آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 04:50 م

اخبار وتقارير


محاولة اغتيال محافظ الضالع.. تكشف نار خلافات تحت الرماد! ( تقرير خاص )

الثلاثاء - 21 مارس 2017 - 09:45 م بتوقيت عدن

محاولة اغتيال محافظ الضالع.. تكشف نار خلافات تحت الرماد! ( تقرير خاص )

عدن تايم - خاص :

عكست حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها صباح اليوم محافظ محافظة الضالع أزمة الصراع الخفي الذي كان طوال الاشهر الاخيرة نارا تحت الرماد .

لشهور طويلة كانت الضالع الاكثر حظا في الاستقرار نتيجة غياب جماعات التطرف والارهاب من على ساحتها الجغرافية ما سرع بعملية عودة مؤسسات الدولة للعمل وبالتالي تسهيل عملية الحكم لمحافظها المنتمي للحزب الاشتراكي ذا القاعدة الشعبية الكبيرة بالمحافظة .

"انتصار الضالع كان فاتحة الانتصارات على الانقلابيين وكانت الضالع اول منطقة تتحرر بيد المقاومة الجنوبية التي حققت معجزة النصر بأدوات بسيطة مسنودة بطيران التحالف ، ومازالت المديريات الشمالية الملحقة بالضالع تحقق انتصارات في جبهتي مريس وحمك العود ، وانتصارات في استعادة مؤسسات الدولة" .

هكذا عبر المحافظ في اخر حوار اجراه قبل محاولة اغتياله صباح اليوم ولكن يبدو انه كان متفائلا اكثر من اللازم .

***

رغم الشكاوي الدائمة التي كان يتحدث عنها محافظ الضالع الاستاذ فضل الجعدي إلا انه لم يكن يتوقع  ان يتطور الامر الى عملية اغتيال فعلية تستهدفه شخصيا رغم التهديدات الدائمة التي كان يتلقاها او اطلاق النار الذي كان حاضرا في بعض الاماكن الذي يتواجد فيها   .

اليوم نجا  محافظ محافظة الضالع الاستاذ فضل محمد الجعدي، من محاولة اغتيال فاشلة نفذها مسلحون  في نقطة معسكر عبود على المدخل الشمالي لمدينة الضالع، بعد ان أوقفوا سيارة المحافظ وأطلقوا النار على ركاب السيارة بشكل مباشر، ما نتج عنه اصابة ٢ من افراد الحراسة احدهم إصابته خطره ، فيما لم يصب المحافظ بإي أذى. 

بحسب المصدر العامل في مكتب المحافظ فإن الاستاذ الجعدي كان يقود السيارة فيما اعتقد المسلحين انه على المقاعد الوسطى ، حين اطلقوا النار وأصابوا حراسته، مشيرا الى ان المحافظ أسعف الحراسة الى المستشفى بنفسه، وعاد لإستئناف عمله في المبنى المؤقت للمحافظة. 

واتهم المصدر  أدوات تابعة للانقلابيين بالوقوف خلف الجريمة  مشيرا الى تعرض المحافظ للتحريض المستمر من قبل هذه الأدوات . 


محاولة اغتيال محافظة بكاملها


وفي اول رد له على محاولة اغتياله قال محافظ محافظة الضالع ان محاولة اغتياله اليوم الثلاثاء من قبل مسلحين في مدينة الضالع، هي محاولة لاغتيال محافظة الضالع بأكملها، باعتبار ان العملية ترمي الى اثارة الفوضى في المحافظة والإساءة لتاريخها النضالي. 

وقال المحافظ، أمام جمع غفير من المتضامنين معه " ليس لدي خصوم، عدا الفاسدين ممن حاربت فسادهم انتصارا للمصلحة العليا للمحافظة وأهلها" مشيرا الى ان الفاسدين يستخدمون معاناة الناس كوسيلة لتحقيق غاياتهم في اثارة الفوضى وشق الصف، ومؤكدا ان حملات التحريض وتلفيق التهم الباطلة التي يتعرض لها منذ اشهر، كانت موجهة لمثل لإثارة هذه الفوضى.

وقال " حاولوا بشتى الطرق تمرير إشاعاتهم الى الشارع، وآخرها اتهامنا بتبديل اسماء افراد المقاومة الجنوبية بأسماء من المقاومة الشعبية شمال المحافظة، لكننا فضحنا زيف ادعاءاتهم، فلجأوا الى أساليبهم الإجرامية المعتادة". 

وانتقد الجعدي بشدة صمت عقلاء المحافظة، مؤكدا ان ذلك شجع دعاة الفوضى على الظهور لتنفيذ مخططاتهم في المحافظة، داعيا الى التعاضد والعمل الجاد على نبذ هذه الأساليب الدخيلة على قيم وأخلاق ابناء المحافظة. 

وخاطبهم" لا تتضامنوا لأجلي وأنما لاجل محافظتكم وسمعتها الثورية الأصيلة، ويأتي ذلك من خلال الالتفاف حول المصالح العليا للمحافظة، ومساندة الجهود الرامية الى البناء، ونبذ كل ما شأنه عرقلة الجهود، وحماية محافظتكم من الفوضى ومن يقف خلفها"، مشيرا الى ان عدم التزام الأفراد المجندين في معسكراتهم سيساهم وبشكل كبير على تنامي الظواهر السلبية في المحافظة.

ماذا يحدث في الضالع ؟

خرجت الضالع من أتون حرب طاحنة لم تعشها في اشهر عاصمة الحزم فقط كحال محافظات الجنوب الاخرى بل كانت الحرب حاضرة في الضالع منذ سنوات طويلة في ظل صراع مسلح محموم بين فصائل المقاومة بالضالع وكتائب القائد العسكري ضبعان .

يقول محافظ المحافظة فضل الجعدي ان أوضاع الضالع كانت معطلة تماماً كحال اي محافظة بعد تحريرها مشيرا الى ان النظام البائد ورثّ تركة ثقيلة من الفساد والمحسوبية وتفريغ كامل للمكاتب التنفيذية من مهامها اضافة الى ما أحدثته الحرب من تدمير وخراب .

يضيف الجعدي في حوار اجرته مع الاعلامية نسمة صلاح ان محافظة الضالع بلا موازنة تشغيلية حتى اليوم ومع ذلك فالجميع يعمل فيها وفق الاستطاعة و المتابعة لدى جهات الاختصاص والمنظمات .

ويمضي الجعدي بالقول : لدينا خمسة عشر منظمة تعمل في مجال تقديم الخدمات الصحية ولدينا اربع عربات جوالة تقدم الخدمات الصحية في القرى للمواطنين , لقد أعدنا التيار الكهربائي وفق قدرة محطة الكهرباء بعدن ،و أنجزنا بناء اثنين خزانات للمياه في المدينة وفي الجليلة ، ونسعى بكل جهد لتوفير خدمات اكبر للمواطن ، نحن في تواصل واتصال مع الجهات الحكومية المختلفة لتوفير مرتبات عمال النظافة المضربين حاليا عن العمل وفي متابعة مستمرة لدى المنظمات للتعاون .

--  وبعيدا عن اتهام مكتب المحافظ لأدوات الانقلابيين بالوقوف وراء محاولة اغتياله فإن المحافظة تعاني من عدة أزمات عكست بثقلها تاثيرا سلبيا على الوضع الامني والسياسي بالمحافظة .

عدن تايم تفتح ملفات هذه المحافظة التي كانت صاحبة السبق في الانتصار والتحرير وذلك في سلسلة تقارير تنشرها في أيام متفاوته لمحاولة فهم الوضع الذي تعاني منه وتسلط الضوء على ابرز مشاكلها 

***

عودة مخجلة لنقاط الجباية

لم يدم كثيرا احتفاء ابناء الضالع والمارين بالشارع العام الذي يربط المحافظات الجنوبية بالشمالية كثيرا باجتثاث نقاط الجباية التي مثلت نقطة عار في جبين هذه المحافظة المكافحة .

فقد أفادت مصادر محلية بعودة مظاهر النقاط العشوائية  إلى محافظة الضالع بعد اختفائها لإسابيع .

ونقلت مصادر مقربة من قائد نقطة البتول الواقعة على المدخل الجنوبي لمدينة الضالع قوله أن أسباب عودة النقطة عدم ايفاء السلطة المحلية بوعدها  بدمج افراد النقطة بصفوف الجيش والامن بحسب وعود المحافظ فضل الجعدي .

وتعليقا على عودة نقاط الجباية قال محافظ الضالع فضل الجعدي أنه من العار عودة نقاط الجباية، مشيراً انه اذا كان السبب هي الوظائف فهي قائمة وقد تعهد لهم بذلك .

وأضاف الجعدي في منشور له على صفحته في الفيسبوك مخاطبا افراد النقاط اما اذا كان هناك شيئا اخر غير الوظائف فسمو الاشياء بمسمياتها ولاحرج .

الجعدي اكد ان هناك من يهدف الى زرع الفتنة داخل الضالع  وعودة النقاط دليل على ذلك  , موضحا  أن نقطة القيادي بالمقاومة محمد البتور البتول عادت بحجة عدم ترقيم أفراد يتبعون البتول ونحن التزمنا بترقيمهم وسنفعل .

وتمنى الجعدي ان يضع  الجميع الضالع فوق الخلافات والمماحكات والحفاظ على تاريخها المشرق والوفاء لشهدائها الابطال ، مؤكدا ان عودة النقاط هو إساءة بالغة  للامن والجيش ولكل التضحيات العزيزة التي قدمتها الضالع وندعو الى رفعها فورا .

هذا وكانت حملة امنية مشتركة مع قوات الجيش في الضالع قد قامت بحملة لإزالة نقاط الجباية الممتدة من مدينة الضالع وحتى منطقة قعطبة.