آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 05:14 م

اخبار عدن


جنيف اليمني يتحرك: "إيجابية" المليشيات على وقع خسائر تعز

الأحد - 22 نوفمبر 2015 - 06:38 ص بتوقيت عدن

جنيف اليمني يتحرك: "إيجابية" المليشيات على وقع خسائر تعز

العربي الجديد

عادت عجلة الجهود السياسية في اليمن إلى التحرك من جديد، إذ توجه وفد من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحزب المؤتمر الذي يرأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى العاصمة العُمانية مسقط، للقاء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الموجود حالياً هناك، بغرض تحريك المفاوضات التي تأجلت مرتين.

وأظهر إعلان وفد الحوثيين قبيل مغادرته صنعاء أمس، عن وجود تقدّم في التحضيرات، للمرة الأولى منذ بدء جهود جولة المحادثات الجديدة، وجود بوادر إيجابية، إذ أعلن المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، في بيان أنهم تلقوا رداً إيجابياً "على ملاحظاتنا حول مسودة وأجندة الحوار"، وسيتوجهون إلى مسقط، للنقاش حول النقاط محل الخلاف، بطلب من الأمم المتحدة.

وأضاف عبدالسلام، وهو أحد أعضاء الوفد الذي غادر صنعاء، أن جماعته حريصة على أن يكون الحوار المقبل المقرر عقده في سويسرا "حواراً جاداً وبنّاءً ومسؤولاً" يفضي إلى وقف ما وصفه بـ"العدوان" و"فك الحصار وإحياء العملية السياسية".

وفي حين لم يكشف الحوثيون عن طبيعة "الردّ الإيجابي" الذي تلقوه من الأمم المتحدة، كشف مصدر مقرّب من الوفد لـ"العربي الجديد"، أنّ التفاهم حول مسودة التحضيرات لم يكتمل بعد، وأنّ المبعوث الأممي طلب من الحوثيين القدوم إلى مسقط، للتفاهم حول ما تبقى من الملاحظات، مؤكداً أن وفد "المؤتمر" الذي يترأسه الرئيس المخلوع، غادر أيضاً مع الحوثيين.

وهذه المرة الأولى التي تصدر فيها عن الحوثيين تصريحات إيجابية تجاه المشاورات المقرر أن ترعاها الأمم المتحدة، إذ كان موقفهم خلال الفترة الماضية يهاجم ضمناً الأمم المتحدة ويتهمها بتجاهل "النقاط السبع" التي جرى التوصل إليها في مسقط. ومع توجه وفد الانقلابيين إلى مسقط بالتزامن مع التصريحات الإيجابية الصادرة عنه، يتحرك مسار المفاوضات من جديد، بعدما شابه فتور الأسابيع الماضية، نتج عنه تأجيل المحادثات التي كان مقرراً عقدها في منتصف الشهر الجاري.

من جهته، أعلن حزب "المؤتمر الشعبي"، أسماء موفديه إلى المفاوضات المقرر أن تُعقد في جنيف، وقال إن الوفد الذي غادر صنعاء وسيشارك في مشاورات جنيف، يتألف من أميني عام مساعدين، وهما ياسر العواضي، وفائقة السيد، بالإضافة إلى عضو اللجنة العامة، يحيى دويد، وسينضم إلى الثلاثة اثنان من المتواجدين في مسقط، وهما الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، والأمين العام المساعد، أبوبكر القربي، ليكون الوفد بذلك مؤلفاً من خمسة أعضاء.
وكانت الحكومة اليمنية قد سبقت الانقلابيين إلى تسمية أعضاء وفدها منذ أكثر من أسبوع، واتهمت الحوثيين بعدم الجدية بالحوار، بسبب تأخرهم في الاستجابة لحضور المشاورات وتسمية وفدهم.

وكان لافتاً صدور موقف الحوثيين الإيجابي تجاه المفاوضات بعد التطورات الميدانية التي جاءت على عكس ما كانوا يأملون، إذ بدأت القوات الموالية للشرعية بمساندة من قوات التحالف عملية "حاسمة" لتحرير محافظة تعز، كما عاد الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، الأمر الذي يربطه محللون بتراجع حدة الموقف الحوثي تجاه المفاوضات، إذ كانت التطورات الميدانية تسير لصالحهم مع بداية الشهر الجاري، ومنذ أكثر من أسبوع تحولت ضدهم. وليس واضحاً حتى اللحظة، ما إذا كان هناك علاقة لموقف الحوثيين بالزيارة الأخيرة التي قام بها ولد الشيخ إلى طهران.
وليست المرة الأولى التي تنعكس فيها التطورات الميدانية على حديث المفاوضات، إذ لوحظ خلال الشهور الماضية، وعند تحقيق تقدم ميداني لصالح أحد الأطراف، فإنه كان يرفع سقفه في المفاوضات ويعرقلها. وما إن تحصل تطورات ميدانية على عكس ما يريد، يعود مجدداً للحديث عن الحل السياسي.
وفي التطورات الميدانية بمحافظة تعز، نفذ التحالف غارات على مواقع للحوثيين وحلفائهم في منطقة الراهدة، والتي تتقدم باتجاهها القوات الموالية للشرعية القادمة من جهة محافظة لحج.
وأكدت مصادر ميدانية وشهود عيان، لـ "العربي الجديد"، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محور الأجزاء الجنوبية الشرقية، بقيادة العميد علي ردمان الصبحي، أحرزت تقدماً، وباتت على مسافة كيلومتر واحد فقط من منطقة الراهدة.
بدوره، قال قائد المقاومة الشعبية في جبهة الراهدة الشيخ حربي سرور الصبيحي، لـ"العربي الجديد"، إن المقاومة الشعبية تمكنت خلال الساعات الأولى من يوم أمس، من السيطرة على جبل الأحمِرة التابع لمديرية ماوية، ويطل على أهم مواقع مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع في مناطق الدِمنة والراهدة أهم مركزين في مديرية خدير.