آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 05:37 م

قضايا


قراصنة المرتبات !!

الإثنين - 17 أبريل 2017 - 02:20 م بتوقيت عدن

قراصنة المرتبات !!

كتب / محمد معين

يتم استقطاع ثلاثة الى خمسة الف ريال شهريا من مرتبات المتقاعدين في عدن وعيني عينك ودونما خجل او حياء او خوف من نظام او دستور او عقاب من الله .
في البداية لم اصدق ما سمعته وقلت ربما هي إشاعة من جملة الإشاعات المتداولة في الشارع . لكنني وبعد تأكدي من حالات تسلمت معاشها الضئيل من مكاتب البريد ، أيقنت ان المسألة لم تعد إشاعة وانما حقيقة ويقوم بها سماسرة وموظفين ومنذ ما قبل الحرب وحتى اللحظة .

جريمة منظمة ويتم اقترافها في عاصمة البلاد المؤقتة " عدن " وفي ظل وجود سلطات ، عدة في المدينة ، وتدعي جميعها بكونها شرعية ومقاومة محاربة للعابثين بحقوق الناس وحياتهم وحرياتهم .
لا اصدق ان عدن ستكون أنموذجا يحتذى به فيما السلطات فيها غير قادرة على وقف عبث جماعة موظفين وفي هيئة نظامية خدمية عرف عنها النزاهة والشفافية واحترام الأنظمة وحقوق المستفيدين من خدماتها المختلفة الأغراض .

لكم ان تتصوروا متقاعد غلبان لا يزيد مرتبه عن ثلاثين الف ريال ، ومن ثم وبعد ثلاثة ﺍﺷﻬﺮ او خمسة من عناء الانتظار والمتابعة يستلم مرتبه الزهيد ناقصا وبمقدار ثلاثة الى خمسة الف ريال ؟!
باطل يربأ الشيطان ذاته عن فعله ، وبرغم ذلك هنالك صنف من البشر يمارسون أفعالا شيطانية ودون خشية او وجل من حسيب او رقيب او وازع او عقاب .
نعم ، مكاتب البريد في عاصمة البلاد ، احالها ابالسة الفساد - الا من رحم ربي - الى مجرد واجهات ووكالات للقرصنة والسرقة لمرتبات الموظفين والمتقاعدين
.
ويا ويلك اذا شكوت او تحدثت عن عمليات استقطاع نظامية وممنهجة تبدأ فور استلام النقدية من البنك وحتى بلوغها غرف البيوت والفنادق المغلقة .
فهؤلاء وبحكم المال المسروق باتوا أشبه برجال عصابات المافيا ، وفي حال اعترض دربهم موظف نزيه او مسؤول يستشعر واجبه ، فلديهم أدواتهم القمعية العنيفة ، ولديهم الرعاة والحراس ، ولديهم الأقلام والمنصات المسوقة للبذاءة والتهديد .
كما ولديهم البلاطجة المتمنطقين السلاح والذين يمكنهم القيام بأفعال دنيئة وحقيرة حاطة من كرامة الانسان وزاجرة له اذا ما اقترب او اراد اصلاح الخلل .
يكفي القول هنا ان الموظف او المتقاعد مخير بين مشقة الموت او المرض بحثا عن معاشه في نوافذ وطوابير بلا منتهى وبين ان يغمض عينيه كيما يصله مرتبه ناقصا ولو كان دافعه شيطانا .

معاناة تذكرني بقولة الرواية الجزائرية ، احلام مستغانمي ، في قصة " ذاكرة الجسد " : " انني انتمي الى وطن يخيرك ما بين القتل بالرصاص او الموت بالطاعون او الكوليرا ، فأيهما اخترت ، فلن تجد غير حتفك " .