آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

اخبار وتقارير

الدراجات النارية بلحج .. أقصر طريق إلى الموت ( تقرير مصور )

الأربعاء - 26 أبريل 2017 - 09:08 م بتوقيت عدن

تقرير مصور/ صدام اللحجي

تابعونا على

تزدحم الدراجات النارية في شوارع مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، لكن ركوبها يجبرك على قراءة الفاتحة وترديد الشهادتين- احترازاً- حينها قد تكون أمام خيارين، إذ لم يكن ثالثهما ملازمة الخوف.. تيقن أنك عرضة إما للإصابة أو الموت وإن نجوت حتماً قد ساورك القلق.
وللغوص أكثر في الحديث عن الدراجات النارية، كانت مديرية الحوطة عاصمة بمحافظة لحج هي نقطة استطلاعنا كونها تعج بالكثير منها وربما تعد الأولى على مستوى المحافظة كون المديرية تضم شارعين: رئيسي وخلفي اللذان يعتبران من أهم الأسواق على امتداد التاريخ لتمركزهما وسط المدينة .

فرصة عمل
في وطن لم تعد فيه الدراجات النارية وسيلة للاقتناء الشخصي أو كمالية للتباهي والرحلات الترفيهية، يرى البعض أن الحاجة إليها أصبحت ملحة للنقل والمواصلات من قبل المواطنين الذين يجدون فيها وسيلة سهلة ومناسبة لترحلهم من مكان إلى آخر بأقل تكلفة وأقصر مسافة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار سرعة تخطيها للطرق الوعرة والمسافات الطويلة اضافة إلى قدرتها على تخطي الازدحامات المرورية وكسرها لإشارات وقواعد المرور في كثير من الأحيان والتي تلزم سائقي المركبات الأخرى إلى التوقف عند كل جولة منها.
يرى آخرون أن الدراجات النارية هي الوسيلة الأقرب للحوادث المرورية والأقرب كذلك إلى الموت أسوة بغيرها من مركبات الأجرة.

انتشار كبير
في الأواني الأخيرة زادت حدة انتشار الدراجات النارية بطريقة لافتة للنظر وذلك بفعل عدة عوامل أهمها غزوها للسوق بأسعار مناسبة وبمواصفات كما يرى البعض جيدة اضافة إلى رخصها وتوفر قطع غيارها والعامل الآخر هو سهولة اقتنائها بطريقة التقسيط التي وفرت للكثير من السائقين وخاصة من ذوي الدخل المحدود الكثير من الجهد في توفير مبلغ شرائها.
ويقول محمد حسين صاحب دراجة: إن الدراجات النارية وفرت الكثير من فرص العمل للكثير من العاطلين وبالتالي قد أسهمت في امتصاص جزء من البطالة وتوفير لقمة العيش للكثير من الأسر التي تعاني الفقر.

خيار اضطراري
شدنا في البداية رجل في منتصف عقده الخامس راكباً على دراجته بانتظار رزقه بفارغ الصبر، صلاح مرشد ناجي اقتنى الدراجة قبل عدة أشهر بالتقسيط بعدما ضاق به الحال في إيجاد فرصة عمل مناسبة، يضيف الرجل الأب لعدد من الأبناء ً أن حالته صعبة للغاية وإن الدراجة التي كان يعول عليها في تحسين ظروفه زادته هماً فوق همه فسداد أقساطها أصبحت له همة في النهار وأرق في الليل، من نبرات صوته وتعابير وجه تدرك أن الرجل يحمل على كاهله كتلاً من البؤس والحرمان، يردف : من الصباح عملنا بخمسة مائة ريال، لا إجابة عنده عن كيفية إعالة أسرته في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تكتنفه؟.

اقتصادية
السائق علي الشرجي في دراجته النارية دخلاً جيداً خصوصاً وأن الشاب قد استطاع بحنكته أن يكون له زبائن رسميون يقلهم ويقل أمتعتهم في كثير أحيان إلى حيث مبتغاه ويضيف :إن دراجته الجديدة تجلب له الزبائن عكس دراجاته القديمة فهي اقتصادية في صرف البنزين، عوامل كثيرة جعلت الشاب في وضع معيشي لابأس به حد قوله ويجد في التوكل على الله أهم مصادر الرزق والبركة لذا فهو لايكترث لوجود المئات من الدراجات النارية التي تنافسه، الشاب ليس متهور كغيره ولم يصب بحمد الله بمكروه منذ ممارسة مهنته التي تجاوزت الأربعة الأعوام .

نتائجها مآس
عند الحديث عن الحوادث المرورية تجد مأساة تحدث في مديرية الحوطة لحج خاصة الخط العام تخضب الاسفلت بدماء العشرات من أبناء المديرية ومديرية تبن لحج ، ففي هذا الخط تحديداً تناثرت مئات الأشلاء وأزهقت الأرواح ويتم أطفال وأرملت نساء سواء لسائقي الدراجات أو لركابهم ويرجع جميع المواطنين الأسباب إلى السرعة الجنونية لسائقين الدراجات والتي تصبح اقصر الطرق الى المأساة.