آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص.. كيف تركت جبهة طور الباحة ثغرة مفتوحة للحوثيين؟

الجمعة - 17 نوفمبر 2017 - 05:32 م بتوقيت عدن

تقرير خاص.. كيف تركت جبهة طور الباحة ثغرة مفتوحة للحوثيين؟

تقرير/ محمد خالد

تشارف سلسلة جبال الركيزة والكمرات في مديرية القبيطة، على مديرية طور الباحة ومناطق الصبيحة بمحافظة لحج، حيث احكمت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح سيطرتها عليها الاسبوع الماضي، مستغلة عدم نشر المنطقة العسكرية الرابعة اي قوة فيها.
وتطل السلسلسة الجبلية الشاهقة على منطقة المفاليس وخط طور الباحة- حيفان غربا، وجنوباً على وادي شعب ومناطق طور الباحة، وتمتاز بالجبال بصعوبة الوصول اليها، وتكسوها الأشجار، كما تقطن فيها تجمعات تضم عشرات الأسر، ناهيك عن اقدام المليشيا على زرع الطرقات بشبكات الغام.

موقع استراتيجي
وتمتاز جبال الكمرات بموقعها الإستراتيجي والعسكري، وخشونة جليدها الصخري، ومن أعلى قمته تطل العاصمة المؤقتة (عدن)، لارتفاعه الذي يبلغ (2700 ) كم عن سطح الأرض.

مقاومة هشه

ظلت المقاومة بقيادة فهمان الغبس على سطح الجبل ما يقارب عام كامل، حيث نصبت على ظهر الجبل خيامها ومدفعيتها، وظلت تقصف وترد على ضربات الحوثيين، فكانت مصدر خطر عليهم، لكن كان ينقصهم التركيز في قصف الأهداف، وقيادة عسكرية تدير المعركة بحنكة، وعدد كاف من الجنوب.
وتسبب التقصير وإهمال من جانب قيادة المقاومة، في تراجع الدعم المقدم لهذه الجبهه من قبل دول التحالف، فبحسب سكان المنطقة وجد الدعم طريقه الى السوق السوداء، حيث بيعت الأسلحة والمشتقات بمزاد علني.

غياب الحنكه
ظلت المقاومة بقيادة فهمان الغبس على حالها بعيداً عن ما يحدث في أرض الواقع، فيما مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تتقدم وتسيطر على مواقع جديدة من كل المحاور، وتنهال بالضربات الموجعة على مواقع المقاومة، وتمد قواتها بتعزيزات من الاطقم، وهكذا تم الاستيلاء على جبل (الكمرات).

السقوط

شهود عيان أكدوا بأن الاستيلاء على الجبل جاء بعد إشتباكات متقطعة أستمرت لأكثر من ست ساعات عززت خلالها المليشيات الاطقم والعتاد والأفراد وسيطرت على التبة فيما انسحبت المقاومة بطقم ومدرعه تجاه منطقة الجوازعه، تاركه للحوثيين العتاد (المدفعية) الذي كان بحوزتهم، ولم يسلم من السكام من القصف حيث أصيب عدداً منهم بشظايا أسعفوا على أثرها لمستشفيات عدن.

توسع ميليشي وصمت مطبق

ومدت المليشيات بعد ذلك نفوذ سيطرتها على المناطق المجاورة، وتقدمت فوق التبب المجاوره للكمرات، وقطعت الطرقات، وزرعت الألغام في طرق سكان المنطقة، وباتت تشكل خطراً على المنطقة الجنوبية، حيث تقدمت بوادي شعب وسيطرت على تبة المرابحة وتبة الركيزة الإستراتيجية، وتقدمت ناحية الصحبي، وسيطرت على تبة الحصن من الناحية الغربية بأتجاة الجوزاعة والمفاليس طور الباحة ومن الجهة الجنوبية بأتجاة شعب الخطابية والفراشة حيث بدأت بالتمركز فوق كل التبب المطلة على مدينة عدن، في ظل صمت وتجاهل المنطقة العسكرية الرابعة والجهات المعنية.


نزوح جماعي
شلل عام في الحياة في تلك المناطق بعد انتشار المليشيات في المناطق الحدودية، وزرع الالغام في الطرقات الرئيسية، وتوقف السوق الوحيد للمديرية بعد أن عطلت المليشيات الحركة نهائياً، حيث بدأت بعض الأسر بالنزوح من مناطق الإشتباكات في قرى وادي شعب والجوازعة وظوكة والكمرات باتجاة مناطق أخرى أكثر أمناً. ويعاني المواطنيين الأمرين نتيجة ظروفهم الصعبة فلايمتلكون ما يسد جوعهم في ظل الوضع الاقتصادي الذي تعيش فيه البلاد وانهيارالريال اليمني مقابل العملات وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية.

خوف وقلق
وتمكنت المليشيات من التقدم سريعاً في التبب المطلة على عدن، فبعد التقدم من ناحية الكمرات الجهة الغربية، استطاعت أن تتقدم وتسيطر على قمة جبل الركيزة من الجهة الجنوبية في منطقة المرابحة والتقدم إلى الصحبي وتعد قمة الركيزة أعلى ثاني قمة جبلية بعد الكمرات وأعلى قمة على جبال الصبيحية والخطابية والوهط، ومن على مشاراف هذه القمة تستطيع رؤية مدينة عدن، وتقطع خطوط الإمداد بين خطين الفراشة تجاة سوق الخميس من الناحية الجنوبية وخط الربط خط سوق طور الباحة من جهة الغرب. أهمية إستراتيجية وعسكرية لهذه القمة، فمن خلالها تستطيع أن تقصف بأسلحة خفيفة ومتوسطة مثل صواريخ الكاتوشا إلى عدن وخصوصاً منطقة (البريقة).

مناشدات عاجلة
وناشد ابناء منطقةالجوازعة قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقيادة قوات التحالف العربي على رأسهم الإمارات بالتدخل العاجل لإنقاذ السكان المدنيين من ابناء المنطقة الذين تعصف بهم الحروب والأزمات الاقتصادية. حيث باع سكان المنطقة كل ما يملكون من مواشي وذهب واستطاعوا أن يخرجوا من القرية نازحين مشردين، مناشدين بشكل عاجل إمداد هذه الجبهه وتكثيف الضربات الجوية على مواقع المليشيات الإستراتيجية، ومد الجبهه بالسلاح والأفراد لأنها أخطر من جبهات نهم وصعدة.