آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:22 م

ثقافة وأدب


الوزير دماج .. إحذر المطبات !

الجمعة - 15 سبتمبر 2017 - 02:37 م بتوقيت عدن

الوزير دماج .. إحذر المطبات !

كتب/ منصور نور

وزارة الثقافة اليمنية ، بوزيرها الشاب مروان دماج ، بدأ يظهر نشاطها في الربع الأخير من العام الجاري ، وتداولت بعض وسائل الإعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي ، أخبار اجتماعات الوزير ولقاءاته، ومن هذه الانشطة :

- اتفاقية طباعة ونشر وترويج ل (100) عنوان في العاصمة المصرية القاهرة.

- التحضير لإقامة مهرجان الامير القمندان الثقافي الثااث في محافظة لحج (30 - 27) نوفمبر 2017م.

- التحضير لإقامة معرض الكتاب الدولي في العاصمة عدن.

- تاسيس علاقة التعاون الفني بين معهد الفنان جميل غانم للفنون الجميلة بعدن والمعهد العالي للموسيقى والمسرح في القاهرة.

- مهرجان الثقافة والأغنية اليمنية في العواصم العربية.

الوزير دماج .. شاب نشط وطموح، يريد أن يعمل ويخدم الثقافة والفنانين والأدباء، ليخلد إسمه في قائمة الشرف لوزراء خدموا الثقافة بإنجازات ملموسة وعايشناها ولازلنا نتذكر صنيعهم، أمثال المناضل الوطني الكبير عبدالله باذيب، يحيى العرشي، خالد الرويشان، وأبوبكر المفلحي .. ولكي يحقق الوزير دماج أهداف رؤيته الثقافية، وفق استراتيجية الفكر الثقافي الوطني، عليه ان يحذر الوقوع في اخطاء سلفه، الأولى أن يستشير أهل المعرفة والحكمة، قبل الوقوع في مطبات (الجوقة) التي تعودت دق المعازف لمن قبله، ومنهم من بدأ العزف والرقص حوله، وأولئك هم أول من أنتقد الرويشان عندما قرر طباعة اصدارات (صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004) خارج اليمن ، وانا مع الرأي الحصيف بأن تكلفة طباعة المئات من عناوين اصدارات الثقافة في 2004 كان بإمكان وزارة الثقافة ان تشتري بقيمتها مطبعة حديثة وكبيرة، وتؤسس دار طباعة تكون ملكها.

اليوم يتكرر المشهد وبحضور ومباركة وتصفيق من انتقدوا الرويشان بالأمس، بانه أهدر المال بإسراف وخزنت الكتب في مخازن الوزارة !!

سيقول بعض المأفسدين أن 2017 غير 2004، وإننا نخوض معركة جديدة ضمن جبهات الحرب الدائرة اليوم، للانتصار على القوى الانقلابية للحوثي والمخلوع صالح.

متفقون معكم، ولكن كان الأولى ان تعهد مهمة طباعة المئة كتاب إلى الهيئة العامة للكتاب اليمنية ، ومسألة الترويج والنشر تعطى للمؤسسة الخاصة التي ستلتزم بالنشر والترويج للكتاب اليمني خارج الوطن.

الفكرة ممتازة جدا" ، وكان بإمكان الوزارة ان توقع اتفاقية طباعة المئة كتاب مع مؤسسات وطنية لطباعتها داخل العاصمة عدن ، مثل : مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر - عدن ومؤسسة مطابع الكتاب المدرسي عدن وحضرموت .
سيعارض هذه الفكرة، بعض افراد (الجوقة) ويقول :
- ان هذه المؤسستين مهترئة، ولم تعد لديها أي امكانيات او مواد خام للانتاج الفني الطباعي !

إن البعض يتميز بوضع العربة أمام الحصان، وهو يعي ان العمل التكاملي يمهد السبيل لنجاح اي غاية نبيلة او عمل رائع، إلا إنه بالمقابل يختار الطرق الطويلة والسريعة وإن كانت تكلفت اجتيازها تتضاعف في القيمة والوقت ، واضف إليها مصروفات السفريات والشحن والنقل من القاهرة إلى عدن أو العكس، و زد على التكلفة الاجمالية نسبة الترويج والاعلان، النشر والتوزيع لصالح المؤسسة غير الحكومية، التي تم توقيع الاتفاقية معها في العاصمة المصرية القاهرة، زالأخذ في الحسابات المالية فارق سعر الصرف بين الريال اليمني والجنيه المصري او ما تقابله من العملات العالمية.

ولتقليل حجم تكلفة الطباعة، وقيمة الاتفاقية الموقعة مع تلك المؤسسة، في 7 سبتمبر الماضي.

كان ياما كان بالامكان توقيع اتفاقية طباعة المئة عنوان، مع المؤسستين الوطنيتين اليمنيتين داخل العاصمة عدن، وتتضمن الاتفاقيتان استيراد المواد الطباعية من الورق والاحبار المختلفة للمؤسستين، ونسبة محددة من القيمة للبدء بعملية الطباعة والانتاج، وكما يقول المثل الشعبي (سيكون زيتنا في دقيقنا) و( يا بخت من نفع واستنفع) لصالح أهل بلده.

وستسهل هذه العملية، على فريق وزارة الثقافة، مهمة متابعة جودة الطباعة ومراقبة تنفيذها، وستختصر الكثير من الوقت وتختزل المسافة بين القاهرة وعدن.

وهي مؤسسات عريقة، وتمتاز بجودة الطباعة والكوادر المهنية والفنية المحترفة.

مع العلم ان الوزير الشاب مروان دماج يعمل بشفافية و وضوح، إلا ان الذين تناولوا خبر (100 كتاب) لم يذكروا ولم يسألوا عن قيمة تكلفة طباعة المئة عنوان، وكم نسخة ستطبع من كل عنوان، والفترة المحددة لتنفيذ هذه الاتفاقية وشروطها والغرامات ، اذا أخل طرف بأي بند من بنود هذه الاتفاقية، التي تعني باهتمام كل الأدباء والكتاب والمثقفين الصامدين داخل الوطن .

أكرر .. الوزير دماج طموحه لخدمة الثقافة والمبدعين، ولكن على مدى أسبوع من (14 - 8) سبتمبر وعلى صفحة وزارة الثقافة في الفيسبوك حصد خبر توقيع الاتفاقية (30) اعجاب و (6) تعليقات واربعة مشاركات، وعلى صفحة (مروان دماج) (64) اعجاب وستة تعليقات لاربعة معلقين فقط .. اجمالي الاعجابات (77) مقابل المئات من المثقفين والفنانين وجميعهم ليس لديهم ادنى فكرة بقيمة هذه الاتفاقية التي اشك إنها خضعت لقانون المناقصات في الجمهورية !

الخلاصة : العروسة باركت وسرت في زفتها وهي لا تعلم قيمة مهرها، والمستفيد من هذه الزفة ستكون (الطبالة) التي ستجمع (النقط) من الجنيهات، ساعة تقوم العروسة تشترح مع صديقاتها في يوم صبحيتها، كما فعل (المطبلون) من قبل، في كل مهرجان و زفة !!

واتمنى للوزير الشاب مروان دماج، تجنب المطبات والحفريات في طريقه، مع يقيني من حسن نواياه الطيبة، وحبه لخدمة الثقافة والكتاب والأدباء والفنانين.

m.noor63@Yahoo.com