آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 12:08 م

اخبار وتقارير


جميلة جميل.. وفاة غامضة تطوي عقدين من الصخب الإعلامي

الأربعاء - 09 ديسمبر 2015 - 04:41 م بتوقيت عدن

جميلة جميل.. وفاة غامضة تطوي عقدين من الصخب الإعلامي

عدن تايم/ متابعات

فجعت مدينة عدن السبت الماضي بخبر وفاة المذيعة في قناة عدن الفضائية جميلة جميل المفاجأ، بعد فترة وجيزة من مغادرتها مدينة عدن إلى صنعاء، وبرحيل جميلة تفقد الشاشة الفضية وجه إعلامي مخضرم، لمع على مدى ما يزيد عن 15 عام مضى من خلال عملها كمذيعة متميزة في قناة عدن الفضائية.
ووضعت جميلة جميل بصمتها في مجالها، وتألقت في تقديم وتنوع برامجها، فلا يزال صدى صوتها يرن في مسامعنا أثناء إعلانها موعد عرض مسلسلات الأطفال الكرتونية، وارتبطت اطلالتها بشغف الأطفال في تلك الأيام التي كانت قناة عدن بعد اذان المغرب متنفسهم الوحيد، رحلت الجميلة لكن بقيت ذكراها عالقة في كل بيت عدني.

قصة صمود
لوقت قصير على احتلال مليشيات الحوثي وصالح مدينة التواهي، ظلت خلف الكاميرا تدافع عن مدينة السلام عدن، وكانت آخر من غادر مبنى الإذاعة والتلفزيون مع أطفالها عبر البحر لتجد نفسها أمام حياة صعبة ومريرة وحيدة مشردة، وقبل أيام قلائل على وفاتها أثيرت ضجة إعلامية حول انتقالها إلى العمل في قناة عدن التي تبث من صنعاء، وبررت ذلك بمنشوراتها على صغحتها في الفيسبوك، تعرضت على اثره الى حملة اساءة واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي.

حزن على عدن
وكان آخر منشور طرحته على صفحتها في الفيسبوك، ردا على كل من تساءل عن انتقالها للعمل إلى صنعاء وقالت فيه: تركت عدن لمن رموني نازحة مشردة جائعة بلا بيت ولا مال ولا وطن بدكان ليطلب مني صاحب الدكان المغترب في السعودية دفع ايجاره، تركتها للبنك الذي باع شقتي لاجد شقتي التي اشتريتها بالتقسيط من ميراث أبي قد استولى عليها المستأجر ورفض إخلائها أو ودفع الايجار، تركتها لمدير المدرسة الخاصة الذي حجز شهادات أطفالي من التربية ومنعهم من الدراسة لأني عجزت عن السداد لأني فقيرة وبلا عمل .
وواصلت بمرارة: تركتها لمن سرقوا قناة عدن، تركتها لمن لم يسدد فلوسي المحجوزة عنده، تركتها لمن تركوني اواجه الموت وحدي في التواهي وهربوا، تركتها لمن وصفوني بالدحباشية المستوطنة، تركتها لمن كرهوني ، طرقت ابوابهم كلهم وشرحت لهم همومي ومعاناتي ورميتي بالشارع وخراب عيشتي كان جوابهم الاهمال وإقفال تلفوناتهم وأبوابهم وذهبت لمن مدوا يدهم لي )، وكانت قد تلقت المذيعة جميل جميل العديد من التهديدات بالقتل والتصفية، نشرتها تباعا على صفحتها.

رحيل مفاجى
السبت الماضي تدوالت وسائل الاعلام خبر وفاة جميلة في ظروف غامضة، وسط تكتم غير مسبوق، حيث لم تكشف بعد اي ملابسات حول القضية.
وتسبب رحيل جميلة جميل المفاجأ في خلق حالة من القلق في الوسط الإعلامي، وبين زملائها في القناة، ويظل الغموض يلف قضية وفاتها، هل كان فعلا طبيعيا أم أن أيادي الغدر فعلت فعلتها واتخذت من جميلة ضحية جديدة لها.


استثناء جميلة
يقول الصحفي عبدالرحمن أنيس مدير تحرير صحيفة 14 اكتوبر: ( كانت آخر من صمد الى اللحظات الاخيرة في مقر قناة عدن قبل سقوط التواهي في حين بقية المذيعين في منازلهم، وحين تم اعادة بث القناة من الرياض، تم استثناء جميلة جميل رغم مناشداتها المتكررة وتركوها تقيم كل تلك الفترة في داخل دكان في منطقة انماء بمدينة عدن دون مرتب هي وأطفالها ).

عنف وظيفي

وقالت المحامية والناشطة الحقوقية هدى الصراري في صفحتها على الفيسبوك أن جميلة تعرضت لعنف وظيفي وصبرت وتحملت ولم يأويها أحد حين تشردت ولم يطعمها أحد حين جاعت هي وأطفالها.
تكمل: ( على اﻻقل جميلة جميل اختارت طريقها باحثة عن لقمة عيشها .وهي مازالت باليمن لم تخرج، وللعلم يا مهاجمات ومهاجمين حربنا سياسية بامتياز فماذا لو حصلت تسوية وشاهدتم من تتعاركون بسببهم جلوس في طاولة واحدة وانتم تقطعون في أعراض بعض، تجاهلتم حقوق الإنسان وحقها في اختيار حياتها ومصيرها وحقها في قول رأيها دون تجربح او تخوين ).

جميلة الإنسانة جميلة جميل من مواليد 10 ديسمبر 1970م، بعدن، متزوجة، ولديها 4 من الابناء، وتنتمي إلى أسرة إعلامية وفنية بحته، والدتها هي المذيعة “عديلة ابراهيم” والتي إشتهرت في عدن باسم “ماما عديلة”، ووالدها هو الموسيقار الكبير جميل غانم مؤسس أحد أكبر معاهد الفنون في عدن، درست المحاماة في الجامعة الأردنية، وبدأت بممارسة المحاماة التي سرعان ما تركتها لتخوض مجال الإعلام مستفيدة من لباقتها وقدرتها على إدارة الحوارات، بعد اجتياز امتحان المذيعات.
قدمت برامج الأطفال والبيئة، إضافة لقراءة الأخبار والتقارير باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وكانت البداية مع برنامج «مرايا»، الذي يسلط الضوء على بعض القضايا والظواهر الاجتماعية ويستطلع مختلف الآراء حولها، وانتقلت بعده الى برنامج «أجيال» الموجه للأطفال.