آخر تحديث :الأربعاء - 17 أبريل 2024 - 12:56 ص

اخبار وتقارير


انتحار أسيرين في سجون المليشيات.. الأسرى الجنوبيون" ملف مفتوح"

السبت - 26 ديسمبر 2015 - 10:56 ص بتوقيت عدن

انتحار أسيرين في سجون المليشيات.. الأسرى الجنوبيون" ملف مفتوح"
تصوير/ نبيل القعيطي

تقرير/ فتاح المحرمي

ملف الأسرى هو من اهم الملفات التي تحتلها اولويات المقاومة الجنوبية والسلطة المحلية في المحافظات الجنوبية المحررة، ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها الا ان مواطنين أشاروا الى ان أقرباء لهم لا يزالون معتقلين لدى الحوثيين ويتعرضون لمعاملة غير اخلاقية، دفعت باثنين من الأسرى الى الانتحار في احد معتقلات المليشيات الشهر الماضي.
مؤخرا تمكنت مساعي بذلها عدد من المشائخ ولجنة الأسرى التابعة للمقاومة الجنوبية من انجاح عمليتين لتبادل الأسرى مع مليشيات الحوثي وصالح شملت الافراج عن حوالي 280أسير من اسرى المقاومة الجنوبية، في انتظار تكثيف الجهود من اجل استكمال اطلاق جميع الاسرى الجنوبيين في معتقلات المليشيات بما فيهم المعتقلين من ابناء الجنوب الذين اعتقلوا قبل العدوان على الجنوب ومن بينهم وزير الدفاع الصبيحي ورفقائه، وايضا الاسير الحر احمد المرقشي.
قبلها في الثاني من اكتوبر تمت اول عملية لتبادل الأسرى، حيث أفرجت المليشيات حينها عن 7 أفراد من المقاومة الجنوبية مقابل 4 جرحى من المقاتلين الحوثيين وتسليم 7 أطفال جلبهم الحوثيون معهم إلى مناطق القتال، إلى ذويهم.

اكبر عملية تبادل
الخميس الماضي نجحت اكبر عملية لتبادل الاسرى، حيث شملت تبادل أكثر من 600 أسير بين المقاومة الجنوبية وميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، في منطقة الحد/"يافع" الحدودية بين محافظتي البيضاء ولحج، وفق وساطة قادها مشايخ قبائل، وقد بلغ عدد الاسرى المفرج عنهم "266"اسير من المقاومة الجنوبية بينهم "122" أسيرا من العاصمة عدن وأكثر من "110" أسرى من لحج من أبرزهم القيادي في المقاومة الجنوبية عبدالناصر بعوة"ابو همام".
وعقب أتمام عملية تبادل الأسرى انطلقت مواكب الأسر عائدة الى مناطقها حيث توجه موكب كبير من الأسرى إلى عدن وعدن وصول الموكب إلى ساحة العروض بحي خور مكسر وسط عدن، أقيمت فعالية استقبال حاشدة لهم حضرها مدير أمن العاصمة عدن العميد شلال علي شائع هادي وقيادات المقاومة الجنوبية والحراك والسلطة التنفيذية بعدن والجنوب.

المرقشي.. سقط سهوا
عملت المقاومة الجنوبية ومنذ ما بعد تحرير عدن والمحافظات الجنوبية على طرح اسم الأسير المرقشي في اول قائمة الاسرى المطالبة بالإفراج عنهم مقابل إفراجها عن أسرى حوثيين وتم طرح اسم المرقشي في عملية تبادل الأسرى الاولى والثانية،
وقد استبشر ابنا الجنوب خيرا بعد ان ورد اسم المرقشي في قائمة الاسرى الذين سوف يتم تبادله في العملية الثانية التي تعد اكبر عملية لتبادل الاسرى مع المليشيات الا ان تلك البشارة تبخرت بعد ان تبين ان المرقشي ليس من ضمن الأسرى المحررين ال266 الذين تم تبادلهم في العملية الاخيرة، وعبرت اسرة المرقشي عن استيائهم من ايراد اسم والدهم في القائمة دون ان يفرج عنه، وبارك المرقشي تحرير الأسرى قائلا: انني لم احزن لكوني لم اكن من ضمن المحررين ففرحتي هي من فرحة الأسرى وأسرهم وابناء الجنوب عموما.

الصبيحي.. الرقم الأصعب

لا يزال وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس هادي اللواء ناصر منصور والعميد فيصل رجب رهن الاعتقال لدى الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث رفضت مليشيات الحوثي عدة وساطات للإفراج عنهم وحتى حين اشترطت المليشيات إطلاق سراح الصبيحي ومنصور ورجب بقبول الحكومة الشرعية البدء في المفاوضات في جنيف او مسقط لم توفي بوعدها.
ويبقى اطلاق الصبيحي ورفقائه الذين اعتقلتهم المليشيات في مدينة لحج عقب اقتحامها لقاعدة العند الجوية في نهاية مارس هو الفصل الاصعب في ملف الاسرى الجنوبيين فعلى الرغم من ان قرار مجلس الامن نص على اطلاق سراحه الا انه لايزال في الاعتقال.
ويرى محللين عسكريين وسياسيين ان تعنت مليشيات الحوثي وقبل ذلك المخلوع صالح الذي يبدوا انه من يعرقل اطلاق الصبيحي لكونهما على علم بالمكانة والقدرات التي يمتلكها هذا الرجل وتتخوف المليشيات من أطلاق الصبيحي حتى لا يكون ورقة رابحة في يد الرئيس هادي والمقاومة في الجنوب، ناهيك عن ان هناك قيادات في حزب الاصلاح محسوبة على الشرعية لا تريد اطلاق سراح الصبيحي بداعي ان اطباقه سوف يعزز ما تسميها بالقوى الانفصالية.


انتحار اسيرين
فجع الشارع الجنوبي مطلع نوفمبر الفائة بنبأ انتحار الأسيرين الجنوبيين عبدالله أحمد السعدي وأحمد بامؤمن، في السجن المركزي بصنعاء التابع لمليشيات الحوثي وصالح وحملت عائلات الاسيرين المنتحرين المليشيات مسئولية انتحارهما في حين ناشدة عائلات بقية السجناء الجنوبيين في قبضة الحوثي بصنعاء، المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني للتدخل من اجل انقاذ اسراهم من لا انسانية المليشيات.
وطالب المركز الاستشاري للحقوق والحريات، ومقره مدينة عدن، اللجنة الدولية للصليب الأحمر حينها بإنزال لجنة لتقصي الحقائق حول انتحار الأسيرين الجنوبيين عبدالله أحمد السعدي وأحمد بامؤمن، في السجن المركزي بصنعاء.
كما ان المركز حينها طالب بالتعجيل في إطلاق سراحهم والكف عن التعذيب وغيره من الأساليب المهينة وتحسين أوضاعهم الغذائية والصحية واحترام قواعد معاملة الأسرى المكفولة دوليا مع محاسبة من يرتكبون تلك الانتهاكات بحقهم".
ختاما.. ما بين الانجاز الذي تحقق للمساعي الجنوبية في تحرير عدد من المعتقلين الأسرى من معتقلات مليشيات الحوثي وصالح في صنعاء، وبين ما تتطلبه المرحلة القادمة من جهود مضاعفة لتحرير من تبقى من الجنوبيين في زنازين المليشيات، يبقى ملف الأسرى الجنوبيين مفتوح ومصيرهم في خطر سيما المليشيات تخفي البعض منهم وتتعامل معهم بصورة غير انسانية ناهيك عن حادثة انتحار اسيرين الشهر الماضي.