آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:02 م

قضايا


قراءة في قطاع الصحة الحكومي في عدن ( 1994-2015) ..

الأربعاء - 19 أبريل 2017 - 10:40 ص بتوقيت عدن

قراءة في قطاع الصحة الحكومي في عدن ( 1994-2015) ..

د.محمد سالم باعزب


    القطاع الصحي الحكومي في عدن يمثل شريان هام وضروري للمواطنين في عدن والمحافظات المجاورة لها باعتبار ان مستشفيات عدن تعتبر مرجعية تستقبل جميع الحالات المحالة لها.  وقد تعرض مستشفيات عدن الجمهورية والصداقة والمجمعات الصحية بعد حرب 94 للتدمير والاستهداف المباشر بمختلف انواع السلاح بدء بالثقيل وصولا الى المحرم دوليا رغم حرمة حتى السلاح البسيط في هذه المرافق الحيوية الانسانية وقد مورست اساليب ممنهجة لشل حركتها واعاقتها عن القيام  بواجباتها الانسانية تجاه المواطنين ولست بحاجة الى سرد الاوضاع المأساوية حينها لهذه المرافق الصحية فقد وصل الامر الى سلبها من كل ما يمكن لك ان تتخيله وتركها خاوية لمن لم تصله يد الالة التدميرية البربرية. ويحسب لقيادات الصحة بعد الحرب الاستماتة في اعادة الحد الادنى لتقديم الخدمات الصحية ولعبت عدد من المنظمات الدولية لاعادة الترميم والتاهيل لكثير من المرافق الصحية الحكومية وما ان وصلت في فترات لاحقة الى مستوى مقبول من البنية التحتية وبدات تطالب الحكومة برفع الموازنات التشغيلية ودعم المؤسسات الصحية المختلفة بالاجهزة والمعدات الطبية وخاصة بعد عام 2007م حيث فرض الوضع السياسي حينها الى اعادة النظر في كثير من اوجه التدخلات الحكومية وكان للصحة نصيبها وحضيت المرافق الصحية على كثير من الاهتمام وتمويل مشاريع تطوير البنية التحتية وكذا رفد المرافق الصحية الحكومية بالاجهزة والمعدات الطبية المختلفة لتصل حتى للمراكز بل الوحدات الصحية البعيدة وان ظل هاجس الموازنات التشغيلية يشغلها ولا يمكنها حتى من توفير المواد المطلوب توفرها لهذه التجهيزات.  شكل ترفيع مستشفى الجمهورية الى هيئة مستقلة ولاحقا مركز 22 مايو الجراحي حدثا بارزا فيما بعد وكان متوقعا ان يحدث فرقا كبيرا وان يلبى جميع احتياجات هذين المرفقين الصحيين ولكن النتيجة تعقيد اكبر بالعودة الى المركز صنعاء وحرمانهما سنويا من عشرات الملايين الريالات تعمدا فلم يحصلوا على ما وعدوا به ولم يكن حال مستشفى الصداقة بافضل وان تم اعادة تاهيله جزئيا وحرمانه من رفع موازنته التشغيلية كمستشفى مرجعي للامومة والطفولة كي لا يظل يعاني من ازمات البنى التحتية التي رافقت افتتاحه حتى اليوم. مستشفى عدن العام الغائب الحاضر الذي اغلق في اقل من عشرة اعوام من تشغيليه  ويبدو انه لم يحن الوقت بعد للنظر في قصته المبكية بعد.  ونصل الى حرب 2015م احتلت مستشفى الجمهورية من قبل الانقلابيين مع مديرية خورمكسر ولاول مرة في تاريخه يغلق كاملا وتوصد  ابوابه لخلو السكان من المديرية ولكنه وبالتنسيق مع الصليب الاحمر عملت كوادره في مجمع المتصورة الصحي كمركز جراحي . بينما برز مركز 22مايو الجراحي طيلة فترة الحرب في اسعاف وعلاج الجرحى وقدم جل خدماته ورغم تواجد مستشفى الصداقة بالقرب من المعارك الدائرة في جولة السفينة الا انه لم يتوقف عن العمل بل وافتتح مركز جراحي يديره الهلال الاحمر القطري ومستشفى ميداني يديره كوادر مستشفى باصهيب بالاضافة الى الموقع الذي استلمه اطباء بلا حدود منذ 2012م كمستشفى جراحي قدم ولازال يقدم خدماته للمواطنين.
 الخلاصة قطاع الصحة الحكومي لابد ان يستعيد الريادة في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وعلى الحكومة اعطائه الاهتمام اللائق لمساعدته في اداء واجباته ولا يكتفى بالمعونات التي يقدمها الاشقاء في دول التحالف العربي الاغاثية فالصحة خدمة هامة وتامينها للمواطنين واجب بل وشرف لا يجب ان نتصل منه.
.باحث دكتوراة طب اطفال جامعة الخرطوم