آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:49 م

ثقافة وأدب


المليء بالود.. المليء بالورد

الأربعاء - 28 ديسمبر 2016 - 08:38 م بتوقيت عدن

المليء بالود.. المليء بالورد

د.عبدالقادر علي باعيسى: (تعقيباً على مقال: أنا وصديقي المُجَنَّد "باعيسى"..من كَنَف الجيش إلى رحاب الجامعة).

عزيزي الدكتور علي صالح الخلاقي.. يسعدني أن أهنئك بأن لك قلبا يسع قلوبنا جميعا، يحمل نبضها وإشراقاتها وأحلامها وكل شيء جميل فيها. فلك منا أننا نحبك حبا أخويا صادقا بمقدار ما يتخيل أوسع قلب في العالم الحب ويتعامل به. فحقيقة الأخوة الصادقة لا تمحوها الأيام منذ ذلك اللقاء التلفازي على ظهر دبابة بمنطقة الجرباء بالضالع لواء الشهيد عبود عام 1984 الذي تجاوز عرض صورة تلفازية إلى حقيقة نمت وراء الصورة كان فضل الحفاظ عليها واكتشافها لقلبك الكبير الذي أكن له كل تقدير واحترام والذي لم ينس شاردة ولا واردة... ذاكرة مدهشة وإنسانية نادرة تحتفظ بأدق التفاصيل فكيف بتفاصيل لقائها مع الآخرين وتعاملها الحميم معهم كأنما هي تعادل ذاكرة مدينة كاملة.. مدينة مليئة بالحب الإنساني الذي يرابط بين القلوب بقوة حتى كانت نتائج كلماتك وقصائدك في المؤتمر التاريخي المنعقد أخيرا بالمكلا ديسمبر2016 توازي عاطفيا نتائج المؤتمر العلمية.. مازلت أذكر منك الضابط الممتد برشاقة المليء بالود أكثر مما يشخط الضباط العسكريون..
ربما كنت شيئا مختلفا، مدنيا يلبس زيا عسكريا، وفعلا إذ سرعان ما قررت يا صديقي مصير ذلك الماضي بتجاوزه والانتقال إلى الحياة المدنية في أرفع درجاتها وهي الأكاديمية فكلانا اجتاز إلى الحياة المدنية مرورا بالدبابة التي ظلت رمزا دالا على جمال خاص من النبل والصفاء الوطني وحب الأرض، فقد كان الجيش بدوره روحا همنا بها وتعشقناها، كيف لا والجيوش هي فاتحة التاريخ وفاتحة قلوبنا على الصبر والتحمل والإيثار والتضحية.. أبقاك الله يا علي وأنت حينئذ تشد طربوشك على رأسك قبل أن يأخذه الصلع لتصوير اللقطات التلفازية فإذا بالصلع يأخذ ذاكرتي فيما بقي شعر ذاكرتك ينمو أشجارا وارفة فاجأتني بظلالها بعد حين.
سررت وسررنا جميعا بك متمنيا لك كل خير بمقدار قلبك الإنساني الكبير.