آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 07:19 م

اخبار عدن


مستخدما المدارس والمقابر.. كيف يجند الحوثيين الابناء بتخويف الاباء من القتل ذبحا في منازلهم؟

الجمعة - 11 ديسمبر 2015 - 11:33 ص بتوقيت عدن

مستخدما المدارس والمقابر.. كيف يجند الحوثيين الابناء بتخويف الاباء من القتل ذبحا في منازلهم؟

كتب/ سامي نعمان

في ديسمبر من العام الماضي زرت صعدة، ويوما زرت مقبرة لشهداء حروب الحوثيين في ضحيان (اظنها في منطقة البعرارة حيث دفن عبدالكريم جدبان ايضا)، ووحدها المقابر التي تزدهر في هذه المحافظة بوجه خاص.
تحظى مقابر الشهداء في صعدة باهتمام خاص وتسخر لها الامكانيات وتشجر بعناية وتوضع صور القتلى وتنحت اسماؤهم وتاريخ مقتلهم ومكانه في برواز من الرخام.. ووسط المقبرة الوارفة -كما غيرها- لوحات اعلانية تتضمن ايات قرانية او اقتباسات للحوثي، حسين او عبدالملك، تحظ على الاستشهاد، ومكانة الاسرة التي تقدم شهيدا.
وبشكل متعمد، غالبا ما تؤسس تلك المقابر الوارفة وتسور الى جوار مقابر عادية الخاصة بالعامة حيث لا اهتمام ولا تخليد اسم ولا معالم تدل على انها مقبرة سوى الاحجار..
طلاب الابتدائية الذين رأيتهم في الطريق الى المدرسة بعد الثامنة صباحا كانوا بعد العاشرة قد تجمعوا داخل المقبرة.. وخارجها تجمع حولي قرابة سبعة منهم واخذنا نتبادل اطراف الحديث جدا وودا..
سالتهم بجدية ماذا تفكرون ان تكونوا مستقبلا ان شاء الله..
صعقت لهول الرد الذي تحمس له اغلبهم عدا طفل واحد..
ردوا: شهداء.. طفل واحد اظنه دون السادس ابتدائي قال: انا اريد ان اكون طبيبا..
ضحك منه زملاؤه بسخرية.. واشاروا الى خارج اسوار المقبرة من الاتجاه الاخر حيث مقابر العامة، وردوا عليه: سيكون قبرك هناك.. يقصدون في المقبرة غير المزدانه واهلها المجهولون.. هكذا تختزل احلامهم ومستقبلهم الى مستوى الحلم بمقبرة مميزة!
هذا هو الجيل الذي يعمل الحوثي على تنشئته وهذه هي الغاية التي ينشدها من المدارس.. هي بنظره معسكرات تجميعية لالاف الاطفال الذين قد يكون بالامكان -في ظل هيمنته- توجيهها لخدمة الغاية التي ينشدها، خصوصا ان تسنى له اعداد مناهج خاصة تكرس افكاره واجندته، أو بدونها وبشكل غير رسمي عبر النفوذ والادوات التعليمية وتاثير المعلمين الموالين الذين يكرسون ذات الاجندة والافكار، فيما يبقى المنهج التعليمي هامشا.
وتلك المعسكرات التجميعية (المدارس) هي اجدى للحوثيين للتأثير الجمعي عوضا عن التنقل بين القرى وبيوت المدن ودعوة الاهالي الذين فتكت الحروب الهمجية بكثير من ابنائهم للتبرع بمجاهدين جدد، ”لأنهم ان لم يفعلوا ويذهبوا لمحاربة الدواعش في معاقلهم فإنهم سيأتون إليهم بالسكاكين لذبحهم في بيوتهم”.
هكذا يستثيرون مخاوفهم، ليأخذوا الابناء الى جبهات القتل بتخويف الاباء من القتل ذبحا في منازلهم.
* من مقال بعنوان (طلاب مدرسة الكويت.. انتفاضة لأجل المستقبل) نشر في موقع المصدراونلاين المحجوب عن متصفحي الداخل نشر قبل ايام .