آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 10:50 م

اخبار وتقارير


انقلابيو صنعاء يواصلون لعبة المراوغة

السبت - 10 ديسمبر 2016 - 11:24 ص بتوقيت عدن

انقلابيو صنعاء يواصلون لعبة المراوغة

عدن تايم - صنعاء :

يواصل تحالف الانقلاب في صنعاء ممثلاً في المسلحين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لعبة الهروب من استحقاقات المفاوضات التي وقعوا عليها، وآخرها التي تم الاتفاق عليها في مشاورات الكويت ولقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وفي كل مرة، يخترع الانقلابيون حيلة للتنصل من هذه الاتفاقات، بدءاً باللجان الشعبية، مروراً بالمجلس السياسي الأعلى، وصولاً إلى إعلان تشكيل حكومة أسموها �حكومة إنقاذ� هي خليط من القتلة وتجار المخدرات والأسلحة، بل إن بعضهم ممن وضع اسمه على لائحة العقوبات الدولية.
وتعد هذه الخطوات هروباً من الحل السياسي الذي يحجم دور الميليشيا المسلحة، ويفرض عليها عقوبات وضرورة أن تتحول إلى حزب سياسي لتمارس عملها وفق القانون الساري بالبلاد، لأن الانقلابيين يدركون حجم الإساءة والدمار الذي ألحقوه بالشعب اليمني، وأن أي استحقاق سياسي لن يعطيهم حجماً بقدر فرض وجودهم بالقوة على رقعة كبيرة من الأرض كما هو حاصل الآن.
وعلى مدى ثلاث جولات من المفاوضات استمرت أشهراً، عمل الانقلابيون على عرقلة الحل السياسي، معتمدين على فرض سلطة الأمر الواقع بقوة السلاح، كونهم يدركون أنهم يحققون بالقوة ما لن يحققوه بالعمل السلمي.
حكومة منبوذة
وأعلن الانقلابيون الحكومة مناصفة بينهما، بنحو 42 وزيراً جلّهم ممن ينتمون إلى ميليشيا الحوثي المسلحة وجناح المخلوع في حزب المؤتمر الشعبي العام، وآخرون محسوبون على أحزاب مغمورة، لكن لا أحد داخلياً أو خارجياً سيعترف بها، بل ستبقى حكومة منبوذة تصارع وجودها في ظل تنديد واستنكار من المجتمع الدولي.
ففي حين قال الرئيس ، عبدربه منصور هادي، إن الحوثيين وحلفاءهم، نسفوا كل جهود السلام بتشكيل حكومة �مسخ ميتة� في صنعاء، اعتبرها وزير خارجيته عبدالملك المخلافي استهتاراً بالسلام والقرارات الأممية وجهود المجتمع الدولي، واصفاً إياها بـ�المولود الميت�، وخطوة تصعيدية جديدة تنسف جهود الأمم المتحدة من أجل السلام.
تنديد إقليمي
ولم يقتصر التنديد على المستوى الرسمي اليمني، فقد عبّر مجلس التعاون الخليجي على لسان أمينه العام عبداللطيف الزياني، عن استنكاره ورفضه لهذا الإجراء من قبل الحوثيين وصالح.
وقال الزياني في بيان إن دول المجلس ترفض رفضاً قاطعاً تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن، مؤكداً أن حكومة هادي هي الحكومة الشرعية دستورياً وقانونياً، والتي تحظى باعتراف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة.
ولفت إلى أن �تشكيل حكومة بصنعاء يبرهن على أن الحوثيين وأتباع صالح غير جادين في الدخول بالمفاوضات السياسية، ويسعون إلى تعطيل الجهود الحثيثة التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ لوقف الحرب في اليمن وإعادة إحياء المفاوضات السياسية بموجب خريطة الطريق الأممية للتوصل إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216�.
واعتبرت جامعة الدول العربية، على لسان أمينها العام، أحمد أبو الغيط، إعلان الحوثيين وصالح، بأنه عار من الشرعية، ويمثل امتداداً للنهج الانقلابي الذي لا يريدون التخلي عنه.
من جهتها، رفضت منظمة التعاون الإسلامي أيضاً تشكيل هذه الحكومة، واعتبرت إعلانها بأنه �خرق لقرارات مجلس الأمن والجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل للأزمة اليمنية بالطرق السلمية وإنهاء معاناة الشعب واستتباب الأمن والاستقرار في البلاد�.
وأكد الأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين، في بيان أن المنظمة ملتزمة بدعم الحكومة الشرعية في اليمن برئاسة هادي.
استنكار دولي
هاجم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، قرار الانقلابيين تشكيل حكومة جديدة في صنعاء معتبراً ذلك �يشكل عراقيل جديدة وإضافية لمسار السلام ولا يخدم مصلحة اليمنيين في هذه الأوضاع الحرجة�.وقال إن أعمالهم تزيد الأمور تعقيداً في البلد الذي يمر بمرحلة دقيقة.