آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص- الامطار نعمة تحولت إلى نقمة في عدن

الأربعاء - 25 مارس 2020 - 08:18 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- الامطار نعمة تحولت إلى نقمة في عدن

عدن تايم / خاص.

أحدثت الأمطار الغزيرة التي شدتها العاصمة عدن، فجر اليوم الأربعاء، أضرار بالغة في الممتلكات جراء تدفق السيول وتحولها تجاه احياء سكنية، نتيجة سد البناء العشوائي والاستحداث لمجرى تصريف مياه الأمطار، وكانت مديريات المعلا وكريتر والتواهي، الأكثر تضررا، فيما أفادت أنباء عن وفاة مواطنين جراء الأمطار.

وأرجع حقوقيون ونشطاء حدوث الأضرار إلى البناء العشوائي في المرتفعات ومجاري السيول، وكذلك عدم وجود مشاريع ناجحة لتصريف مياة الأمطار، واكتفاء السلطات المحلية بالمشاريع الترقيعية، وتفشي الفساد فيها، وحذروا من إستمرار هذا الوضع، وعدم المسارعة الشفط مياة الأمطار التي تهدد بجلب الأوبئة والأمراض.



*أبرز الأضرار*


إغراق وانهيار بعض المنازل، وجرف عشرات السيارات، وقبل ذلك الحديث عن وفاة مواطنين أثنين، وتحول الشوارع إلى تجمعات لمياة الأمطار، تعد أبرز الأضرار التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدن فجر اليوم.

وتعد المعلا وكريتر والتواهي ذات التضاريس التي جمعت بين السهل والحبل والبحر، الأكثر تضررا من بين مديريات عدن، فيما تسببت الأمطار في بقية المديريات بإغراق بعض الشوارع، العامة والداخلية، وتحولها إلى برك تجمع لمياة الأمطار، مما استعصى معه على المواطنين المشاه وسائقي السيارات على حد سواء، عبورها.

وحولت مياه الأمطار الكثير من أحياء العاصمة عدن إلى برك مائية كبيرة، جراء ارتفاع منسوب السيول المتدفقة من الجبال المحيطة وامتلاء قنوات الصرف الصحي التي فاضت الى الشوارع.

فيما أفادت مصادر اعلامية لم يتم التأكد منها افادت بوقوع ضحايا من المواطنين جراء هذه الامطار،حيث تناقلت مصادر اعلامية بوفاة رجل وإمراة بسبب السيول في المعلا واصابة اثنين اخرين.

وفي هذا الصدد قال الناشط الحقوقي أكرم الحريري: "عدن تغرق في السيول ..وفي مناطق تم انتشال جثث من السيول و بمناطق أخرى جثث من تحت الانقاض

يارب ألطف وأستر على الناس.

كما تسببت الأمطار في تعطيل المصالح الحكومية والخاصة حيث اغلقت معظم المؤسسات الخاصة والعامة ابوابها، وانعكس ذلك على تعطل مصالح المواطن.


*مناطق منكوبة*


الأمطار التي شهدتها العاصمة عدن، أحدثت أضرار بالغة في العديد من المديريات، كان أبرزها كريتر والمعلا، التي خلفت فيها العديد من المناطق المنكوبة، حسب إفادة متضررين.

وقال رئيس مركز عدن للتراث وديع أمان : أن منطقة المرسابة، الواقعة في مدينة كريتر، منطقة منكوبة، حيث غرق منزلي وغرقت معظم منازل الأهالي .. حسبنا الله ونعم الوكيل".

إلى ذلك اعتبر الصحفي نجيب المحبوبي، منطقة الشيخ اسحاق في المعلا منطقة منكوبة نتيجة ما لحق بها من أضرار جراء الأمطار.

وقال : "المعلا بعد هطول الامطار فجر اليوم.. اضرار كبيرة لحقت بممتلكات المواطنين من سيارات ودرجات نارية ومنازل وخزانات في منطقة الشيخ اسحاق .. ومياه مازالت راكدة لعدم وجود فتحات تصريف مياه الامطار".

وأضاف: "عشرات السيارات جرفتها مياه الأمطار في منطقة الشيخ اسحاق".

ويرجع تضرر هذه المناطق والأحياء أضرار بالغة نتيجة البناء في المرتفعات وكذا البناء العشوائي الذي سد مجاري السيول، التي كانت تعمل على تصريف مياه الأمطار من الجبال لتصب في البحر، عبر هذه المجاري.


*البناء العشوائي سبب رئيسي في الاضراء*


وانتقد نشطاء وصحفيين البناء العشوائي الذي سد مجاري الأمطار والسيول، وكذلك البناء في المرتفعات الجبلية، سيما كريتر والمعلا، حيث يعتبر هذا البناء السبب الرئيسي في حدوث الأضرار التي شهدتها عدن اليوم.

وفي هذا الصدد قال الصحفي ياسر اليافعي : "البناء العشوائي في مجاري السيول كارثة كبيرة، سيدفع ثمنا من يبني في هذه المجاري قبل الآخرين".

وانتقد اصرار البعض للبناء في مجرى السيول، وحدد مساعي البناء في الوادي الكبير بالحسوة، وقال : شوهد تهافت على شراء الاراضي في ممرات السيول بالقرب من مدينة انماء الجديدة منطقة الحسوة .. يا اخي قده قدامك ممر السيول واثار السيول التي مرت بالمكان مازالت ظاهرة حتى الان ليش تشتري في هذا المكان وتبني ..قدرة الله كبيرة وتوقع سيل الثمانينات يعود مرة اخرى في اي لحظة بعدها لن ينفع الندم، عدن واسعة واراضيها كثيرة ومتعددة حبكت يعني تبني في ممر سيل وتعرض حياتك وحياة الاخرين للخطري ليش ؟".

من جانبه قال الناشط ناصر البكري : "شفتوا الجهل الى فين وصلنا..! .. بناء عشوائي، تسبب في سد مجاري السيول، وماحسبتوا لهذا اليوم .. بحجة قده عدن مافيهاش امطار ولا سيول .. واليوم من الطبيعي جداً يحصل هكذا .. والله اننا مقهور على حالنا الى فين وصلنا بالجهل، الى اقصى درجاته..! متى بانصحي متى! .. والله ماانا شمتان فيبكم بالعكس مقهور عليكم.


*انتقادات للسلطة وفسادها ومطالبة باستقالة المحافظ*


وعلى خلفية الأمطار وما تسببت به من أضرار، وجه نشطاء وحقوقيون انتقادات لقيادة محافظة عدن المتعاقبة، التي أتبعت سياسة الترقيع دون إيجاد حلول جذرية للبنى التحتية، وطالبوا المحافظ الحالي بتقديم استقالته.

حيث قال الناشط الحقوقي، عارف ناجي علي : "سنين وترقيع وصورنا تطلع الصورة حلوه بشان تصريف المياه والكارثه القائمين على العاصمة عدن ومن عينهم فقط تميزوا بالفساد والاهمال وبالترقيع من اجل النهب ، سنوات وهم يصرفون اموال بالملائين باعمال ترقيعية بدلا من اقامة مشروع متكامل للحد من تجمع مياه الامطار".

وأضاف : "احمد سالمين افضل قرار سنحترمه فيك ان تقدم استقالتك لان من حولك ساهموا بالفساد وبصمتك اترندعوا".

وانتقد عارف ناجي، ما أسماه التطبيل لمن يقوم بمهامه من مسؤولي السلطة المحلية، وقال : "للاسف مساهمتكم بالتطبيل هو من ساهم وساعد بالفساد كل مسؤل نزوله وتفقد الاعمال هو من صميم عمله ولانريد صورة انا موجود نريد صورة مابعد صورة مياه الامطار اختفت صورة لمشروع متكامل لصرف المياه صوره عدن خالية من القمامات والصرف الصحي صورة للطرقات معبده دون حفريات صورة بقرارات فيها اختيارات لشخصيات كفاءاة وليس شخصيات مهزوزه".

بدوره قال الناشط الحقوقي أكرم الحريري : "الكارثة التي وقعت اليوم بعدن وحلت فوق رؤوس اهلها وحدهم دون سواهم .؟؟!طبعا اقصد كارثة السيول التي دمرت المنازل وقتلت الناس ، واظهرت فساد كان ينهش في البنية التحتية للمدينة منذ سنوات".


*تحذيرات*


وأمام هذه الأضرار الجسيمة التي خلفتها الأمطار الغزيرة، فإن التحذيرات من بقاء هذا الوضع على ما هو عليه من بناء وسد مجرى السيول، وهشاشة البنى التحتية، ستضاعف من الأضرار مستقبلا ولربما تكون أشد مما حدث اليوم.

كما تترتب على هذه الأضرار وعدم الإسراع في معالجتها مخاطر كارثية تتمثل في انتشار الأوبئة والأمراض، وفي هذا الصدد قال الصحفي نجيب الكلدي: "المستنقعات التي خلفتها مياه الأمطار في #عدن كارثة بيئية لا تقل خطورة عن وباء فيروس #كورونا، أقل شي فيروس كورونا يمكن الاحتراز منه من خلال الحجر المنزلي.. لكن الملاريا وحمى الضنك ينقلها لك البعوض إلى منزلك وأين ما كنت".


*دعوات*


وفيما يخص الحلول لتدارك المخاطر المحتملة لإنتشار الأوبئة والأمراض، وإيجاد معالجات لمشكلة سد مجاري تصريف مياة الأمطار وفساد وهشاشة البنى التحتية، فقد وجه نشطاء وكتاب دعوات مختصرة في هذا الشأن.

ودعا الناشط الحقوقي أكرم الحريري، إلى توحيد جهود كل الأطراف السياسية لانقاذ مدينة عدن ولو مرة واحدة، من هذه الكارثة.

من جانبه قال الناشط رمزي بن عمر : "عدن بحاجة الى حلول جذرية لتصريف مياة الامطار وماخلفته السيول صباح وظهر هذا اليوم"، وناشد في ذلك التحالف العربي والمنظمات الدولية، مشيرا إلى انه لا حياة لمنادات الحكومة الشرعية التي تغرد في وادي والشعب في وادي اخر.

بدوره دعا نجيب الكلدي : "الجهات المعنية أن تقوم بدورها وواجبها الأخلاقي وتعمل على شفط المياه من الشوارع والحافات قبل أن تحل الكارثة".