آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 10:55 م

تحقيقات وحوارات


تحقيق: ناجون من معتقلات المليشيات لا تفارقهم كوابيسها

الخميس - 04 مايو 2017 - 06:53 م بتوقيت عدن

تحقيق: ناجون من معتقلات المليشيات لا تفارقهم كوابيسها
ارشيف

تحقيق/ نادر الهباشي

تكشف شهادات مختطفين عاشوا تجربة الاعتقال عن روايات مرعبة حول التعذيب والموت في سجون المليشيات الانقلابية، فقد تنوعت الأساليب بين الصعق الكهربائي والضرب المبرح ونزع الاصابع والكي بالنار واستخدام الكلاب المدربة واستخدام الاسلاك الكهربائية وأساليب تعذيب اخرى لا تقل وحشية عن سابقتها.
وأكد ناجون من سجون المليشيات لعدن تايم تعرضهم لاصناف التعذيب، مع تكبيل أيديهم وأرجلهم والضرب بوحشية على وجوههم ورؤوسهم ومختلف أنحاء أجسادهم مما يؤدي في كثير من الاحيان بأن بعض المختطفين كانوا ينزفون ويتقيئون دما، دون ان يتلقوا اي علاج في حين كان يموت البعض في جلسات التعذيب، والادهى من ذلك ان كوابيسها لا تفارقهم عقب مغادرتها.

جرائم حرب

وفي تقريرها السنوي الصادر مؤخرا، شددت رابطت امهات المختطفين على إدانة الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق المدنين واكدت بأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وذالك لانها تعتبر جرائم حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وابرز ما جاء في التقرير الذي تناول انتهاكات حقوق الانسان في الفترة من ستمبر 2014 الي ديسمبر 2016، حيث بلغت حصيلة الاعتقالات (12636) حالة موزعة على 16 محافظة وقد تم الافراج عن (9347) ويتبقى من المعتقلين المعروفين (3289) رهن الاعتقال.

أخفاء قسري
ولا تزال عمليات الخطف مستمرة ووفقا للتقرير الذي رصد اكثر (2235) حالة اختفاء قسري، عرف اماكن اعتقال اغلب الحالات، فيما بقي (160) مخفي قسريا لا احد يعرف أماكن احتجازهم، وفيما يتعلق بتعذيب المعتقلين رصد التقرير (818) حالة منها (29) حالة تعذيب حتى الموت .
من جانبة اشار طلعت المشجري رئيس منظمة الأسير الجنوبي بأن المليشيات كانت وما زالت تستخدم المدنين كدروع بشرية وذالك بوضعهم في أماكن مراكز وثكنات عسكرية ومخازن ومستودعات اسلحة ومنشئات تعد اهدافا للقصف الجوي كما اكد المشجري بأن المليشيات تملك اكثر من (484) سجن ومعتقل كل هدا الرقم الكبير، هو المعروف فقط، حيث تفتقر هذه المعتقلات إلى ابسط المقومات والخدمات اللازمة للمعتقلين القابعين فيها.

معتقلون دون تهم
وبالنسبة لمهران مهدي عبيد احد المعتقلين المحررين يقول: تتعدد الضحايا وتختلف الأساليب وتظل المليشيات هي الاقبح باختلاف المبررات لارتكاب جرائمهم فهناك العديد من الحالات التى تثير الغرابة وتدل على مستوى الحقارة التى وصلت اليها المليشيات، ويروي قصة معتقل من ابناء كرش اسمه: فائز عبدة خضر كان يعمل سائق لدراجة نارية في منطقته، اعتقل لمجرد ان طالب من حوثي قام بإيصاله إلى نقطتهم وقضي بعدها أكثر من عشرة اشهر في زنازين المليشيات، ولم يتم الإفراج عنه .
وقال المعتقل السابق في زنازين المليشيات نبيل الاقحش بأن هناك الاف السجناء يقبعون في سجون المليشيات دون اي ذنب ارتكبوه ويجب اطلاق سراحهم، كما اكد بأن اغلب المعتقلين اجبروا على الادلاء باعترافات تحت الاكراه، وتوثيقها عبر كيمرات فيديو والتوقيع على اوراق تعرض حياتهم وحياة أقاربهم للخطر في حال افصاحههم عما جرى لهم من تعذيب او اماكن احتجازهم او المتسببين بالاعتقال او التحدث لوسائل الاعلام او للمنظمات الحقوقية.

تواطؤ القضاء
الناشط الحقوقي مراد سعيد يقول بأن مليشيات الحوثي وصالح ترفض أوامر النيابات القضائية لإطلاق سراح المختطفين ووصل استهتارها بالسلطات القضائية الي حد كتابة قيادي حوثي رد على توجيه محكمة باطلاق سراح اسير حيث كتب بنفس الورقة (بلها واشرب مائها ) وفقا لما تداوله ناشطاء مؤخرا.
وكانت قيادات مؤتمريه اعترفت في شهر يناير الماضي بوجود الاف المعتقلين في سجون سرية وغير قانونية استحدثتها المليشيات الحوثية في صنعاء بعيدا عن الاجهزة الأمنية وسلطات القضاء حيث اكد القيادي المؤتمري عبدالرحمن الاكوع وجود الاف المعتقلين في صنعاء، دون تهم او إدانات ويجب على الحوثيين إطلاق سراحهم .
ويؤكد فواد الأحمدي احد الأسرى المفرج عنهم يقول لعدن تايم لقد تم وضعنا في سجون غير انسانية وليست مؤهلة لاجتجاز بشر بداخلها بالإضافة إلى ازدحام المعتقلين بداخلها، ويتذكر كيف قامت المليشيات باحتجاز أكثر من 70 معتقل داخل غرفة واحدة في حي السفارات بخور مكسر، كما استغرب فواد من اعتقال عدد كبير من المهندسين والدكاترة في نفس الزنزانة مع المجانين وهو ما حدث داخل السجن المركزي بصنعاء .