آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:58 م

تحقيقات وحوارات


لودر.. لم تتحرر من الدمار وغياب الدولة بعد ( تحقيق خاص)

الأحد - 16 أكتوبر 2016 - 05:24 م بتوقيت عدن

لودر.. لم تتحرر من الدمار وغياب الدولة بعد ( تحقيق خاص)

تحقيق/ الخضر عبدالله

لم يعد حال مدينة لودر بمحافظة ابين، كما عرفت بمدينة السلام، فالزائر لها لا يشاهد سوى الدمار والخراب والمعاناة وهي ترسم في وجوه الصغار قبل الكبار، فمازالت اثار الحرب الظالمة التي شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مارس الماضي، ودمرت ما هو كل جميل، بل دمرت ما تبقى من هذه المدينة التي اصبحت عبارة عن اطلال، يعيش سكانها اوضاعا مأساوية: انفلات أمني وانعدام المياه وضعف في الجانب الصحي وغطرسة إدارة الكهرباء، اما على الصعيد الاداري في السلطة المحلية فحدث ولا حرج: فوضى ولامبالاة يستشريان في كافة مفاصل الدولة .
فلم يقف حال لودر ومناطقها إلى هذا الحد ولم تسلم من العابثين الذين كرسوا أنفسهم على ما تبقى من نسائم حريتها وهم يوصفون بالجماعات المسلحة التي تنتمي لتيارات متطرفة حيث أثارت الرعب والهلع والخوف بين اوساط الأهالي المغلوبين على امرهم .. ولازلت لودر ومناطقها تعاني من حرمان الخدمات الحياتية، واليكم  التفاصيل .
 
أسر تبحث عن مأوى
ذاقت مدينة لودر مرارة الحرب، حيث عاش أوقات حرجة وصعبة حيث ذاقوا النزوح والخروج من مدينتهم لأشهر طويلة ، العديد من شبابها قتلوا وجرحوا واعتقلوا على أيدي مليشيات الحوثي والمخلوع صالح ، وقدمت المدينة ما لم تقدمه اي مدينة من محافظة أبين، من تضحيات كبيرة ودفعت ثمناً باهظا لوقوفها في وجه قوى الانقلابيين.. لودر استعادت أنفاسها ونفضت غبار الاحتلال الحوثي، وتحررت مناطق لودر من قبضة الحوثي وصالح في الشهر السابع وعاد الناس إلى ديارهم  آمنين بعد طول تشرد ونزوح .
وعقب أنتهاء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح الإجرامية، وبعد عودة الأهالي إلى منازلهم وجد العديد منهم بيوتهم قد أصبحت أكوام من الحجارة جراء تعرضها للتفجير والتفخيخ من قبل مليشيات الحوثي الغاشمة، وفي هذه اللحظة بل وحتى ساعة كتابة التقرير لا زالت العشرات من الأسر التي دمرت منازلهم يعيشون في بيوت للإيجار أو يسكنون عند أقاربهم، دون ان تقدم لهم الحكومة ابسط الخدمات الحياتية .
 
دون كهرباء ومياه
وضع الكهرباء لا يبعد حال من مثيلته المياه فالكهرباء مشكلتها الرئيسة كثرة الانطفاءات المتواصلة التي حولت حياة المواطنين إلى جحيم ، حيث يصل معدل انقطاعها في اليوم الواحد إلى اكثر من عشرين ساعة ، ناهيك عن الاضرار التي تسببها الانطفاءات المستمرة للأجهزة الكهربائية المنزلية ..
وردود إدارة الكهرباء ان سبب الاتطفاءات المتواصلة يعود سببها عن خروج مولدات  الطاقة المشتراة عن الجاهزية نتيجة عدم توفر مادة الديزل والزيوت وقطع الغيار للمولدات وتطالب إدارة الكهرباء المواطنين بتسديد قيمة استهلاك فاتورة الكهرباء التي تبلغ ملايين الريالات على حد قولها .
عاشت لودر ولازالت تعيش منذ سنوات طويل  مشكلة انعدام المياه حيث يتم توفير الماء بشراء وايتات صهاريج المياه بمبالغ يتجاوز  سعرها 5000 ريال ..وكثرت النداءات والاستغاثات في خضم الغياب التام للجهات المسؤولة لمعالجة هذه المعضلة طويلة المدى .
 
انعدام الصحة
يقول المواطنون ممن التقيناهم عن الوضع الصحي بالمديرية ان الامراض والأوبئة باتت خطراً محدق يهدد حياة المواطنون في المديرية في ظل انهيار القطاع الصحي في المحافظة ، حيث يلجأ العديد من الأهالي بنقل مرضاهم إلى مستشفيات أخرى بمحافظة عدن لتلقي العلاج فمستشفى محنف بالمديرية يعد اكبر المرافق الصحية الذي اصبح يفتقر إلى ابسط المقومات الاساسية والصحية قبل  اندلاع الحرب وبعدها وما يزيد الطين بلة الاوضاع الانسانية المتفاقمة التي تهدد حياة المواطنين في ظل غياب تام للسلطة المحلية بالمديرية والمحافظة ..
 
مكتب البريد والهيمنة ،،
أثناء تجوالنا شكا الينا مواطنون متقاعدين ومسنين بلودر من متاعب كثيرة يلقونها أمام مكتب البريد وانتظار مميت بالنسبة للعجزة والمسنين، حيث يتكرر المشهد يوميا في معظم مكتب البريد، متهمين موظفي البريد بإخراج مبالغ مالية كبيرة من رواتب الموظفين ويقومون بصرفها خارج مبنى البريد مقابل عمولة على حد تعبيرهم.
وناشدوا  محافظ أبين وهيئة البريد بالمحافظة بوضع حد لهذه السلوكيات  والتصرفات التي تسيئ للسلطة المحلية في المديرية والمحافظة، فيما لا زال معظم معلمين  التربية والتعليم بالمديرية دون رواتب ، حيث لم يتمكنوا من أستلام مرتبات منذ 3 شهور بحجة عدم توفر السيولة !
هذا وأبدى الموظفون تخوفهم من عدم صرف رواتبهم باعتبارها مصدر دخلهم الوحيد وتقفها قد ينذر بكارثة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
 
 انفلات أمني
منذ عودة الحياة نشاطها في معظم مناطق لودر بعد الأنتصار على الجماعات المسلحة بات الدور الأمني مشلولاً وغياب كبير للأمن وتنصله عن القيام ولو بجزء يسير من المهام المطروحة على عاتقه , فهناك اختلالات أمنية أضحت تسبب الأزعاج والفوضى للسكينة العامة، ومازال غياب الأمن يسيطر على كافة أرجاء المناطق ويملأ قلوب اهلها بالرعب والخوف مما ينتج عنه من انفلات أمني..
 ختاما: السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة هو، أين هي الحكومة ودول التحالف ومنظمات حقوق الإنسان مما يعاني منه أبناء هذه المدينة؟ فهم لا يطلبون قصوراً ولا جسوراً بل يطلبون حقوق شعب يريد أن يعيش بأمن وأمان وحرية في ظل دولة يسودها الأمن والأستقرار والعيش الكريم .