آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

اخبار عدن


الرقصة الأخيرة لمليشيا الحوثي

الأحد - 10 ديسمبر 2017 - 10:43 م بتوقيت عدن

الرقصة الأخيرة لمليشيا الحوثي

كتب/ جمال الكشكي

من يربى الثعابين لن يسلم من لدغها.
الرقص مع ذيول الأفاعى يكون مطلباً سياسياً فى بعض الأحيان.
الولع بالسلطة ثمن يدفعه أصحابه.
على عبد الله صالح والحوثيون أصحاب هذا الولع بالسلطة والحكم.. اختلفت مآرب كل منهما، لكن الهدف واحد، هو السلطة.
تقارب الطرفان.. دخلا فى معارك منذ عام 2004، آخر مشاهدها الاثنين 4 ديسمبر 2017، ذلك المشهد الدموى الإجرامى لاغتيال صالح بأيدى الحوثيين فى كمين الغدر والخيانة.
فقد المؤتمر الشعبى العام مؤسسه وقائده . لم يكتب لثورة 2 ديسمبر على الحوثيين أن تكتمل فى حياة قائدها. لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة فى المشهد ، إلى أين يسير اليمن؟
الإجابة: لا بد من صنعاء ولن يطول السفر، فهذه المرة ستكون دماء علي عبدالله صالح ومرافقيه، نقطة تحول كبيرة فى إعادة ترتيب جغرافيا اليمن لاستعادته مرة ثانية، فالحوثيون مهما بلغت أعمالهم الإجرامية، ومهما رقصوا على جثث خصومهم السياسية، فلن يكتب لهم النجاح أو المرور بسهولة، وبات الرهان الآن على وقفة بين جميع القوى اليمنية، وفى مقدمتها القوى الشرعية، وقوى قبائل حاشد وبكيل وقوى المؤتمر الشعبى العالمى، فضلا عن الشعب اليمنى الباحث عن دولته، بات عليهم التوحد والتماسك، لمواجهة هذه الجماعة التى فاقت فى أعمالها تنظيمى داعش والقاعدة، لا سيما أن جماعة الحوثى تتحرك وفقا لأجندة خارجية ومشروع عابر للحدود، هدفه تأزيم وتمزيق المنطقة، خصوصا اليمن الذى يلعب موقعه الجغرافى دورا كبيرا فى التكالب عليه، ومحاولة اختراقه ليكون ورقة مهمة ضاغطة على الأمن القومى العربى جنوب الجزيرة العربية وباب المندب. 
وبالتالى فإن سرعة الرد وقوة المواجهة لا بد أن تكونا على مستوى هذا المخطط، فلن نفصل مستقبل اليمن عن توابع ما يسمى «بالربيع العربى» فى المنطقة.. فمن لم يصبه الدور من الدول العربية لا يزال هدفا لتلك المؤامرات.
اغتيل على عبدالله صالح ورفاقه، ويخطئ من يعتقد أن مستقبل اليمن مرتبط به، فالمشهد اليمنى السياسى، ربما يتراجع خطوتين إلى الوراء، لكن قطعا سيقفز ليستعيد اليمن عافيته، فى ظل شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادى، الذى أكد فى كلمته تماسك وبقاء وعودة الدولة اليمنية وسحقها للجماعات الإرهابية ممثلة فى الحوثيين.
السيناريوهات التى ينتظرها اليمن عديدة ومتباينة، الأحداث ستستغرق وقتا طويلاً، لكن الأهم هو كيفية التحرك ووضع إستراتيجية استعادة الدولة اليمنية فى وقت قصير، فالحسابات بالورقة والقلم ليست فى صالح الحوثيين، ولن تكون، فلا توجد على مر التاريخ جماعة إرهابية هزمت دولة، لكن فى هذه الأحداث، فإن جماعة الحوثى ترقص الرقصة الأخيرة، ليصبح اغتيال صالح النهاية المؤكدة لهذه الجماعة، التى لم تنتبه إلى أنها تدير معركة بالوكالة، مكتوب عليها الفشل مهما كان الثمن. 
وهنا لا بد من التأكيد على أن تمزيق اليمن ليس فى مصلحة الدول العربية، وأن ثعابين الحوثيين من الممكن أن تزحف، وبالتالى فإن قطع رأس أفعى الحوثى مهمة يمنية لا بد من تنفيذها.
الاهرام العربي