آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

اخبار وتقارير


تحرير وإغاثة وتنمية.. ثلاثية المبادرات الإماراتية في اليمن

الخميس - 23 مارس 2017 - 01:48 م بتوقيت عدن

تحرير وإغاثة وتنمية.. ثلاثية المبادرات الإماراتية في اليمن

عدن تايم - صحف ( البيان ) :

عادت الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات المحررة إلى طبيعتها، بعد اجتياحها من قبل المليشيات التي دمرت البنية التحتية وخلفت دماراً هائلاً في مختلف نواحي الحياة.

ويأتي ذلك ثمرة لجهود كبيرة بذلتها دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية من خلال عمليتي �عاصفة الحزم� و�إعادة الأمل�، حيث لا زال أبناء العاصمة المؤقتة عدن، يتذكرون جيداً وصول أول سفينة إغاثة لهم قادمة من دولة الإمارات، متحدية حصار وقصف المليشيات، وذلك أثناء اشتداد الحصار عليهم من قبل ميليشيا الحوثي وصالح، في مايو 2015، لتكون هذه السفينة باكورة عمل إغاثي وإنساني واسع امتد ليشمل كافة نواحي الحياة في المحافظات المحررة.

جسر جوي

منذُ الساعات الأولى لتحرير العاصمة المؤقتة عدن، وصلت فرق الإغاثة التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وأعلنت عن تشكيل جسر بحري وجوي، لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المحتاجين كمرحلة أولى أعقبت التحرير، وذلك بهدف مساعدة الأهالي في المناطق التي تحررت وتعرضت لحصار امتد لأكثر من أربعة شهور.

كان التركيز من قبل دول التحالف في عدن على تهيئة المطار والميناء، لذلك سارعت دولة الإمارات لإعادة تأهيل مطار عدن على مراحل، من اجل تسهيل وصول الإغاثة وعودة النازحين من الخارج، ووصول المسؤولين في الحكومة للمساهمة في إدارة المناطق المحررة.

عودة المطار والميناء للعمل، بعد إعادة تأهيلهما من قبل الإمارات، ساهم بشكل كبير في تدفق المساعدات الإنسانية إلى عدن وباقي المحافظات المحررة، بالإضافة إلى وصول مسؤولين كبار بينهم رئيس الوزراء السابق خالد بحاح وأعضاء حكومته إلى عدن كمؤشر على نجاح عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل بتحقيق أهدافهما.

ارتبط أسم �هيئة الهلال الأحمر الإماراتي� في أذهان أبناء المحافظات المحررة ببشائر الأمن والاستقرار، لما قدمته من مساعدات إنسانية، ودعمها لقطاع الخدمات الذي تعرض للدمار والخراب بسبب الحرب التي فرضتها المليشيات حيث كان للهيئة دور كبير وبارز في علمية تطبيع الحياة في عدن، من خلال وضعها لخطط نفذت على مراحل حسب الأولية التي كانت تحتاجها هذه المحافظات.

مرحلة الإغاثة

كانت مرحلة الإغاثة الإنسانية والطبية هي أولى المراحل التي دشنتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عدن، والمحافظات المجاورة وصولاً إلى المناطق النائية في الساحل الغربي، وريف محافظتي لحج وأبين وذلك باعتماد خطة نزول ميداني إلى كافة المدن والمناطق المحررة، وحصر السكان ومن ثم توزيع الإغاثة لكافة المحتاجين، وبالتزامن مع ذلك تم دعم المستشفيات والمراكز الصحية بما تحتاجه من أدوية عاجلة لإغاثة السكان ولا سيما أمراض السكر، والكلى، والقلب.

القطاعات الخدمية

استفاقت عدن بعد الحرب، على دمار كبير طال البنية التحتية والمرافق الخدمية، وهو الأمر الذي أثار مخاوف لدى السكان من صعوبة النهوض مرة أخرى جراء كل هذا الدمار والخراب الذي خلفته المليشيات، لكن سرعان ما تبددت هذه المخاوف، بإعلان هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دعمها لكافة القطاعات الخدمية وبشكل إسعافي وعاجل، كمساهمة ضمن عملية إعادة الأمل التي تقودها المملكة العربية السعودية وتهدف إلى تطبيع الحياة في المحافظات المحررة.

وبدأت الهيئة فعلياً في دعم القطاعات الهامة وبشكل عاجل وهما قطاعي الكهرباء والماء، فتم إرسال 54 مولد إضافي إلى عدن، بعد اقل من 15 يوم على تحرير المدينة، بالإضافة إلى القيام بإصلاحات شاملة لشبكة الكهرباء، ودفع رواتب الموظفين لفترة ثلاثة شهور، بالإضافة إلى دعم قطاع المياه وبشكل عاجل من خلال إصلاح المضخات وتزويد مؤسسة المياه بمضخات جديدة ودفع رواتب الموظفين لمدة ستة شهور.

تلك الإجراءات الإسعافية ساهمت بشكل كبير في تطمين المواطنين وشعورهم أن عهداً جديداً بداء، ولا سيما بعد عودة الخدمات وتحسنها، وما تلى ذلك من عودة النازحين إلى مدنهم.

التعليم والصحة

لم يقتصر الأمر على القطاعات الخدمية، بل امتد خير الهيئة ليشمل قطاعات هامة، وهي قطاع التعليم والصحة، إذ تبنت الهيئة إعادة تأهيل وصيانة كامل مدارس عدن 154 مدرسة وتزويدها بما تحتاج من أثاث وأجهزة حواسيب، بالإضافة إلى تأهيل مراكز ومستشفيات عدن، وتزويدها بما تحتاجه من أجهزة وسيارات إسعاف.

وبهدف إخراج المواطنين في المحافظات المحررة من جو الحرب، نظمت الهيئة عدد من المهرجانات والاحتفالات، ودعمت اسر الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الحدائق والمنتزهات في كافة مديريات عدن، الأمر الذي كان له دور كبير في إخراج المواطنين في عدن من أجواء الحرب ولا سيما الأطفال. وحرصت الهيئة أيضاً على إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة اهتمام خاص، من خلال إعادة تأهيل كافة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، مما ساهم في التخفيف من معاناة هذه الفئة الهامة في المجتمع والتي تحتاج إلى الرعاية.

تطبيع الحياة

نجحت الهيئة خلال أقل من عامين وبفضل تواجد كوادرها داخل عدن وإشرافهم على الأعمال بأنفسهم، من تطبيع الحياة ليس في عدن فقط بل امتد الأمر ليصل إلى المحافظات المجاورة، على الرغم من الأوضاع الأمنية الصعبة ولا سيما بعد الحرب حيث بات الأهالي في عدن والمحافظات المجاورة لها، يلمسون ثمرة تلك الجهود ويعيشونها واقعاً على الأرض، وذلك في مستشفياتهم، ومدارسهم، وفي تحسن خدمات الكهرباء والماء، الأمر الذي ساهم بعودة الحياة إلى طبيعتها على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، وعلى الرغم من استمرار الحرب ومحاولة بعض الأطراف تعمد إفشال عملية تطبيع الحياة في عدن.

التنمية

بعد النجاح الكبير لدول التحالف والسلطات المحلية في عدن في تطبيع الحياة، والاستقرار الأمني الذي شهدته المناطق المحررة، انتقلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مطلع العام 2017 وضمن عام الخير الذي أعلنت عنه القيادة في دولة الإمارات، إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة التنمية، وذلك للمساهمة في دعم مشاريع البنية التحتية، من خلال توقيع اتفاقية مع محافظي المحافظات المحررة، يترك للمحافظين اختيار المشاريع التي تحتاجها محافظاتهم، والهيئة هي من تمول وتشرف على تنفيذ تلك المشاريع، في خطوة لاقت استحسان السلطات المحلية، كونها ستدفع بعجلة التنمية في هذه المحافظات وتساهم في تحريك عجلة الاقتصاد.

جسر مساعدات

سيرت دولة الإمارات العربية المتحدة أول جسر جوي وبحري لنقل مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى اليمن في يونيو 2015. وتبعتها رحلات جوية وبحرية تزامنت مع حلول شهر رمضان المبارك، وبإشراف مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.

12

دشنت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، جسراً جوياً يتألف من 12 رحلة تحمل 400 طن من المواد الغذائية الرمضانية إلى سكان جزيرة سقطرى في يونيو 2016.

10

بلغ عدد المستفيدين من الجسر الجوي الإماراتي إلى سقطرى 10 آلاف شخص تم توزيعها على مراكز 14 أكتوبر و30 نوفمبر و26 سبتمبر في مديرية حديبوه، كما تم توزيع دفعات أخرى من المساعدات شملت قطاع الصيد البحري لإعانة الصيادين على استئناف أعمالهم.

50%

توقف نحو 50 في المئة من المنشآت الطبية عن العمل بسبب الحرب التي شنها الانقلابيون، كما توقف جزء منها بسبب نقص التمويل، فيما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بالجهد الأكبر لإعادة تأهيل هذا القطاع.

تحذير أممي

حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، من مجاعة في اليمن، لافتا إلى أن 14 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية، نصفهم يعيشون انعداما شديدا من الأمن الغذائي.

4100

ارتفع عدد الحالات المشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن إلى أكثر من 4100 حالة حتى نهاية عام 2016. وقدمت دولة الإمارات لقاحات متعددة لمكافحة تفشي المرض الذي نجم عن انهيار القطاع الصحي على أيدي الانقلابيين.

عقاب جماعي

اتهم مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، الحوثيين بـ�ممارسة سياسة العقاب الجماعي في مناطق سيطرتهم�، وأن �المليشيات حوّلت اليمن إلى سجن كبير�.

2.2

وكشفت أرقام صادرة عن الأمم المتحدة أن 2.2 مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية.

دروع بشرية

أكدت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في فبراير الماضي أن الانقلابيين استخدموا المدنيين في مدينة المخا دروعاً بشرية خلال المعارك التي انتصرت فيها قوات الشرعية. ودعت لإجراء تحقيق دولي مستقل في اليمن بهدف كسر مناخ الإفلات من العقاب هناك.

نداء أممي

أطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير مساعدات واحتياجات ضرورية لنحو 12 مليون شخص في اليمن. وأكدت أن هناك 7.3 ملايين شخص لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية.

تحويل مسار

طالب مسؤولون في الشرعية الأمم المتحدة بتحويل مسار السفن التي تحمل مساعدات غذائية من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن حتى تتمكن الحكومة بالتعاون مع المنظمات الإغاثية من توصيل المساعدات دون ممارسة ضغوط عليها من الميليشيات الانقلابية.

83%

أكد وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبد الرقيب فتح، أن الوضع الإنساني في اليمن كارثي، بسبب انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح. وأوضح أن 83 في المئة من اليمنيين بحاجة ماسة إلى رعاية في مجالات الغذاء والإيواء والمياه النقية.

توزيع الرواتب

وزعت الحكومة اليمنية دفعات من رواتب الموظفين الحكوميين في صنعاء اعتمادا على سيولة البنك المركزي في عدن وذلك عن طريق شركات تحويل الأموال والصرافة وسط تهديدات حوثية للجهات التي تقبل توزيع الرواتب.

456

بلغت قيمة المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية إلى اليمن، 456 مليون دولار أميركي، تشمل 98 مشروعاً، يستفيد منها نحو 26 مليون مواطن. وقدمت السعودية المبلغ، دعما للشعب اليمني، عبر �مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية� منذ تأسيسه في مايو 2015.

مقاربة شاملة

في إطار إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 الخاصة باليمن من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أكدت دولة الإمارات تبنيها مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصادياً وإنسانياً ولوجستياً، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، من خلال عمليات البناء وإعادة الإعمار.