آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 08:56 م

اخبار وتقارير


عدن: تجدد أزمة الوقود بروفة لجرعة سعرية جديدة( تقرير خاص)

الأربعاء - 17 يناير 2018 - 01:44 م بتوقيت عدن

عدن: تجدد أزمة الوقود بروفة لجرعة سعرية جديدة( تقرير خاص)

تقرير/ فتاح المحرمي

ملف المشتقات النفطية في عدن والجنوب عموما .. ملف متداخل ومتشابك ومحاط باسلاك شائكة من جميع الإتجاهات ، فالاتجاه الاول قوى النفوذ ، والثاني صراع الساسة ، والثالث تجار الحروب والازمات ، والرابع هوامير المؤسسات والمنتفعين في الشرعية ، هكذا يبدوا ملف المشتقات النفطية يدور في دوامة غير منتهية تتفاقم يوما بعد يوم وشهر بعد شهر ، الثابت فيها أن أصحاب الاسلاك الشائكة هم المستفيدون ، في حين أن المواطن هو من يتجرع شت صنوف المعاناة جراء هذه الدوامة القاتلة.

تصريحات متناقضة

ووفق آخر تطورات ملف المشتقات النفطية فقد باتت منعدمة وغير متوفرة ، وكانت عملية الضخ الاخيرة مجرد وهم سرعان ما ذهب ، وحتى بالسعر التجاري تنعدم بين الفينت والأخرى ، وفي الوقت الذي أوضح مدير شركة النفط - عدن بأن أزمة الوقود ستنفرج بتنفيذ بنود اتفاقية وقعها خلال فترة تواجده في المملكة العربية السعودية مع احدى الشركات النفطية ، أعلنت مصافي عدن عن مناقصة سوف تفتح مضاريفها الأحد القادم.

سعر تجاري

ومنذ ما يقارب الشهرين أضحى البيع بالسعر التجاري والذي يصل فيه سعر الدبة ال20لتر إلى 6500ريال واقع الحال فيما يخص ملف المشتقات النفطية ، وبدأ الكثير من مالكي السيارة قابلين مرغمين على الشراء من المحطات بذلك السعر ، عدا احتجاجات شعبية خرجت في البريقة وقطعة خروج شاحنات المشتقات النفطية للسوق بالسعر التجاري ، وهو ما دفع بالجهات المختصة لضخ كمية مسكنة بالسعر الرسمي ولكن سرعان ما رجع الوضع السابق ، ولربما يكون هذا الواقع مقدمة لرفع سعر المشتقات النفطية الذي تعتزم عليها حكومة الشرعية.



أزمة حادة

تشهد العاصمة عدن ومنذ يومين أزمت مشتقات نفطية حادة سيما بعد نفاذ مخصصات بسيطة ضخت لشركة النفط ووزعتها على بعض المحطات الحكومية وبالسعر الرسمي ، حيث أن تلك الشحنة نفذت قبل أن تزود كل من وقوفوا في طوابير لأيام ، والأمر الذي يفاقم الأزمة انه حتى المحطات الخاصة التي تبيع بالسعر التجاري صارت لا تتوفر فيها المشتقات إلا فيما ندر ، وهي الأخرى تجد أمامها طوابير.

أما عن حال المحافظات المجاورة لعدن وهي لحج وأبين والضالع فالوضع فيها أكثر تدهورا حيث تنعدم المشتقات النفطية بشكل كامل ، عدا توفرها في السوق السوداء وباسعار مرتفعة ، بل إن بعض المديريات لم تعد تصلها مخصصاتها من المشتقات النفطية منذ حوالي أربعة أشهر.

وفي نفس السياق سبق لشبان في مديرية البريقة أن نفذوا الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية أمام جسر البريقة بمدخل مصافي عدن ومنعوا قاطرات البنزين التي نبيع بالسعر التجاري من العبور لتزويد محطاتهم الخاصة بالوقود ، وطالبوا بتوفير المشتقات وبالسعر الرسمي ، إلى أن الإحتجاجات توقفت بعد ضخ كميات قليلة من المشتقات لم تلبي متطلبات السوق ، وبات الوضع أشد من السابق ما قد يدفع نحو استئناف الإحتجاجات.

اعتزام حكومي لرفع أسعار المشتقات النفطية

التلاعب في ملف المشتقات النفطية والأزمة التي اشتدت مؤخرا بصورة غير مسبوقة ، مما لا شكل فيه أن خلفها خطوات عبثية من قبل الحكومة الشرعية التي باتت أكثر فشلا ، فكما هو معهود عنها أنها وحين تقدم على خطوات أو قرارات فإنها تفتعل أزمة كمقدمة لذلك.

وكشفت مصادر خاصة ل"عدن تايم" عن اعتزام الحكومة الشرعية رفع أسعار المشتقات خلال الفترة القادمة ، المصدر أوضح أن إقرار رفع سعر المشتقات النفطية قد طرح من سابق وتم تأخير تنفيذه ، وترى الحكومة أن الوضع الحالي هو الأنسب من وجهة نظرها لتنفيذ القرار.

البيع بالسعر التجاري بروفه لاقرار الرفع

رفع أسعار المشتقات النفطية ليس مستبعد على حكومة ظلت لسنتين عاجزة عن إيجاد حلول لهذا الملف المتأزم ، وهو وارد على الرغم من الوضع الإقتصادي المنهار والارتفاع الجنوني للعملات الأجنبية خصوصا والحكومة باتت لا تعير مطالب ومعاناة المواطنين أي إهتمام.

ولم يستبعد مراقبون ان تقدم الحكومة على رفع المشتقات النفطية في هذه المرحلة الحرجة ، مشيرين الى انه على الحكومة تعي بأن ارتفاع العملة ليس مبرر مقبول لرفع المشتقات النفطية باعتباره قرار كارثي وخطر على الكل.

ويرى مهتمون في هذا الشأن ان عمليات الضخ إلى المحطات الخاصة خلال الفترة الماضية والبيع بالسعر التجاري والذي وصل فيه سعر الدبة ال20لتر إلى 6500ريال ، أضحت واقع الحال ، وهي لربما مقدمة أو لنقل بروفة تجريبية تقيس مدى تقبل الشارع لعملية رفع الأسعار قبل إقرارها.

شركة النفط .. والاتفاقية مع السعودية

شركة النفط - عدن ، تتهم جهات حكومية ونافذين بالسعي لتدميرها ، وأشارت إلى شركة مصافي عدن بتجاوزها ومخالفة حقها القانوني في التسويق ، وذلك ببيع المشتقات من مساكب المصفاة للسوق المحلية وبالسعر التجاري بديلا عن توريدها لخزانات شركة النفط.

مدير شركة النفط ناصر مانع بن حدور وخلال اجتماع عقد الاسبوع الماضي قال إن هناك صعوبات وعراقل تقف امام الشركة ومنها عدم تمكنهم من سحب مبالغ من أرصدتها في البنك المركزي لتسديد الالتزمات المالية لوكلاء الشركة ومحطات الوقود الخاصة.

وفيما يخص الحلول للأزمة قال بن حدور ان أزمة المشتقات النفطية ستنفرج مع بدء تنفيذ الاتفاقية بين الشركة والمملكة العربية السعودية والتي وقعها خلال زيارته الأخيرة مع احدى الشركات النفطية بالمملكة. 
مشيراً إلى أن تأخير بدء العمل بالاتفاقية يعود إلى ضرورة استكمال الطرف الاخر المعني بالاتفاقية بعض الاجراءات الفنية الروتينية.

المصافي تعلن عن مناقصتين ولكن

إلى ذلك أعلنت شركة مصافي عدن ، والتي تتهمها شركة النفط بالتدخل في عملية التسويق ، واشتراكها مؤخرا مع التاجر النافذ أحمد العيسي في صفقة مخالفة ببيع شحنات بالسعر التجاري للسوق بعيدا عن شركة النفط .. اعلنت الأحد ، عن إنزال مناقصتين لشراء مشتقات نفطية للسوق المحلية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية في عدن.
وتضمنت المناقصة الأولى رقم واحد لعام ٢٠١٨م  شراء 20 الف طن متري من مادة الديزل و20 الف طن متري من مادة البنزين للسوق المحلية، فيما تضمنت المناقصة الثانية شراء 56الف طن متري من مادة الديزل و24 الف طن متري من مادة المازوت لمحطات توليد الكهرباء ، وأشترطت تقديم العروض بالدولار الأمريكي لكل طن من قبل الشركات المؤهلة لدى شركة مصافي عدن وبسعر ثابت ، شاملة التوصيل ، على أن يتحمل المورد  أية متطلبات مالية حكومية وأي رسوم متعلقة بالضرائب أو الجمارك إضافة إلى أي التزامات أخرى ، وأن السداد سيتم خلال شهر بعد ضخ الكميات إلى خزانات مصافي عدن ، وأشارت الشركة إلى أن فتح المظاريف سيكون الأحد الموافق ٢١ يناير ٢٠١٨م.
وهذا ما يعد تعجيزيا سيما في ظل الإرتفاع الجنوني للدولار الذي تجاوز ال500ريال للدولار الواحد ، وهو ما يعتبره مراقبون بأنه مجرد مسكن ومحاولة لذر الرماد على العيون من قبل الشركة ، فحتى وان تمت الصفقة لربما تباع المشتقات بأكثر من السعر التجاري.