آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 07:19 م

اخبار وتقارير


نائف.. رصاصة قناص حوثي اختطفته من القفص الذهبي

الأربعاء - 27 يناير 2016 - 02:09 م بتوقيت عدن

نائف.. رصاصة قناص حوثي اختطفته من القفص الذهبي

كتب/ إصلاح صالح

(هل أنت راضية عني يا أمي؟) كانت تلك كلماته، كلما استرقت خطواته برهة من الزمن إلى منزله، ليسمع صوت أمه: (نعم كل الرضا يا ولدي)، فقبّل كفّيها، ووضع قبلة حانية على رأسها لكأنما يستمد القوة منها، بعدها غادر منزله للمرة الأخيرة.
الشهيد نائف هو النجل الثاني لدكتور الطب الرياضي أحمد سيف الجعوف، من أبناء التواهي، والذي اختار خوض معركة الدفاع عن مدينته عدن، على دخول القفص الذهبي، حيث كان من ابرز المدافعين عن منطقة القلوعة والتواهي، وفي 3 مايو، سقط برصاص قناص اخترقت رأسه أثناء مشاركته، في معركة استعادة ميناء عدن من قوات الحوثيين وصالح، مفارقاً الحياة، ولم تستطع أسرته توديعه، وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، وتم نقل جثمانه إلى مقبرة المنصورة عبر البحر.
الأم التي كسب الابن البار رضاها قدمت في سبيل إسعاد ولدها كل ما تستطيع، فكانت موائد الطعام المتنقلة تغادر مطبخها جبهات القتال، والأب الذي كان السند الأول له، فقدم له السلاح والعتاد، ووجه لساحة المعركة في سبيل نيل الحرية أو الشهادة.
تبحر والدة الشهيد بذاكرتها، وتغوص في تفاصيل حياته الهادئة والبسيطة، ومحبة الناس له، وبره بها، فلم يعصِ لها أمر قط، منذ نعومة أظافره، كان نائف بصدد التحضير لحفل زفافه، وتوديع حياة العزوبية، لكن رصاصة قناص الحوثي، نقلته إلى عالم آخر.
هي الحرب، لا تختلف معانيها ولا أدواتها بمرور الأزمان، ولا تنأى نيرانها عن طفل أو كهل، وحرب مارس 2015م في اليمن، التهمت أعداداً لا تحصى من البشر، وشردت آخرين، واغتالت أحلام الشباب، فما كانت الأمهات في عدن لترضى لفلذات أكبادهن بتوديع الحياة وهم قبل منتصف زهرتها الندية، لكن الحياة في عدن ما كانت لتزهر إذا ما سقيت بطهر الدماء.