آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 08:24 ص

تحقيقات وحوارات


الاتصالات في عدن منظومة مهددة بالانهيار

الأحد - 14 مايو 2017 - 10:36 ص بتوقيت عدن

الاتصالات في عدن منظومة مهددة بالانهيار

أجراه / علي الصبيحي

مدير عام مؤسسة الاتصالات ل " عدن تايم" :

منشآت الاتصالات حولتها مليشيات الحوثي وصالح الى ثكنات عسكرية ومعها تم تدمير السنترالات وأبراج الاتصالات

صنعاء تمنع وصول أي مواد وقطع غيار إلى عدن ونورد اليها 60 مليون ريال

واجهنا اعمال سرقة لمادة الديزل للسرقة وحدينا منها في بعض المواقع

ليس ثمة مشاريع للتوسعة وعدن بحاجة إلى 4000 مقسم على الأقل

مستقبل الاتصالات في عدن مرهون بوجود نظام قوي يفرض نفسه على الواقع

منظومة مهددة بالانهيار

عشرة سنترالات ثلاثة منها رئيسية هي قوام البنية التحتية لقطاع الاتصالات في عدن وتغطي خدماتها المناطق المجاورة إلا أن أوضاعها وما آلت إليه مؤخرا من ترد ملحوظ جعل من الاتصالات في عدن منظومة مهددة بالانهيار  وكابل فقط هو الذي يعمل ويمر عبر الضالع ولحج وإذا ما تعرضت المولدات في تلك المناطق لأي خلل سيؤدي ذلك إلى قطع الاتصالات والانترنت عن عدن .
هكذا لخص مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات في عدن عبدالباسط محمد مثنى الفقيه الوضع العام لهذه الخدمة في حديث صحفي خاص ل " عدن تايم ".
وأوضح الفقيه أن الكابل الآخر باتجاه المخا وذباب يتعرض للقطع بشكل دائم  نظرا للمواجهات الدائرة هناك في الوقت الذي لا يزال كابل الراهدة والشريجة منقطع حتى الان منذ حرب الانقلابيين في العام 2015 .

تاريخ الاتصالات في عدن

في نهاية شهر أكتوبر تشرين الأول عام 1869 وصل كابل شركة البرق الشرقية من مدينة بمباي الهندية إلى عدن تبعه في أقل من عام كابل البحر الأحمر من مدينة السويس المصرية لتصبح عدن في نهاية العام 1870 م نقطة الوصل بين شرق وغرب الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس وكانت عدن أول مدينة في الجزيرة والخليج  تدخلها الاتصالات ومنذ ذلك الحين  لم تشهد الاتصالات في عدن أي تطور وظلت محدودة وفي نطاق ضيق تعمل بمستويات ضعيفة لا تؤهلها لمواكبة عصر التطور .

نكبة الاتصالات

في العام 2015 م دخلت عدن في عزلة عن مدن اليمن والإقليم والعالم بعد قطع الاتصالات عنها لأكثر من شهر خلال أربعة أشهر امتدت فيها حرب مليشيا الحوثي والمخلوع على عدن وطالت الخدمات العامة فيها وكانت منشأة الاتصالات إحدى ثكناتها العسكرية ومعها تم تدمير السنترالات وأبراج الاتصالات ما أحدث أضرارا كبيرة في البنية التحية التي تحتاج إلى سنوات وإلى أموال كبيرة لتعود إلى وضعها الطبيعي .
وشكر الفقيه جهود الناس الطيبين بمنطقة الممداره الذين ساعدوا المؤسسة باستعادة بعض المسروقات كالسيارة والمولد الكهربائي 34 kva
وقال : لولا هذه الجهود لكان سنترال انما يعاني من اوضاع بائسة جدا نتيجة لانتهاء المولد الذي كان هناك وتعطله بشكل كامل.

الوضع الحالي

وعن الوضع الحالي قال مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات عدن : إن قطاع الاتصالات في عدن يعاني من شحة في الإمكانات جراء حصار قوات الحوثي وصالح التي تمنع وصول أي مواد وقطع غيار إلى عدن مشيرا إلى أن اتصالات عدن لا تزال مربوطة فنيا وماليا وإداريا  بصنعاء ويتم توريد 60 مليون ريال إلى صنعاء مؤكدا أنه ورغم الصعوبات الخانقة  إلا أن إدارة عدن تبذل جهودا كبيرة لضمان استمرار الخدمة وديمومتها في ظل  ضعف الموازنة التشغيلية وتلف المعدات .

عمل المولدات

وعن عمل المولدات حاليا لفت الفقيه إلى أن اتصالات عدن تعمل حاليا بمولدات تيليمن حيث يتم توفير الديزل لها مقابل الطاقة موضحا بأنه وحتى اللحظة ورغم المطالبات المتكررة بتوفير ثلاثة مولدات لسنترال المعلا التي خرجت عن الخدمة إلا أنه لا تجاوب من قبل الحكومة مثمنا دور الوزير لطفي باشريف لتوفير مولدات من دولة الإمارات العربية باعتبارها الدولة الوحيدة التي تحاول النهوض باتصالات عدن بعد ربط البنك المركزي حسب تعبير الفقيه الذي أشار إلى جملة من المعوقات تواجه قطاع الاتصالات من بينها تهالك الشبكة وافتقارها للصيانة و تعرض عدد من الكابلات وكذا كمية الديزل للسرقة من بعض المواقع مؤكدا أنه يجري حاليا تأمين كل المواقع لحمايتها .

خدمة الإنترنت

فيما يخص شبكة الإنترنت في عدن أوضح مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات عدن بأنه ومنذ العام 2015م وعدن تعاني من  عدم توفر نقاط  وأن الشبكة لم تشهد أي إصلاحات وليس ثمة مشاريع للتوسعة وأن ما هو متاح حاليا ما هو  إلا ترقيع لافتا إلى أن اتصالات عدن بحاجة إلى أربعة ألاف مقسم على الأقل موضحا أن خدمة الإنترنت تحتاج إلى خط نقي صافي وقريب من السنترال ولا يبعد عنه أكثر من ثلاثة كيلو بينما الخطوط الحالية تبعد عن السنترالات حوالي سبعة كيلو الأمر الذي جعل الخدمة سيئة رغم كلفة التعرفة التي قال الفقيه إن صنعاء هي التي لا تزال تتحكم في التسعيرة .

مستقبل الاتصالات في عدن

وفي حديثه عن مستقبل الاتصالات أكد مدير عام الاتصالات عدن إلى أن الخدمة  لن تتطور إلا إذا وجد الأمن وتوفرت كهرباء قوية واستقرت معها الأوضاع وتحسن المستوى المعيشي للناس إذ لا يعقل التفكير في توصيل ألياف ضوئية إلى المنازل والناس لا يجدون قوت يومهم حسب تعبير الفقيه الذي أكد بأن مستقبل الاتصالات في عدن مرهون بوجود نظام قوي يفرض نفسه على الواقع .

عدن إلى أين ؟

وفق تقارير رسمية قدرت خسائر الاتصالات في عدن بأكثر من مليار ومائتين مليون ريال  بسبب الحرب وتداعياتها في الوقت الذي لم يشهد القطاع أي خطط جادة لإصلاح منظومة الاتصالات حتى بعد تحرير المدينة  ما يجعل من الخدمة رديئة يعاني منها سكان عدن في مختلف المناطق من بينها التواهي وكريتر حيث لا تتوفر شبكة الإنترنت إلا بصعوبة وفي حالات نادرة في مناطق أخرى من المدينة التي عرفت الاتصالات قبل قرن ونصف من الزمان  .