آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

قضايا


تصعيد عسكري وتراخي أممي.. غموض يكتنف محطة عمان اليمنية ( تحليل خاص)

الخميس - 29 ديسمبر 2016 - 02:14 م بتوقيت عدن

تصعيد عسكري وتراخي أممي.. غموض يكتنف محطة عمان اليمنية ( تحليل خاص)

كتب/ المحرر السياسي

لم يرشح أي جديد، فيما يتعلق بمحطة العاصمة الأردنية عمان، التي أعلنها المبعوث الاممي الى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ الأسبوع الماضي، والتي من المزمع ان تحتضن ورشة عمل تضم طرفي الأزمة، الشرعية من جهة والمليشيات الانقلابية من جهة أخرى، بهدف الخروج باتفاق لوقف فوري لإطلاق النار والشروع في مفاوضات الحل السياسي.
ورغم الإجماع السياسي الإقليمي والدولي المتمخض عن الاجتماع الأخير للجنة الرباعية بشأن خطة السلام لإنهاء الحرب في اليمن الذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض، في الـ 18 من شهر ديسمبر الجاري، وتأكيده على وقف إطلاق النار وانهاء المعارك المسلحة الدائرة منذ نحو عام وتسعة أشهر الا ان الوضع العسكري آخذ بالتصعيد ميدانيا، في جبهات القتال بعدد من مناطق ومدن ومحافظات البلاد.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي، رسائل عدة للمجتمع الدولي والتحالف العربي، من مدينة المكلا بحضرموت، التي زارها مطلع الاسبوع لأول مرة، حيث جدد هادي تأكيد تمسكه بالمرجعيات الثلاث الأساسية للسلام في البلاد والمتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن، والتي تأتي بعد أسبوع من صدور بيان الرباعية الذي نص على وقف إطلاق النار واستثناء الفقرة التي نصت على استقالة الرئيس هادي.
وبالعودة لملف أزمة البلاد، فلا حل سياسي يلوح في الافق، رغم خروج اجتماع اللجنة الرباعية بقرارات قضت بسرعة وقف إطلاق النار في اليمن، وتحديد خطوات أمنية متسلسلة وموعد العودة إلى طاولة الحوار لاستئناف المسار السياسي وصولاً إلى استكمال مراحل الانتقال السياسي لضمان حل أزمة اليمن بين طرفي الأزمة الشرعية والانقلابيين، إلا أن المشهد الراهن ما يزال تحت هيمنة الأصوات القوية المسموعة للانفجارات والأسلحة المختلفة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، واستمرار نزيف الدم، وهو الأمر الذي من شأنه بعثرت الأوراق وتشتيت التركيز للجهود والتحركات الخاصة بالحل السياسي.
كما لا تلح في الأفق أي مؤشرات ذات دلالة على وجود تقدماً يحمل الانفراجة والخلاص للمشهد الدامي المتكرر منذ، أواخر مارس من العام الفائت 2015م، ولكن العزم السياسي الإقليمي والدولي يبدو هذه المرة أكثر من أي وقت مضى أكبراً وقادراً على إخماد نار أزمة اليمن التي في حال تُركت على حالها يمكن توسع تمددها وتهديدها للإقليم الجغرافي المجاور لليمن ممثلاً بالخليج العربي برمته وعلى وجه التحديد المملكة العربية السعودية، التي أثبتت قدرتها على إفشال كافة مساعي التدخلات والتحركات الإيرانية الساعية لصب الزيت على النار، وإشعال الحرائق في المنطقة العربية، وتنفيذ أجندتها ومخططاتها الفارسية باستخدام أدواتها في المنطقة وفي مقدمتها جماعة الحوثي.
وللتأكيد على ما تقدم، بدا جلياً توّحد المواقف والرؤى السعودية والأمريكية وذلك وفقاً لما جاء على لسان وزيرا خارجيتهما الجبير وكيري، الرافضة للتدخل الإيراني في اليمن، وضرورة العمل على إنهاء الحرب في اليمن بشكل يحمي أمن السعودية.
ويكتنف الغموض مصير محطة عمان اليمنية، في ظل صمت وتراخي اممي، حيث لم يحدد المبعوث الاممي موعد بعد للقاءات الكويت، ناهيك عن كشف موقف الأطراف من هذه اللقاءات، وبيان الرباعية الأخير، وكشف أسباب مراوحة المفاوضات في مكانها.