آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 02:48 م

قضايا


القات بين عهد "فتاح" وعهد "كورونا"

الأحد - 29 مارس 2020 - 12:48 م بتوقيت عدن

القات بين عهد "فتاح" وعهد "كورونا"

يكتبه / جمال مسعود علي

ياكورونا ياكهنوت القات يبقى والشعب يموت

لم اعد مستغربا بعد اليوم من وقوع اليمنيين في ثالوث الشر الفقر والجهل والمرض الذي جثم عليهم قديما ولازال مستمر حتى اليوم منذ القرن الثامن والتاسع عشر والقرن العشرين واليوم مع مطلع القرن الحادي والعشرين ولازال اليمن بكل الوانه واطيافه وجهاته لازال يرزح تحت الفقر والجهل والمرض لازال شعبه فقير بين الثروات والموارد الطبيعية والبشرية جاهل بين المؤسسات التعليمية والجامعات والاكاديميات مريض في وقت الاشعة المقطعية والخلايا الجدعية وزراعة الاعضاء ، المجتمع اليمني لازال رابض في زاوية القرن الثامن عشر مضى الزمان وتركه متكئا على اريكته يسوغ الاحلام ويسوق الاوهام منتشيا بامجاد مملكة سبأ وبلاد الايمان والحكمة ومدنية وحضارة مدينة عدن لؤلؤة الجزيرة وهونج كونج الشرق الاوسط .. ماض جميل غارق في القدم التصق به الاحفاد رافضين الخروج منه للعيش في الواقع الاليم
رفض القاتيون ترك زراعة وبيع وتعاطي القات في السبعينات وهتفوا في مسيرة الدفاع عن القات ( يافتاح ياكهنوت القات يبقى وانت تموت ) ، ليعود الزمان من جديد وتدخل اليمن مرحلة الخطر والفقر المائي وطالبت منظمات دولية اليمن بترشيد استخدام الماء ومنع هدره في زراعة القات والاحتفاظ به من اجل الحياة البشرية وفي ندوة اقامتها منظمة هولندية بالتنسيق مع هيئة الموارد المائية في اليمن حيث دافع احد القاتيون عن زراعة وتجارة وتعاطي القات معتبرا ذلك ارثا تاريخيا ومصدرا رائجا للدخل في اليمن ولايمكن ان يتخلى عنه اليمنيون فكان رد السيدة الهولندية منطقيا وبسيطا مستنكرة التمسك بهذه الخرافة بقولها اما تشربوا الماء وتعيشوا او تخزنوا وتحتفظوا بالارث التاريخي وتموتوا ظماء بعد عشرين سنة لاقدر الله ، وهاهو اليوم يعود القاتيون ليقرروا مصير اليمنيين واليمن التي يتهددها خطر وباء كورونا الذي ازهق ارواح الالاف في اعظم دول العالم كفاءة وحماية ورعاية صحية كالصين وامريكا واوروبا بنظامها الصحي والبيئي الذي يعد من افضل الانظمة في العالم اكل منها وباء كورونا حياتها ونهضتها ودمر فيها قدرتها على الحركة وحبسها بملايينها البشرية بين الجدران الاربعة للمنازل ولم تسلم بنيتها العملاقة اقتصاديا وعسكريا حيث ارغمها وباء كورونا على الانكفاء على نفسها تنازع بين الحياة والموت رغم الاستجابة الكاملة لاساليب الوقاية والانصياع التام لقرار الحجر الصحي … هاهم القاتيون يخرجون الى الشوارع متحدين وباء كورونا ومستفزين القدر رافضين الحجر الصحي وتجنب الازدحام في اسواق القات لينطلقوا بمسيرات ضخمة بحثا عن وباء كورونا الموت والكوارث والاوبئة عن عشبة قات يمضون بها بقية اعمارهم في تسبيح وتهليل لطقوس القات معرضين حياتهم وحياة امة بكاملها حماها الله حتى يومنا هذا من تفشي الوباء وجنبها شره وخطره ليخرجوا بحثا عنه حيث هو يتلمسون اثره وخطره في الصعداء يجأرون .. اين انت ياكورونا نحن بانتظارك .. ؟ سنترك صلاة الجمعة والجماعة سنغلق المدارس والجامعات سنوقف حركة الحياة في كل مكان خوفا منك الا في القات فلا نبالي بك ولن نتنازل عن ساعة من ساعاتنا القاتية ولن نترك ورقة اوغصن من شجرة القات ولو انتشرت ياكورونا عن ايماننا وشمائلنا او من امامنا او من خلفنا او من فوقنا او من تحت ارجلنا ولو نقلناه لاطفالنا ونسائنا ولو انتشر كالنسيم العابر الى كل بيت لانبالي بذلك فلتفنى الحياة ويبقى القات وسنعيد الهتافات القاتية. ياكورونا ياكهنوت القات يبقى والشعب يموت