آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

إجتماعيات


ألف الف مبروك دكتورنا العزيز سند محمد عبد القوي هذه الثقة

السبت - 14 يناير 2017 - 07:31 م بتوقيت عدن

 ألف الف مبروك دكتورنا العزيز سند محمد عبد القوي هذه الثقة

نبارك ﻷستاذنا العزيز الدكتور/ سند محمد عبد القوي سالم بمناسبة تعيينه نائباً للعميد لشؤون الطلاب في كلية التربية يافع، بقرار رئيس جامعة عدن رقم (10) لسنة 2017م.
الدكتور سند يستحق هذا المنصب وأكبر من هذا المنصب بجداره. أنا كنت أحد تلاميذه وأفتخر وأعتز بذلك، فكان معلماً مميزاً، مثابراً، مجتهداً، منضبطاً، وكان محبوباً عند كل زملائه المعلمين وعند جميع تلاميذه، وكذا عند كآفة المواطنين على مستوى منطقته وعند كل من عرفه.
كنتُ أحد طلاب كلية التربية يافع في دفعتها الأولى بعد تأسيسها عام 1998م وكان دكتورنا العزيز حينها معيداً في الكلية، وكان من أفضل المعلمين ذكاءً وتواضعاً. كنا ندرك إن هذا المعلم سيكون له شأناً عظيماً في المجال التربوي، ومازلت متأكداً أن دكتورنا العزيز سيتبوّأ مستقبلاً مناصب أعلى وسيواصل نجاحاته في المجال العلمي والعملي.
أتطرق لموقف واحد من بين عشرات المواقف الطيبة التي نحتفظ بها لدكتورنا العزيز وهو:
أثناء دراستي في الكلية كان يوجد آنذاك عدد (3) معلمين لمادة اللغة العربية وهم: الدكتور ناجي جبران رحمة الله متخصص في الأدب،.والدكتور العراقي عبد علي حسين وهو رجل كبير بالسن كان يدرسنا النحو.
والدكتور سند محمد عبد القوي " كان يدرسنا صرف ونحو" والذي كان حينها معيداً بالكلية بشهادة بكالوريوس من كلية صبر م/ لحج وكان أصغر المعلمين سناً، وأصغر سناً حتى من بعض التلاميذ ﻷن الجامعة حينها قبلت كل من يحمل شهادة الثانوية العامة بغض النظر عن تاريخ حصوله على الشهادة.
كان من ضمن زملائي الطلاب في قسم اللغة العربية والدراسات اﻹسلامية شباب سبق لهم وأن درسوا في معاهد دينية في صنعاء وفي صعدة وغيرها من المدن اليمنية وأعتقد أنهم درسوا في جامعة اﻹيمان أيضا، وأتوا فقط للحصول على الشهادة وليس للعلم - حسب قولهم - ﻷنهم كانوا يرون قدراتهم العلمية أكبر من مستوى المناهج التي ندرسها، ويرون أنفسهم أكثرعلماً من زملائهم الطلاب وحتى من بعض المعلمين - حسب اعتقادهم - وكانوا فعلاً أذكياء، فبالإضافة إلى الدراسة كانوا يقومون بإلقاء الخُطب والمحاضرات الدينية في كثير من مساجد المدينة في لبعوس ويقومون بعمل حلقات دينية لتدريس القرآن الكريم وعلومه.
كان هؤلاء الطلاب دائماً يتصيّدون بعض الزلّات على الدكتور العراقي "عبد علي حسين ويوجّهون له بعض اﻹسئلة الدقيقة من الدرس ومن خارج نطاق الدرس وكانوا بالفعل يرسلون رسالة للطلاب الآخرين بأن المعلم غير ملم وخصوصاً في بعض المسائل الدقيقة في النحو "إن صح التعبير". وكانوا أيضا يكررون نفس اﻷسلوب مع بعض معلمي الدراسات اﻹسلامية وكانوا يشكلون إحراجاً لبعض المعلمين في بعض المسائل.
حاولوا تكرار نفس هذا العمل أكثر من مرة مع أستاذنا العزيز سند محمد عبد القوي ولكنه في كل مرة كان يثبت لهم بأنه معلماً وهم مازالوا طلاباً، وإن عليهم الاستماع والإنصات لما يقوله وهو ما حدث بالفعل في بقية فترة مرحلة الدراسة. اﻷستاذ لم يمنعهم من الأسئلة أو المشاركة أو الاستفسار ولكنه كان يقنعهم علمياً بالأدلة والبراهين في أي جزئية يحاولون الاختلاف معه فيها.
للأمانة هذا الموقف وغيرها من المواقف جعل الرجل محل فخر واعتزاز واحترام كبير عند جميع طلابه.
فهؤلاء الطلاب زملائنا نحبهم ونحترمهم ونفتخر بذكائهم ونتعلم منهم ويساعدونا قبل الامتحانات إذا احتجنا لبعض الاستفسارات وكان عددهم تقريباً "2 -3 " أشخاص وكانوا في قمة الذكاء في الدراسات الإسلامية واللغة العربية "وخصوصاً في النحو" فعندما كانوا يدخلون في نقاش مع أستاذنا العزيز في بعض المسائل النحوية الدقيقة والصعبة كما حدث مع غيره من المعلمين كان يحدثهم بكل ثقة ويقول لهم أسالوا بكل ما يدور في أذهانكم وفي أي وقت شئتم، فكنا نشعر نحن بقية الطلاب بأن لسان حال المعلم يقول لهم مهما بلغ علمكم فأنا معلمكم وأنتم طلابي، فعندما كنا نلتقي في السكن مع هؤلاء الطلاب الأذكياء ونناقش معهم هذه المواضيع كانوا يحدثونا بإعجاب شديد عن قدرات هذا المعلم.
يا الله كم احترم هذا المعلم، فهو يمتلك من القدرات والأخلاق والتواضع ما يجعل الآخرين مجبرين على احترامه، البعض قد يرى الموقف أعلاه طبيعياً ولكنه ليس كذلك، نحن نتحدث عن طلاب يكبرونه سناً ودرسوا أكثر منه سنوات وفي أفضل المعاهد المتخصصة بالدراسات اﻹسلامية واللغة العربية واحرجوا بعض المعلمين والدكاترة الكبار، وكان يُنْظَر لهم خارج المدرسة بأنهم شيوخ علم، ومعلمنا حينها كان يحمل شهادة البكالوريوس من كلية التربية صبر وأول سنة له في ممارسة التدريس فكم منا اليوم يحمل شهادة البكالوريوس وهو لا يستطيع إعراب جملة واحدة.
دكتورنا العزيز كان ذكياً فوق العادة، وكان منصفاً ودقيقاً، كان يحترم تلاميذه ويعاملهم بالعدل والنظام والقانون، أنا للأمانة كنت مستغرباً لقدراته العلمية الكبيرة والهائلة وخصوصاً في النحو والصرف واللغة العربية بشكل عام، ومازلت إلى الآن وبعد مرور 17 سنة على تخرجي من الكلية ألتقيت خلالها بالكثير من المختصين في هذا المجال في الداخل والخارج إلا إنني لم أجد أحداً يمتلك نفس قدراته.
من ذكرياتي معه: في ذات يوم ألتقيته بداخل الحرم الجامعي أثناء خروجنا في فترة الاستراحة قلت له أستاذي أنت دائما تنقصني بالدرجات، شف الدكتور العراقي كم أعطاني بالنحو، قال كم أعطاك؟ قلت له: علامة كاملة 100%، قال طيب لما نعطيك علامة كاملة 100% ويش خلينا لسيبويه." ضحكت وضحك كل الطلاب من حولنا.

نسأل الله لدكتورنا العزيز دوام التفوق والنجاح.

من: علي بن محمد اليافعي.