تجاوزت الحكومة الشرعية ، حالة الجمود التي استمرت قرابة العامين، نتيجة للأوضاع العبثية التي فرضتها حرب الانقلابيين على عدد من مدن ومناطق البلاد، ونشط وزراؤها ومسؤوليها في المناطق المحررة، في أعقاب عودتها من الرياض، بجانب قرار نقل البنك المركزي من صنعاء، الخاضعة لهيمنة الحوثيين والمخلوع إلى عدن، وشرعت الحكومة في كسر الرتابة التي أصابت المدن المحررة، في سبيل تطبيع الحياة وعودة الأنشطة الحكومية.
وضخت الزيارات الميدانية التي يقوم بها المسؤولون على أعلى المستويات، وافتتاح المشاريع الجديدة خصوصاً في عدن ومأرب وحضرموت، الدماء في شرايين تلكم المدن، وأظهرت أن الحكومة الشرعية بدأت فعلياً في استعادة عافيتها، بمساندة دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، اللتين تتابعان عن كثب الأوضاع في البلاد، ليس فقط عسكرياً، ولكن اقتصادياً وتنموياً وإنسانياً.
زيارات
وقام الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، بزيارة تفقدية على عدد من المرافق والمؤسسات والمنشآت الحيوية بالعاصمة المؤقتة عدن، للاطلاع على واقع المدينة، وتدشين عدد من الاحتياجات المتصلة بحياة المواطن. وتحمل زيارة هادي، دلالات بالغة الأهمية، فإلى جانب كونها دليل تعافٍ للحكومة، فهي تمثل تحدياً للجماعات الإرهابية التي تعمل على زعزعة أمن واستقرار تلك المناطق، وما فتئت تهاجم الحكومة ورجالاتها، وتنشر الرعب بين السكان.
ووفقاً لوكالة (سبأ) الرسمية، فقد زار هادي، كلية الهندسة بجامعة عدن، وميناء عدن، وكهرباء المدينة، واطلع خلال لقائه المسؤولين هناك، على احتياجات كل منها. وأطلق الرئيس اليمني دعوة إنسانية إلى كل المنظمات الدولية والمجتمع الدولي والأشقاء ودول الاتحاد الأوروبي، والصناديق المانحة والداعمة لدعم الجهود الإنسانية في بلاده. وأشاد بجهود دول التحالف العربي باليمن، في ظل ظروفه الاستثنائية الراهنة، لافتاً إلى ضرورة دعم الخدمات والتنمية الأساسية، المتمثلة في قطاعات الكهرباء والمياه والتعليم والصحة والطرقات في البلاد. ولم يغفل هادي جهود الأشقاء العرب السخية، وقال إنها ستظل محل اعتزاز وثناء الشعب اليمني، ووصف تلك الجهود بأنها أتت من الذين شاركوا اليمن الهم والمصير المشترك، حتى يتم تجاوز هذا الواقع المؤلم الذي خلفه الانقلابيون.
مشروعات
وفي السياق، افتتح محافظ حضرموت شرقي البلاد، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، توسعة جديدة في مطار سيئون، شملت صالات على مساحة إجمالية، تبلغ 600 متر مربع، وبكلفة إجمالية بلغت نحو 950 مليون ريال.
دعوة
دعا محافظ حضرموت شرقي البلاد، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، خلال اجتماع استثنائي للمكتب التنفيذي بوادي حضرموت والصحراء، قادة الوحدات العسكرية والأمنية، إلى وضع الخطط الدقيقة للقضاء على عناصر القاعدة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق هذه المهام، لافتاً إلى ضرورة تعزيز الثقة بين المواطن والأجهزة العسكرية والأمنية لتأمين وتسهيل الوصول إلى أماكن وجود العناصر الإرهابية.