آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 08:03 م

اخبار وتقارير


لحج.. موجة إرتفاع جنوني في الأسعار( تقرير مصور)

الأحد - 17 ديسمبر 2017 - 06:37 م بتوقيت عدن

لحج.. موجة إرتفاع جنوني في الأسعار( تقرير مصور)

تقرير مصور/ صدام اللحجي

أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها أبناء مدينة الحوطة بلحج كغيرها من المدن والمحافظات الجنوبية، بالاضافة الى تراكم مشكلات الخدمات الأساسية التي أضحت تشكل أعباء مضاعفة تثقل كاهل المواطن البسيط، وبات يعاني سلسلة أزمات متتالية، بدءاً من تأخر المرتبات، مرورا بزيادة انقطاعات الكهرباء والمياه، وانتهاءً بارتفاع مختلف المواد والسلع الغذائية والمستلزمات الدوائية.
وانحدرت معيشة الكثير من الأسر والعائلات، بشكل كبير، إلى درجة باتت تجرّ معها حالة من السخط، نتيجة استمرار هكذا أوضاع في تدهور متسارع.
"عدن تايم " تسلط الضوء على جانب من الحياة الصعبة والأوضاع المعيشية المتعسرة التي تعيشها الكثير من الأسر والعائلات الفقيرة في مدينة الحوطة بشكل خاص .

كانت البداية مع رب أسرة مهدي علي، من سكان حارة الخطيب، سرد حكايته بصوت متهدج بالحزن، فقال: “أسكن في هذا البيت، بمعية أسرتي المؤلفة من خمسة أفراد، حياتنا جميعاً أصبحت مهددة بالفقر المدقع نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وصعوبة الحصول على قوتنا اليومي”.

ويضيف: “أنا الآن متقاعد، ومرتبي أصبح لا يفي بتغطية نفقة الأسرة، فالوضع المعيشي صار صعبا للغاية، تمر علينا أيام صعبة ، وقد زاد وضعنا بؤسا نتيجة ارتفاع الأسعار إلى هذا الشكل الجنوني".

ويستطرد حديثه: “كنت أعمل على توفير عدة وجبات لاسرتي لكن الآن وبعد أن ارتفعت مجمل الأسعار، أصبحنا ننام دون أن نجد ما يسد رمقنا.

*أوضاع متدهورة للغاية

المواطن صديق محمد، من مدينة الحوطة، ويعمل (سائق دراجة نارية )، والذي أشار في حديثه إلى زيادة أجرة النقل جاء نتيجة اخفاق الحكومة بمعالجة أسعار النفط وتوفيره في السوق الرسمية، مع تثبيت سعره الذي أصبح يباع بأسعار مضاعفة ومفجعة، لكننا مع كل ذلك نضطر إلى شراءه من السوق السوداء حتى نتمكن من توفير قوت واحتياجات أهلنا”.

ويضيف: “وهذا ما يجعلنا نرفع أجر النقل على المواطنين، ونحن غير مسئولين عن هذا الارتفاع أو نقصانه، والحكومة وحدها هي من تتحمل هذه المسؤولية، لأننا نحن من شرائح المواطنين المغلوب على أمرهم ممن يشتكون ولا يجدون من يسمع شكواهم”.

وقال: “أصبح اليوم حال المواطن في الحوطة متدهورا للغاية، فالأسعار في تنامٍ مستمر ولا يوجد هناك من يؤمن لنا قوت يومنا، والمسؤولين لايهمهم بما يدور في حياة المواطنين الفقراء”.

* معيشة وحياة لا تطاق

يقول المواطن محمد أحمد عبدالرشيد، يعمل في القطاع العسكري: “معاناتي الأساسية تكمن في تأخر صرف مرتباتنا التي تصرف لنا كل ثلاثة أو أربعة أشهر مقابل الارتفاع المتزايد في أسعار السلع الغذائية، وقال: “نحن كجنود في الجيش نذهب للجبهات للدفاع عن الوطن، ونظل نرابط هناك ومرتباتنا الأساسية لا نستلمها بانتظام”.

ومن جهته يقول علوي محمد حسن : “الأوضاع التي تمر بها الحوطة، فلا حكومة توفر المستلزمات الأساسية في البلاد زاد من قتامة الوضع وتعقيداته”.

ويضيف: “إن الارتفاع المفرط في أسعار المواد الغذائية يسبب لنا مشاكل عديدة خاصة نحن ذوو الدخل المحدود”، وتابعت: “غالبية المواطنين هم من شرائح الفقراء والمعدمين، وفئة قليلة ممن لم تتأثر بارتفاع الدولار وزيادة اسعار السلع الغذائية”.

وقال: “الكثير من الأسر بدأت تتنازل عن أشياء كثيرة من احتياجاتها، ولم تعد تستطيع أن توفر لأنفسها أبسط الأساسيات الضرورية، في ظل زيادة الأسعار وبقاء الدخل ثابت دون زيادة، حيث تلجأ بعض الأسر إلى حرمان أطفالها من المدارس، كونها لا تمتلك الإمكانيات اللازمة لتعليمهم، وإجبارهم على الانخراط في ميدان العمل، لتتكوّن لدينا مشكلة أخرى وهي عمالة الأطفال”.

* الحكومة هي من تتحمل المسؤولية

“ما نشهده اليوم من غياب وفشل دور الحكومة، وعدم اتخاذها التدابير اللازمة لضمان حياة كريمة وآمنة للمواطن في مدينة الحوطة خاصة والجنوب بشكل عام، هو نتاج عن فشل سياساتها خصوصاً على الصعيد الإقتصادي وانهيار العمله المحلية في الأسواق المالية.

هذا ما قاله المواطن معين عبدالله (مالك بقالة)، والذي أضاف بقوله: “أصبحت السرقة هو خيار الكثير ممن أصبحوا يشعرون بأنهم مهددون بالانهيار الأسري الوشيك،”، وقال: “البضاعة والسلع الغذائية عند التجار مكدسة منذ فترة في المخازن، ولكنهم يستغلون ارتفاع الدولار ليرفعوا ثمن بضاعتهم، غير ابهين بحياة المواطن وأوجاعه اليومية”.