتب، ومن المسئول عن ذلك؟؟





معاناة متفاقمة
فيما شكت عدد من الطالبات من مشاكل عدة تتعلق بالكتاب المدرسي، ابتداءً من أن الكتاب أصبح قديما وأغلب أوراقه غير موجودة، وانتهاءً بطلب المدرسات منهن بالذهاب إلى المستودع والبحث عن الكتب بأنفسهن، فيما يكون المستودع غير منظم تتراكم كتب هناك وأخرى هناك، وترى كتبً أخرى مرمية على الأرض، وساعات طويلة يقضينها في البحث عن الكتاب المطلوب وإن وجد الكتاب، وبرغم تآكله وضياع معظم أوراقه تتقاسمه أكثر من طالبة، فهل يعقل ذلك؟!!

خطوة ايجابية
واستجابة لذلك وفي خطوة ايجابية ومشجعة قام محافظ محافظة عدن اللواء جعفر بتدشين العمل في مطابع الكتاب المدرسي، وحث قيادة المؤسسة على بذل مزيد من الجهود لما له من أهمية في خدمة العملية التعليمية، وحتى اللحظة لم ترى الكتب النور بعد.