آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 04:31 م

تحقيقات وحوارات


العطاس يكشف لـ عدن تايم: أسرارا جديدة لم تنشر من قبل عن توقيع اتفاقية الوحدة ..وينصح التحالف والانتقالي

الإثنين - 04 ديسمبر 2017 - 06:10 م بتوقيت عدن

العطاس يكشف لـ عدن تايم: أسرارا جديدة لم تنشر من قبل عن توقيع اتفاقية الوحدة ..وينصح التحالف والانتقالي


يرى دولة الرئيس حيدر ابوبكر العطاس رئيس وزراء اليمن الأسبق ومستشار الرئيس هادي حاليا،  ان نهاية الحرب الدائرة في البلد ليست قريبة،  مجددا تاكيد مقولته التي فجرها منتصف 2015م،  بعد اشهر من انطلاق عاصفة الحزم، بان القضاء على الانقلاب لن يتحقق بنصفه الاخر،  في اشارة الى  الجنرال علي محسن الاحمر و حزب الاصلاح المنشقين خلال الثورة الشبابية 2011م. 
اليوم مع اقتراب اكمال الحرب اليمنية عامها الثالث، اثبتت الوقائع على الارض دهاء السياسي المخضرم العطاس، الذي عركته 5 عقود من العمل السياسي في اعلى هرم صناعة القرار في دولة الجنوب قبل عام 90، وتوليه رئاسة اول حكومة في دولة الوحدة، وكمرجعية سياسية منذ مغادرته ارض الوطن عقب حرب 94م، دون عودة حتى اليوم. 
وفي هذا الحوار مع مدير تحرير" عدن تايم" قدم الرجل شهادته التاريخية على الوحدة، واضعا رؤية لخروج البلد من نفق الحرب والسير نحو المستقبل. 
 العطاس آخر رئيس لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى للجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة 1986م إلى 1990 م وأول رئيس وزراء بعد إعلان الوحدة اليمنية بين
جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990م واستمر في المنصب حتى عام 1994م .

حاوره/ وائل قباطي
 
بداية يؤكد المهندس حيدر العطاس بأن عاصفة الحزم أتت فى وقتها لأنه لو تمكن صالح والحوثيين من السيطرة علي اليمن، لتمكنت إيران من نصب قواعد عسكرية وفي مواقع استراتيجية ستشكل  تهديدا كبيرا للاقليم والامة العربية والملاحة الدولية ، ولكن التحالف العربي أفسد المخطط باطلاق عاصفة الحزم  وهو ما أفشل المشروع الفارسي.
 
نصر عسكري مؤثر
 
ويفكك دولة الرئيس العطاس المشهد الراهن بعد عامين ونصف من الحرب،  بالتأكيد على ان وضع نهاية للحرب لن يتحقق الا بأحد أمرين، الأول: ارغام الانقلابين  على تنفيذ  قرار مجلس الامن 2216 تحت البند السابع،  والثاني: تحقيق التحالف والشرعية لنصر عسكري مؤثر عبر تحرير( تعز، الحديدة، مأرب والبيضاء ) وقد كانت خطة مقرة قبل الذهاب لاسقاط صنعاء عبر نهم )،  تحقيق هذا النصر سيرغم مليشيا الحوثي وصالح على الجلوس في طاولة الحل السياسي مع توفر الضمانات، وهناك توضع المشروعات- ومنها مخرجات الحوار الوطني-للخروج بحلول تعالج جوهر الازمة وما استجد ، ونحذر من الاستجابة لمحاولات   الانقلابين واستماتتهم  لايقاف ضربات الطيران، كتكتيك سيوفر لهم الارضية للانقلاب واعادة ترتيب اوضاعهم والتمدد .
 
فخ نهم
 
ويستدرك: لقد  طرح كما فهمت الدكتور عبدالكريم الارياني ، رحمه الله / والدكتور رشاد العليمي وآخرين مقترح تحقيق هذا النصر في وقت مبكر وقبل الانتقال لنهم بالاكتفاء باسقاط تعز والحديدة والبيضاء بالاضافة لمارب ، و لكن نائب القائد الاعلي للقوات المسلحة  علي محسن الاحمر اقنع التحالف باسقاط  صنعاء عبر نهم كان ذلك في نوفمبر 2015م  ومنذ عامين لم يتحقق اي تقدم حاسم ، واعتقد ان الوقت  لازال يسمح بالمراجعة لتحقيق نصر مؤثر ، واتذكر ان الامارات حينها  كانت تستعد لتحرير حضرموت من القاعدة، لكن طلبوا منهم التوجه الى نهم  عبر مارب  وتابع الشعب بالم كيف تمكن الانقلابيين  من  الحصول على الاحداثيات لاستهداف معسكر القوة الامارتية في مارب حيث سقط عشرات الشهداء منهم حينها.
وشدد  العطاس على ان  قوى الهيمنة الطائفية والمذهبية  لاتريد الوسط وتعز تحديدا ان تتحرر، كونها هي من ستساهم في  تحرير  صنعاء، بعد ان ظلت طوال فترة الامامة والجمهورية محكومة، وتحريرها اليوم سيمكنها من  لعب الدور الذي حرمت منه  في الشمال، وهذه الاشكالية لازالت تفعل  فعلها في المشاكل الحالية بتعز .
 
نهاية الحرب
 
ويرى العطاس : بأن  الحرب فى اليمن لن تنتهى فى الوقت القريب، مضيفاً أن أمراء الحرب المستفيدون منها كثر والمستفيد الابرز حزب الإصلاح المنتمي إلي"جماعة الإخوان المسلمين" فى اليمن، لن يسمحوا بانتهاء الحرب حتي يستكملوا اعداد انفسهم ليكونوا البديل وهو امر ينذر بمخاطر علي اليمن ومحيطه والاقليمي والعربي  ، كون المستفيدون من الحرب موزعون علي  دول  لاتتفق مع الشرعية والتحالف وتتدفق عليهم الأموال من الخارج، وخاصة قوى اقليمية  تريد الشر لليمن،  وكثير من الاموال  تستثمر فى مشاريع اقتصادية كثيرة بتركيا وغيرها وهي معلنة ، بهدف تعزيز القدرات المالية للحزب كما يستثمر جزء اخر من الاموال في الداخل ليس لتعزيز المجهود الحربي ولكن لشراء ولاءات المستقبل وهو امر المواطن العادي يعرفه .
ويضيف العطاس : (( يرجع عدم تحقيق التحالف تقدم في الشمال،  لاعتماده على نفس الادوات القديمة و اعتماده علي النصف المنشق من نظام صالح اثناء ثورة الشباب قي 2011م   ، التي لم تخرج عن اطار نظام صالح، ونحن واخرون  نبهناهم في يونيو 2015 بعد الحرب مباشرة، ان علي محسن الاحمر وقوي الهيمنة الطائفية والمذهبية  لا يريدون سقوط صنعاء،  كي لاتفقد هذه القوى هيمنتها علي السلطة ويتفقوا مع الانقلابيين  الحوثي او صالح، فخلافهم غير ما تسعى اليه القوى الوطنية والتحالف العربي فالاخوان او الحوثيين، يستخدمون الدين وسيلة لبقاء  هيمنتهم على السلطة ،  ويساورني القلق بتكرار ما حدث بعد ثورة سبتمبر، حيث اتفقت القيادات الطائفية  المؤيد للثورة  او مع الملكيين على القبول بالجمهورية والتخلي عن الامام  والامامة مقابل بقاء السلطة في ايديهم، وتم تصفية من قاموا بالثورة من أبناء تعز ومناطق الوسط ،  والتاريخ اعاد نفسه عقب ثورة ما يسمى بالربيع العربي في 2011م،  التي قام بها شباب معظهم من تعز والوسط ، وسيطر عليها المنشقون من نظام صالح علي محسن الاحممر وحميد الاحمر وحزب الاصلاح وتدفقت عليهم الاموال من قطر وكانت  حرب- الحصبة- قبل تدخل الاقليم،  وتوقيع المبادرة الخليجية. (( 
 
حل الدولتين
 
ويقول العطاس : (( لقد حاول فخامة الرئيس/عبدربه منصور هادي اخراج اليمن من ازماته المتلاحقة عندما دعا لمؤتمر الحوار الوطني بمظلة اقليمية ودولية ممسكا بجذر الازمة  وجوهرها لكن قوى الهيمنة والاستبداد الطائفي ابت الا ان تبقي اليمن حتى بعد الوحدة حبيسة للهيمنة الطائفية والمذهبية فقد انقلبت على مخرجات الحوار الوطني وشنت الحرب للاستيلاء على السلطة في اليمن بشماله والجنوب ولم يكن هذا الانقلاب الاول بل تتالت انقلاباتهم على اي جهد وطني  مخلص لاخراج اليمن من عصور الجهل والفقر والمرض والحروب لكن حكمة فخامة الرئيس وقدرته على التعامل مع المتغيرات افقدت الانقلابيين وقوي الهيمنة الطائفية والمذهبية  القدرة على تحقيق احلامهم . ويسجل التاريخ ان اخطر ازمة واشرس حروب مرت بها اليمن هي تلك التي اعقبت اعلان الوحدة 22مايو 1990م  ولذا  فاليمن لن يستقر الا بعودته دولتين على حدود ماقبل عام 90 ولكن بنظام فيدرالي  في كل منهما ، وايجاد صيغة كونفدرالية بينهما  تضمن الحفاظ على مصالح الشعب وتحقيق الامن والاستقرار والتنمية للشعب شمالا وجنوبا ،  وفي اطار علاقة  تعاون  أوسع مع مجلس التعاون الخليجي )) .. مبديا  تفاؤله واعتقاده ان هذا الواقعي والمسؤل هو الاتجاه الدولي العام. لانه يتفق مع الاهداف الاستراتيجية للامم المتحدة في الامن والتنمية مع الحفاظ علي الخصوصية. 
ويعتبر العطاس ان (( رؤية الاقاليم، كمسار للحل، لم يعد مناسباً في ظل ما انتجته الحرب التي قامت بسبب رفض الحوثي وصالح للاقاليم وتضمينها في الدستور الجديد مع حق الشعب في تقرير مكانته السياسية بموجب   "قانون العهد الدولي" ، وكنت حينها  التقيت معالي الامين العام للجامعة العربية  الاخ/ نبيل العربي في مايو2014م وسلمته رسالة لقبول مخرجات الحوار،  لكن اذا ما تم الانقلاب عليها فنحن في حل منها، وفعلا ورغم موافقة الوسط وتعز على الوثيقة الا ان قوى القوي الهيمنة الطائفية والمذهبية  انقلبت عليها،  وسالني حينها الامين العام هل تتوقع الانقلاب عليها فاجبته بنعم لانهم انقلبوا من سابق على برنامج البناء الوطني والاصلاح السياسي والاقتصادي المقر من قبل مجلس النواب في 15 ديسمبر 1991م ثم على وثيقة الحوار الوطني ووثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها بالاردن في فبراير 1994م )) .
 
لن نعلن دولة
 
ويشدد العطاس على ان  القضية الجنوبية هي  القضية المركزية  والمحورية في الازمة اليمنية التي بدات بالانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق وشن الحرب علي الجنوب الذي قاد لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/1994م ، وباعتراف الجميع في مؤتمر الحوار الوطني والمجتمع الدولي الذي حذر مبكر من ان عدم حل القضية الجنوبية سيقود للانهيار ، وتكرر المشهد بالانقلاب في 2014م على مخرجات الحوار الوطني وتحديدا على وثيقة "حل القضية الجنوبية" وتكرر شن الحرب على الجنوب في فبراير 2015م لكن هذه المرة تصدى شعب الجنوب لهذه الحرب الثانية ببسالة وتمكن من دحر الانقلابيين  بدعم الاشقاء في التحالف العربي الذي هب لإنقاذ البلاد والعباد والامن والاستقرار من مستقبل مظلم في حالة تمكن الانقلابين . . ولازال يدعم المجهود العسكري للمقاومة الشعبية في الشمال لدحر الانقلابيين وواد احلام الهيمنة الطائفية الجديدة بدعم ايراني  فارسي خاسر .
ويتابع القول : ورغم ذلك فان الجنوب لن يعلن دولة من طرف واحد وسيظل ملتزما للحرب التي شنها الانقلابيين حتي دحرهم مع الاستعداد الواثق بقوة القضية وعدالتها وبقبول بالحوار الساسي الندي مع كل الاطراف  لرسم خارطة المستقبل سياسيا واقتصاديا وامنيا مع شراكتنا القوية مع محيطنا العربي الذي هب لنصرة الشعب من الوقوع في فخ الطائفية والمذهبية بذراعها ايران الفارسية . .
 
مع الانتقالي ولكن..
 
وحول موقفه من المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، أبدى العطاس تأييده لفكرة وجود قيادة موحدة للجنوب .. مضيفا : (( وهو ما كنا نسعى اليه، وفد  عقدنا المؤتمر الجنوبي الاول بالقاهرة في نوفمبر 2011م بهدف تشكيل كيان جنوبي سياسي ومجتمعي بقيادة موحدة ورؤية موحدة لحل القضية الجنوبية )) .
و يضيف : (( رغم الصعوبات والعقبات كنا نامل في  تشكيل المجلس الذي اتى في ظروف حساسة  ومعقدة لذا سنواصل الجهد مع جميع الأطراف الجنوبية ومع الشرعية والتحالف لمراجعة الخلل في تكوين المجلس ساسيا ووثائقيا وتنظيميا ونثق في تكاتف جميع الجهود من اجل مستقبل امن ومستقر للجنوب والشمال وعلاقة شراكة اخوية ومتينة مع الاشقاء في دول مجلس التعاون لضمان مستقبل امن ومستقر ومتطور ومواكب للعصر في كنف  ديننا الاسلامي الحنيف  بوسطتيه التي انتشر بها في ربوع المعمورة )) .
وللكيان الجنوبي  السياسي المجتمعي كما يرى العطاس  4 اهداف  نقف لتحقيقها بجانب الشرعية والتحالف العربي وهي: 
- تعزيز الوحدة الجنوبية وتعزيز التكافل الاجتماعي ومنع الاختراقات  الامنية والسياسية المضرة .
- المساهمة في استعادة واعادة بناء المؤسسات المدنية والامنية والعسكرية .
- دعم المقاومة في الشمال ضد الانقلابين . 
- الامساك بالملف  السياسي للقضية الجنوبية  وتمثيل الجنوب  في الحوار السياسي المقبل بعد انتهاء الحرب .
 
اسرار اعلان الوحدة
ويخلص السياسي المخضرم الى انه (( تم القفز في موضوع الوحدة، وبرغم الحروب والمشكلات لاثارة موضوع الوحدة فان اقصى ماتم بعد حرب 1979م هو تشكيل المجلس الاعلى للتنسيق بين الدولتين وتسهيل تحرك المواطنين واستثماراتهم ولم يكن موضوع الوحدة الاندماجية مطروحا عند زيارة الرئيس صالح الجنوب في 30نوفمبر حيث تقدم بمشروع وحدة فيدرالية  بينما المشروع المقر في الجنوب من قبل هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلى هو كنفدرالية في الحد الاقصى واختلف الوفدين في المباحثات صبيحة يوم 30 نوفمبر 1989م لكن اجتماع بين الرئيس صالح والامين العام علي سالم البيض قفز فجاة الى وحدة اندماجية اثارت تساؤلات ومشكلات داخل الهيئات الحزبية  كيف  صالح تمكن من اقناع الاخ علي سالم البيض أمين عام الحزب حينها بالتوقيع على وحدة اندماجية، وظهر فيما بعد ان صالح كان مدفوعا من صدام حسين الذي بدأ بتنفيذ خطة غزو الكويت، وكان يخشى من موقف الجنوب من حرب الكويت. (( 
يتذكر العطاس تفاصيل يوم توقيع اتفاقية الوحدة، بالقول : (( تم توقيع الاتفاق بعد منتصف الليل بين علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية وامين عام المؤتمر الشعبي العام والاخ علي سالم البيض الامين العام للحزب الاشتراكي واعتذرت كرئيس هيئة الرئاسة لمجلس الشعب بحجة ان الصلاحية لدي هي توقيع اتفاق بالكونفدرالية ، وبعد التوقيع الذي تسبب في اختلافات تقدمت للمكتب السياسي بورقة تحت عنوان "اعداد الجنوب للوحدة " وافق الاخ البيض الامين العام على تقديمها للمكتب السياسي حيث اشرت بان الاتفاق ظهر كانه بعد الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي وقد غابت مكانة شعب الجنوب  واقترحت  لتحديد مكانة  شعب الجنوب في ا لوحدة  تقسيم البرلمان الى غرفتين،  الاولى حسب الكثافة السكانية، والاخرى سياسية بالمناصفة بين شعبي  الشمال والجنوب، كما أشرت الي اهمية حل مشكلة التاميم فشعب الجنوب سيدخل مع شعب امواله محررة بينما شعب الجنوب امواله مؤممة ولهذا لايستقيم الامر )) .
ويضيف : (( حدث نقاش حاد حيث اتهمت بتقسيم الشعب اليمني فهو شعب واحد  كما يدعون ورديت بان هذا افتراء على الواقع مثلا انا من حضرموت ليست لنا علاقة باليمن حتى بقية المناطق لايوجد اي تواجد ، التواجد الشمالي الوحيد موجود بعدن فقط ولها ظروفها لكن تاثير الحركة القومية دفع بموضوع الوحدة بصورة عاطفية رغم فشل الوحدة الاندماجية بين مصر وسوريا لكن للاسف التواجد الشمالي في المكتب السياسي كحزب واحد غلب الكفة وتم اعلان الوحدة الاندماجة بصيغة مشروع الدستور الذي صيغ بعد حرب 1979م  واسدل عنه الستار واستبدل بالمجلس اليمني الاعلي واللجنة الوزارية ، كانت قفزة غير محسوبة تحكمت فيها العاطفة والاهواء حينها فالغلطة الرئيسية التي قادت للوحدة هي توحيد الحزب جنوبا وشمال في ابريل 1997م لكن هذا القرار المتعسف دفع ثمنه الاخ عبدالفتاح اسماعيل الامين العام للحزب بالنفي في ابريل 1980م )) .
ويخلص العطاس الى ان (( عيوب الوحدة تكشفت خلال الاشهر الاولى وهو ما دفعه الى تقديم مشروع اصلاحات سياسية واقتصادية تستهدف بناء الدولة )) ..  يضيف : (( اصطدمت الحكومة بواقع غياب النظام في الشمال وعدم تمكن المحافظين والمسئولين من ممارسة صلاحياتهم بسبب هيمنة  المشايخ القبليين والقادة العسكريين، بعكس الجنوب، وجرت نقاشات حادة من اجل الاصلاحات التي تقدمت بها وهددت بالاستقالة ولكن في الاخر اقرت بعد التعديلات على البرنامج حتي الاسم عدل الى برنامج البناء الوطني لانهم لايريدون الاعتراف باي مشاكل وعيوب تعيق بناء الدولة المدنية واقر البرلمان حينها برئاسة د. ياسين سعيد نعمان  في 15 ديسمبر 1991م ،  لكن عند التنفيذ بدأت اغتيالات الجنوبيين، ويومها في لقاء بدار الرئاسة طرح  الشيخ  عبدالله الاحمر،  ان  هذا المشروع يسحب السلطة من صنعاء فيضعفها ، لاننا طرحنا  الانتقال التدريجي الى اللامركزية واعطاء صلاحيات للمحافظات بتنفيذ الميزانية بعد اقرارها ودمج القبيلة وكذا عمل اصلاح قبلي لايقاف الثارات ودمج القبيلة في المجتمع وهو ما اغضبهم وعندما رفضنا ايقاف البرنامج بدات سلسلة اغتيالات للقيادات والكوادر الجنوبية )) .
ويتذكر العطاس محاولتي الاغتيال التي تعرض لها بالقاء قنبلة على منزله،  واعتراض موكبه من قبل الشرطة العسكرية في مدخل شارع تعز ، بينما كان عائدا من عدن عقب اعتكاف الرئيس البيض،  حيث كان صالح حينها يعد خطة الحرب وعودتي الى صنعاء ستجهض مخططهم. 
يواصل العطاس بذاكرة متقدة سرد تفصيل الاحداث الساخنة التي سبقت اجتياح الجنوب عام 94: (( عقب برنامج تعرض ايضا د. ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النواب لمحاولات اغتيال كما تعرضت كوادر كثيرة وقد نجحوا في تنفيذ اغتيال اكثر من 150 قيادي وكادر تم اغتيالهم )) .
ويتابع : (( انقلبوا على برنامج البناء الوطني والاصلاح السياسي والاقتصادي وتأزم الموقف و جاء الحوار الذي خرج بوثيقة العهد والاتفاق التي نصت على تقسيم اليمن الى ( 7-4) مخاليف، لكن صالح والقوي المتنفذة كانوا رافضين التقسيم،  وعند العودة من الاردن وبدء تنفيذ بعض الخطوات تم  الانقلاب على البرنامج بشن الحرب واجتياح الجنوب ، وكان للخلافات الجنوبية الجنوبية اثر سلبي تسبب في انتصار نظام صالح باجتياح الجنوب في 7يوليو1994م )) . 
 
- كلمة أخيرة.. 
اختتم العطاس الحوار معه بكلمة قال فيها : (( اليمن شمالا وجنوبا على مفترق طريقين الاول ان يذهب نحو المستقبل  الامن والمستقر  والتنمية لكن لهذا المسار شرطان اساسيان الاول:- الاقلاع عن التمسك بالهيمنة والاستبداد سواء بشكل مباشر او بغطاء طائفي ومذهبي فالحياة رحبة تتسع للجميع  ، والثاني : الاعتراف بالمشكلات كما هي وليس كما نريدها والقبول بمعالجات بما ينبغي  وليس بما نريد ، والايمان المقرون بالافعال بان الامن للجميع وبان التنمية المادية والبشرية  حق للجميع ايضا.
  اما الطريق الثاني فهو طريق  الضياع والنفق المظلم والمجهول  وشروطه الاستمرا ر بعدم الاعتراف  بالاخر وبالمشكلات .. فهل حان الوقت ان يعود الانقلابيون  الى جادة الصواب الذين تحركهم نوازع الهيمنة والاستبداد التي لاتستطيع اي اقنعة طائفية او مذهبية او سياسية او اقتصادية ان تخفيها )) .