منتصب شامخ يقف على تلة صغيرة .. كبير بما يحمله من روح معنوية عند أهله .. يجسد صوره عفوية عن صفات ابناء الضالع فترى على أركانه تنعكس صور الصمود والتحدي والكبريا ورفض الباطل والظلم .. وبين اروقته تحتفظ الكرامه والعزة .. وتعلوه شهامة الضالع ..
يجمع كل الضالع فيه فهو يمثل الضالع كلها ورمز لها معبرا عن قيم المواطنين فيه .. ولأنه منذ رفع بناءه قبل 120 عاما لم يظلم أحد فيه ولم يتم مصادرة حق أحد بقرار من داخله .. فرغم شحه موارد وإمكانيات الضالع إلا أن أميرها الأمير شعفل ظل عفيفا نزيها ولم يستخدم سلطته وقوته ونفوذه في ظلم أحد ولم يعدم مواطنا اثناء فتره حكمه .. بل كان يتعامل مع الشعب كأحد منهم إليه يحتكمون وله يتبعون وهو عليهم قائد وأمين ..
تعاقبت الدول وتغيرت الأنظمة لكن دار الحيد لم يتغير شكله ولم تتغير مكانته في قلوب ابناء الضالع جميعا .. ولم تستطع مدافع ضبعان او قذائف الحوثي من تشويه صورته عندما عمدت إلى قصفه وتشويه منظره بهدم جزء منه في الوقت الذي لم يكن فيه تواجد للمقاومة.. كانت عصابات الحوافيش تحاول دكه بالقذائف ظنا منها أنها ستكسر معنوية الضالع إذا استطاعت دك رمزيتهم رمز الصمود ولما يمثله من معنوية في قلوبهم ..
رحلت العصابات وبقى دار الحيد شامخا بشموخ الضالع ورجالها وجبالها بشموخ مواقفهم وماثرهم ..
يعتبر دار الحيد دار كل الضالع وأي محاولة لهدمه .. اعتداء على الضالع كلها وأنا على يقين أن الضالع لن تسمح لأحد أن يهد دارها او يهين رمز عزتها او يتطاول على تاريخها وآثارها .
