آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 06:13 م

اخبار وتقارير


تصعيد على الأرض وترحيب بالورق.. مناورة حوثية لابتلاع ستوكهولم

السبت - 17 أكتوبر 2020 - 09:13 م بتوقيت عدن

تصعيد على الأرض وترحيب بالورق.. مناورة حوثية لابتلاع ستوكهولم

عدن تايم - العين الاخبارية

رحبت مليشيا الحوثي الانقلابية بدعوة المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، والحفاظ على اتفاق "ستوكهولم"، لكن الوقائع على الأرض تبدو مختلفة عن الورق، حيث واصلت الدفع بتعزيزات ضخمة لخنق ما تبقى من الهدنة الهشة.

وتسعى مليشيا الحوثي لإيهام الأمم المتحدة بأنها حريصة على اتفاق الحديدة، في وقت دفعت بمئات المسلحين الجدد إلى مناطق التماس لتفجير الوضع ميدانيا بجبهات مختلفة في محافظة الحديدة.

ونفذت مليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، سلسلة هجمات ضمن تصعيدها العسكري ومحاولاتها اختراق الحاميات الدفاعية للقوات اليمنية المشتركة في حيس والدريهمي والجبلية ومدينة ومطار الحديدة، وفقا لمصادر عسكرية يمنية تحدثت لـ"العين الإخبارية".

وقالت المصادر، إن الانقلابيين الحوثيين توافدوا على شكل دفعات متقطعة من شمال وشرق الحديدة إلى مديريات الريف الجنوبي، أهمها وصلت إلى "المنصورية" و"الجراحي" و"جبل راس"، إذ يحاول الحوثيون ضخ دماء جديدة وسط مقاتليهم لتعزز كفاءة الهجمات اليومية الفاشلة على "كيلو 16" و "حيس" و"الدريهمي" و"التحيتا".


ووصل عشرات المسلحين الحوثيين عبر محافظة إب إلى البلدات الشمالية والشرقية لحيس والجنوبية والشرقية للدريهمي، كما استقدمت من معسكراتها شمال الحديدة عشرات المسلحين إلى مواقع عسكرية وسط الأحياء السكنية داخل مدينة الحديدة وعززت بهم ثكناتها في مجمع" مدينة الصالح" و"شارع الخمسين" و"كيلو7".

ويقول خبراء يمنيون، إن الاستنجاد الحوثي بآلية قرار وقف إطلاق النار الخميس الماضي "تجسيد مستعاد لمشهد الاحتماء" التي مارستها قيادات المليشيات على مدى عامين تجاه التهدئة الهشة في محافظة الحديدة، في مخطط يستهدف اتخاذ المراوغة كغطاء للتحشيد وإعادة التموضع على الأرض.

وأوضحوا خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "تهدئة الحديدة" تحولت حبر على ورق في مارس/ آذار الماضي حين تم اغتيال مليشيا الحوثي لأحد ضباط وفد الحكومة الشرعية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار الذي يترأسها الهندي جوها إبهاجيت، ما تسبب في تجميد الحكومة المعترف بها دوليا العمل مع البعثة الأممية.

خطورة التحشيدات
متحدث عمليات القوات المشتركة بالساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، قال إن الترحيب الحوثي "مراوغة واضحة"، وهي تجسيد مستعاد لمشهد الاحتماء، لافتاً إلى أن المليشيات تستمر في استقدام التعزيزات و التحشيدات العسكرية والتي تشير إلى أنها تحضر لهجوم جديد يشمل كافة قطاعات الساحل الغربي من تعز إلى الحديدة.

وأضاف أن حرب "‫الدريهمي" أعادت التأكيد على جهوزية القوات المشتركة في الساحل الغربي، لكنها أكدت ما كنا نحذر منه أن مليشيا الحوثي تستخدم اتفاق ستوكهولم مجرد غطاءً أممياً لتمرير خططها المعتمدة على المراوغة وكذلك غطاءً ترتكب تحته أبشع الجرائم والانتهاكات ضد مناطق الحديدة المحررة.

ولفت في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مليشيا الحوثي نسفت بالفعل اتفاق ستوكهولم وكل الدلائل على أرض الواقع تؤكد ذلك، لكنها في كل مرة تشعر بقوة رد المشتركة تستنجد بآلية وقف اطلاق النار لأنها تعلم أن هذا الاتفاق هو ما يقف سداً أمام سيول القوات اليمنية المتعطشة لتحرير ما تبقى من محافظة الحديدة.

وحذر المسؤول العسكري من مسرحية مليشيا الحوثي، مشيرا إلى أن المليشيات تستغل كل دقيقة تمر لحشد قواتها والتقاط انفاسها وإعادة ترتيب صفوفها المنهارة وكل ذلك برعاية "كريمة" من الأمم المتحدة ومبعوثها بذريعة المخاوف الإنسانية، والتي تزداد كلما طال أمد الهدنة وهم مطالبين بالشفافية وترك لغة الحياد.

مناورة مكشوفة
أما المقدم رفيق دومة، ركن التوجيه المعنوي في اللواء الثاني مقاومة تهامية، فقال إن العمليات العدائية من جانب الحوثيين، طيلة الفترة الممتدة من توقيع اتفاق "ستوكهولم" لم تكن ذات تأثير عسكري من أي نوع، عكس التصعيد الأخير الذي وصل الذروة بهجوم واسع شنه مقاتليها على مدينة الدريهمي بمشاركة الدبابات وراجمات صواريخ كاتيوشا والمدافع الثقيلة.

واعتبر في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الهجمات الحوثية الأخيرة، عكست بوضوح مدى استفادة وكلاء إيران، من الهدنة الأممية الهشة أصلا، في إعادة ترتيب صفوفها بعدما كانت قد وصلت مرحلة الانهيار تحت ضغط الهجوم الضارب للقوات المشتركة قبل توقيع اتفاقية السويد.

وأوضح أن الترحيب الحوثي، على لسان متحدثهم محمد عبدالسلام، بدعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن غريفيث، للالتزام باتفاق ستوكهولم، لا يخرج عن سياق مناورة إعلامية، هدفها نفي مسؤوليتهم عن نسف الاتفاق بالتصعيد الأخير، وأيضا رد الهدية لـ"جريفيث" عبر إبداء بعض المرونة الشكلية للتعامل مع دعوته، وبالتالي الاستمرار في ضرب الاتفاق على الأرض.