آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 11:53 م

اخبار وتقارير


أحمد عمر بن فريد لـ (عدن تايم) : عيدروس وشلال يواجهان الارهاب الذي يواجهه العالم كله .. وهذه نصائحي لهما

الأربعاء - 27 يناير 2016 - 06:24 م بتوقيت عدن

أحمد عمر بن فريد لـ (عدن تايم) : عيدروس وشلال يواجهان الارهاب الذي يواجهه العالم كله .. وهذه نصائحي لهما

حاوره / عبدالرحمن أنيس :

الناشط والكاتب أحمد عمر بن فريد أحد أبرز النشطاء الذين اسسوا لثورة الحراك الجنوبي السلمية في مطلع العام 2007 وقد عرف حينها بكتابته في صحيفة " الأيام" التي تدعو الجنوبيين للثورة على واقعهم السياسي، كما عرف بخطاباته الثورية في الميادين وأبرزها القسم الجنوبي الشهير " دم الجنوبي على الجنوبي حرام ".
في كل محطة سياسية او ثورية من محطات الثورة الجنوبية نجد لبن فريد مواقف بارزة ، كما أن له تاثيرا واسعا على الراي العام الجنوبي عبر مقالاته وتحليلاته التي يتم تداولها على نطاق واسع ..
سبق لاحمد عمر بن فريد ان تعرض للاعتقال في العام 2008 وغادر بعدها الى الخارج ، وهو حاليا في مدينة بون الألمانية ، (عدن تايم) أجرت معه هذا الحوار للتعرف على رايه في مستجدات الساحة الجنوبية في ضوء المتغيرات التي افرزتها الحرب الاخيرة ، وكذا تقييم واقع الحراك الجنوبي كواحد من أبرز مؤسسيه ، وعرجنا على قضايا سياسية كثيرة معاصرة تختص بالواقع السياسي الجنوبية .. وكانت الحصيلة التالية :
حاوره / عبدالرحمن أنيس :
كيف تقيمون الواقع السياسي الذي أفرزته الحرب في الجنوب ؟
اولا شكرا لكم على اتاحة الفرصة لنا في هذه المقابلة الصحفية في ( عدن تايم ) التي اتمنى لها كل التوفيق والنجاح في مسيرتها الاعلامية .. بالنسبة للسؤال اعتقد انه من المبكر الحديث عن شكل مستقر لواقع سياسي في الوقت الراهن انتجته الحرب في الجنوب , ولكن الأكيد في الأمر ان الواقع الذي كان قبل الحرب قد انتهى الى غير رجعه بجميع شخوصه واجهزته ومؤسساته ومنظومته , ونحن الآن في مرحلة يتشكل فيها واقع سياسي جديد سيكون الجنوب هو محوره الرئيسي وهو الذي سيرسم معالمه وتوجهه , وبطبيعة الحال هناك رياح قوية معاكسة لهذا الواقع تعمل على عرقلة هذا التشكل والاتجاه به الى مسارات اخرى وكلنا امل الا يكتب لهذه المحاولات اليائسة اي نجاح ممكن.


ما تعليقكم على تعيين عدد من قيادات الحراك الجنوبي في مناصب رسمية ؟
الواقعية والذكاء في هذه المرحلة مطلوبة والتعامل بواقعية ودهاء مع الأحداث ايضا مطلوبة طالما وان القلب ينبض بالوطنية تجاه الجنوب وتجاه هدفنا الوطني المقدس في التحرير الكامل والاستقلال , فمن وجهة نظري ان اي منصب قيادي تنفيذي سواء كان مدني او عسكري او امني في الجنوب لا يجب ابدا ان نفرط في شغله والعمل فيه , لأن هذا يعني ان مؤسسات الدولة في الجنوب بمراكزها واجهزتها سوف يتم من الآن شغل المناصب فيها , فان لم نفعل نحن ونملأ الفراغ سيأتي غيرنا ومن خارجنا ليغتنم الفرصة التي كانت متاحة لنا , اذا من الأفضل ان تشغل هذه المراكز قيادات جنوبية قلوبها عامرة بالإيمان بقضية الجنوب ولن تتنازل عن قضيتها ابدا , ثم انها سوف تسخر هذه المواقع لتثبيت قوى الحراك الجنوبي وهيمنتها على مفاصل الدولة وهذه مسألة مهمة , لكن يجب التفريق بين القبول بمنصب في الجنوب وعلى ارض الجنوب وبين القبول بمنصب وزاري يتم فيه تمثيل الجمهورية اليمنية هذه مسألة اخرى ..
فلا يمكن على سبيل المثال القبول بمنصب وزاري يخدم دولة الاحتلال ويجبرني على ان اتحدث بخطاب سياسي آخر غير خطابي الذي اتحدث به ..هذه مسألة اخرى تختلف , وهنالك فرق كبير بين شغل منصب تنفيذي على ارض الجنوب كمنصب محافظ مثلا وما تحت وشغل منصب وزاري يتطلب مني ان امثل فيه الجمهورية اليمنية ويكون لدي فيه هامش ضق جدا لتسخيره لخدمة الجنوب ! مثل هذه المناصب الوزارية يمكن ان تشغلها قيادات جنوبية بمواصفات خاصة شريطة ان يكون بيننا وبينها اتفاق واضح على كيفية التحرك في هذا المنصب وتكون في اي لحظة قابلة لتقديم استقالتها حينما يطلب منها الحراك ذلك .

من خلال قراءتكم ما هي أبرز الاخطار التي تهدد المجتمع الجنوبي بعد تحرير غالبية محافظاته من غزو الحوثي وقوات عفاش ؟
هنالك الكثير من المخاطر التي تتهدد المجتمع الجنوبي وحقه الوطني في الحرية والاستقلال واقامة دولته الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة , ومن ضمن هذه المخاطر ما هو من خارج اطارنا ومنها ماهو من داخلنا نحن .. اما المخاطر التي من خارجنا يمكن تصنيفها كما يلي :
1 ) – قوى الاحتلال التي تعمل الان بكل الوسائل والطرق على زعزعة الامن والاستقرار في الجنوب من خلال خلاياها المنتشرة في الجنوب وخاصة في عدن و كذلك من خلال تجنيدها للكثير من اصحاب القلوب الضعيفة والمعوزين الذين يقدمون الحاجة الشخصية على حاجة الوطن .. فلا شك اننا امام امكانيات دولة كانت تحكم الجنوب وهي دولة عميقة الى حد ما ولها ادوات وامكانيات ولديها خطط جهنمية تحاول بها باستماتة كما نشاهد قلب الطاولة وزعزعة الامن والاستقرار في الجنوب .
2 ) – القوى الاسلاموية المتطرفة وهي الجماعات التي ترفع شعار الاسلام وتعمل عكس مقاصده , من مختلف التنظيمات التي شاعت وانتشرت اليوم في الوطن العربي ككل ونشاهد حجم دمارها الذي تحدثه في كل مكان في الوطن العربي من القاعدة وداعش وانصار الشريعة وغيرها من المسميات , هذه التنظيمات خطيرة جدا وسوف تكون كارثية في حال صحت " نظرية المؤامرة " التي تقول ان هذه الجماعات هي من صنع اجهزة مخابرات دولية وانها عبارة عن وسائل تستخدم من قبل هذه الاجهزة لتنفيذ مخططات شيطانية في الوطن العربي وان هذه الجماعات تعمل ما يطلب منها بطريقة تجعل قواعدها تظن انها تعمل باسم الاسلام كما تقول لهم قياداتهم العليا التي هي بكل تأكيد تعلم حقيقة ارتباطها ومع من تعمل ومن اجل ماذا !!

اما المخاطر المحلية التي تأتي منا وفينا فيمكن تصنيفها كنا يلي :
1 ) الجماعات الفوضوية المسلحة التي انتجتها الحرب والتي وجدت نفسها تمتلك كميات كبيرة من الاسلحة والتي وجدت ان الطريق الى تشكيل المليشيا المسلحة وسيلة للعيش والتكسب وممارسة النفوذ على حساب نفوذ الدولة !! طبعا هذا النمط من المليشيات غالبا ما ينشأ في اعقاب الحروب الأهلية او حينما تنهار الدول كما هو الوضع الآن , وهي التي افرزت ماسمي اصطلاحا ب " الصوملة " او " البلقنة " او حتى " اللبننة " في حال لبنان عقب الحرب الاهلية هناك ..نحن الآن نشاهد شيئا من هذا القبيل وبدأنا نسمع عن اسماء لقيادات على هذا النمط المقيت , ولكننا سعداء جدا بالخطوات الحازمة والحاسمة التي تعاملت بها قيادة محافظة عدن ممثلة بمحافظها العزيز / عيدروس الزبيدي وقائد امنها العزيز / شلال علي شائع مع هذه الوضعية التي تتطلب المواجهة السريعة قبل ان يستفحل الخطر وقبل ان يتمدد النفوذ .
2 ) المناطقية والمحاصصة تعتبران اهم العوامل التي تؤدي الى توجه الوطن نحو الكوارث المحققة , لأن الوطن وفقا لهذين المصطلحين يتحول الى " كعكة " في نظر ابناءه تستوجب " التقسيم " فيما بين المناطق والقبائل كغنيمة !! بينما الحقيقة ان الوطن اكبر بكثير من هذا المفهوم الضيق الأناني .. هذه المسألة بطبيعة الحال تتطلب قدر عالي جدا من الفهم الوطني العميق الذي يتجاوز المناطقية وما تنتجه من محاصصة .

الى أي مدى لا يتعارض العمل تحت شرعية الرئيس هادي مع النضال لاستعادة الجنوب ؟
هذا سؤال مهم .. والى حد ما تعرضت الى اجابة عامه حول السؤال في معرض سؤال سابق , ولكن بشيء من التفصيل اعتقد ان المسألة بالدرجة الأولى تتعلق بالشخص نفسه من حيث ايمانه العميق الذي لا يتزعزع بقضيته والذي يدفعه هذا الايمان " كل يوم " ومن خلال هذه الوظيفة على العمل بكل طاقاته وامكانياته التي تحت تصرفه للدفع بقضية الجنوب نحو الاستقلال لأن الايمان بالقضية دون عمل وحده لا يكفي ..! هذا اولا وثانيا ماهي هذه الوظيفة او المنصب وماهي طبيعتها ؟!! .. فاذا كان المنصب لا يمنح " المناضل الجنوبي " مساحة كبيرة للعمل الوطني في خدمة شعب الجنوب وقضيته لا فائدة من قبول هذا المنصب , ويمكن ان يكون حتى القبول به في بعض الحالات نوع من الانانية والبحث عن الذات وحتى المتاجرة بالقضية والتكسب من خلفها وهذا امر ممكن في بعض الحالات التي تقود فيها الوظيفة او المنصب صاحبها الى حالة من الابتعاد عن قضيته اما لطبيعة الوظيفة او لمكانها .. على سبيل المثال : ما فائدة ان يقبل مناضل منصب سفير في الصين على سبيل المثال للجمهورية اليمنية ؟ .. كيف يمكن ان يخدم قضية الجنوب مقارنة بوجوده في الداخل وبدوره القيادي النضالي وسط الجماهير .. القصد ان هناك حالات يمكن ان يكون فيها القبول بالعمل مفيدا للجنوب وحالات اخرى عكس ذلك بغض النظر ان كانت المظلة شرعية هادي او غير ذلك .

باعتقادك ما هو الموقف الجنوبي الذي يجب أن يتخذ تجاه استمرار بقاء حضرموت تحت حكم القاعدة ؟
لابد من الاعتراف ان الاسئلة المطروحة هنا تعتبر اسئلة نوعية وذات دلالات كبيرة ومنها هذا السؤال " الجرح " .. حضرموت ! .. دعنا نتحدث بصراحة ونقول ان هناك كثير من الامور التي حدثت ولازالت تحدث في الجنوب بشكل عام وحضرموت بشكل خاص غير مفهومة ابدا ! ومن يقول ان لديه اجابات واضحة مقنعة عنها فهو شخص يبالغ وبعيد عن الحقيقة !..
على سبيل المثال : ماذا تفعل قوات الحليلي في حضرموت منذ بدء الحرب حتى اليوم ؟؟؟ هل هي مع قوات التحالف ام العكس ؟ .. انا شخصيا ارى بعقلي وقلبي ان هذه القوات جزء لا يتجزأ من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ! وانها قوة احتياط يمنية تتبع علي صالح تتمركز في اهم محافظة جنوبية .. وانها في اي لحظة يمكن ان تغرس خنجرها في جسد قوات التحالف وتتحول الى قوة مجابهة مشتبكة ولا نقول انها ستتحول الى قوة " معادية " لأنها في الاساس قوة " معادية " .. وبما ان الأمر هكذا .. فهل من الممكن ان يتكرم علينا احدا ما من " الشرعية " ويخبرنا ويقنعنا لماذا لم تشترك هذه القوات في اي معركة مع قوات التحالف منذ يوم 26 مارس 2015 حتى يومنا هذا ؟!! لماذا لا تشتبك مع القاعدة مثلا ؟ ولماذا لا تذهب الى مأرب لتساند قوات التحالف في تحرير المحافظات الشمالية ؟ .. الجواب بحسب علمنا يعود الى ان الحليلي نفسه لا يرغب في ذلك !! وبما انه لا يرغب في ذلك فهذا يؤكد ما قلناه بانه جزء رئيسي من قوات الحوثي وعفاش ..
واذا كان الأمر كذلك فهنا نجد انفسنا امام السؤال الأهم المحير / لماذا والحال هكذا لا تقوم قوات التحالف بضرب هذه القوات جوا خاصة وهي تتواجد في مناطق غير جبلية ومكشوفة ؟؟ .. هذا لغز كبير طبعا .. والقاعدة لغز آخر لا يقل اهمية وحمى الضنك كذلك .. والمؤسف في الأمر ان هذه المحافظة العريقة التاريخية حضرموت تترك من قبل اهلها " المقتدرين " دون تقديم اي عون او دعم لها !! مع العلم ان تاجر حضرمي واحد بما يملك من مال يستطيع وحده ان يقدم ما يكفي من خدمات طبية لحضرموت لمواجهة حمى الضنك على سبيل المثال .. اما الجنوب ككل لا يمكن ان نتحدث عن دوره في هذا الوضع " السائل " ان جاز التعبير الذي كما اسلفت لا يزال في حالة تشكل وبناء لمؤسساته واجهزته .. لكنني على يقين ان حضرموت اكبر الف مرة من القاعدة والحليلي وحمى الضنك ومن كل المؤامرات التي تحاك ضدها ..

لو عرض عليك منصب رسمي هل ستوافق ؟ ولماذا ؟
ذكرت شروط وقواعد عامة من وجهة نظري لقبول وعدم قبول المناصب او المراكز الحكومية التي تمنح من قبل الرئيس هادي .. وبالنسبة لي فقد آليت على نفسي ان ابقى مستقلا بعيد عن التأطير او المناصب الحكومية مهما كانت , لأني اعتقد ان وجودي خارج هذه المناصب اهم واكثر فائدة من وجودي داخلها , كما ان المساحة المتاحة امامي للحركة الوطنية من خارج هذه المناصب اكبر بكثير من وجودي في اطارها .. لهذا افضل ان ابقى كما عرفتني جماهير شعب الجنوب كجزء لا يتجزء من ثورة شعب عربي افتخر انني واحدا منهم .. وحتى بعد الاستقلال لن يكون قبولي لأي منصب لأي غرض الا لغرض واحد فقط وهو ان اقدم النموذج الذي طالما حلمت ان يقدمه كل مسؤول عربي " مسؤول " امام الله اولا وامام ضميره واخلاقه ثانيا وامام شعبه ثالثا وامام القانون رابعا ..

ماهي نصائحك لمحافظ عدن ومدير شرطتها خصوصا ما يتعلق بالتعامل مع الجماعات المسلحة ؟
اولا يسعدني ان اوجه التحية عبر عدن تايم للأخوين العزيزين / محافظ محافظة عدن المناضل عيدروس الزبيدي واخي مدير شرطتها المناضل / شلال علي شائع .. واقول لهما ان يجعلا من المحافظة على سلامتهما الشخصية المسألة رقم واحد !! لأن هذا الشرط هو شرط نجاحهما والاستخفاف او الاستهتار بهذا الامر هو ليس استهتار بحياتهما فقط وانما استهتار بقضية شعب الجنوب ! .. بعد ذلك عليهما ان يدركا انهما يواجهان خطر الارهاب الذي يواجهه العالم كله .. الارهاب الذي تواجهه امريكا وفرنسا والغرب كله وروسيا وكل دول التحالف .. والفرق مابين حالتهما وحالة الدول التي ذكرت يتلخص في انهما يواجهان الارهاب على الارض وجها لوجه بينما تواجهه معظم الدول من السماء ! كما انهما يواجهان الارهاب بالحد الادنى من الامكانيات مقارنة بغيرهما .. المطلوب على وجه السرعة :
1 ) : مركز او قسم مكافحة الارهاب كجزء من المحافظة لا يخضع ابدا لأجهزة الامن القومي ولا الأمن السياسي ولا وزارة الداخلية .. وان يتضمن هذا المركز :
أ ) / قسم المعلومات والبيانات .
ب ) قسم الاتصالات والرصد والمتابعة .. وهنا لابد من توفر اجهزة متطورة يمكن ان تساعد كثيرا في الكشف عن العناصر الارهابية وملاحقتهم .
ج ) وحدات خاصة عسكرية مدربة يمكن ان يتم انتقائها وتدريبها لمواجهة عناصر الارهاب .
د ) ميزانية مالية خاصة لمكافحة الارهاب .
و ) خطة امنية دقيقة ومفصلة وواضحة .
انصحهم ايضا ان يتذكروا دائما وابدا انهم ابناء ثورة الجنوب وان الثورة نفسها وجماهيرها هم جيشهم الاول وحصنهم المنيع في مواجهة كافة المخاطر التي يمكن ان تواجههم .

كيف تنظر الى مشروع استعادة الدولة الجنوبية في ضوء المتغيرات التي افرزتها الحرب ؟
مشروع استعادة الدولة الجنوبية الذي كان حتى في نظر بعض ابناء الجنوب الى قبل سنوات قليلة ماضية شيئا من العبث والخيال بات اليوم هو اقرب الحقائق والأمر الأكثر واقعية مقارنة بغيره من المشاريع التي تعتبر اليوم اكثر استحالة وبعدا عن الواقع والحقيقة حتى وان كانت وسائل الاعلام والسياسية وادواتهما تقولان عكس ذلك .. علينا اليوم كلنا في الشمال والجنوب ان نقترب من الحقيقة التي تقول ان الوحدة اليمنية التي لم تكن سوى مشروع قد فشلت وانتهت وان الواقعية وحتى المسئولية تتطلب الاعتراف بهذه الحقيقة والتعامل على اساسها والبدء الفوري في الحوار حول هذه القضية بعيدا عن حوار ترف الطرشان في جنيف التي تعتبر حوارات لا علاقة لها باهم استحقاق موجود وهو حق شعب الجنوب في حريته واستقلاله .

كنتم في زيارة لابوظبي والتقيتم بالرئيس البيض وقيادات جنوبية أخرى ، هل هناك من عمل سياسي جنوبي يتم التحضير له في الخارج ؟
كنت في الامارات العربية المتحدة مع الرئيس / علي سالم البيض وضمن وفده الذي تم استقباله في ابوظبي , وهناك اتيحت لنا الفرصة للقاء بعدد كبير من القيادات الجنوبية , ولا شك ان هناك قلق جنوبي واضح لدى الكل تجاه قضية وحدة القيادة الجنوبية , وهي قضية صعبة وشائكة وتحتاج الى كثير من الجهود .. البعض يعتقد انها تحتاج الى تنازلات !! انا اختلف مع اصحاب هذا الرأي لأن التنازل عادة يرتبط بالحق الشخصي اما الحق العام فلا يجوز للشخص ان يقول ان لديه صلاحية للتنازل عنه ! لكن علينا حق تجاه بعضنا في ان نتفهم لمختلف الآراء والتوجهات التي لا تتطابق كلية , ولا عيب في ذلك ..
امامنا فرصة لعمل جبهة وطنية عريضة تلتقي تحتها مختلف التوجهات السياسية الجنوبية على اسس وقواسم مشتركة تتفق حول الهدف الاستراتيجي وتختلف حول الوسيلة .. هذا هو المتاح في رأيي الآن والممكن , ولتكن بداية هذه الجبهة ان تنتظم القوى السياسية المتطابقة 100 % في الهدف والوسيلة اولا على ان تجتمع مع بقية القوى التي تختلف معها في الوسيلة تحت سقف الجبهة الوطنية الجنوبية العريضة ثانيا.

لو عدنا بالذاكرة اعواما الى الوراء .. ما الذي دفعك للهجرة الى خارج الوطن عقب اطلاق سراحك من السجن .. هل هناك ماكان يهدد حياتك في عدن ؟
التهديد والخطر كان موجود منذ ان انطلقت المسيرة النضالية للجنوب مطلع 2006 م , وتحديدا مع بداية مسيرة التسامح والتصالح ولم يكن الخطر موجها تجاه شخص بعينه وانما كان تجاه الجميع , والحقيقة ان ليلة اختطافي نهاية 2007 م وتحديدا في شهر 9 , كانت قد صدرت ليلتها تعليمات للخاطفين بتصفيتي جسديا ورميي في الصحراء وهذه معلومة اكيدة حصلت عليها لاحقا من مصادر وثيقة , الا ان القرار جرت مراجعته والتراجع عنه في اللحظات الأخيرة , والآن فهمت سر المكالمات الهاتفية الكثيرة جدا التي كان يجريها الخاطفون ليلتها قبل ان يتخلصوا مني في الصحراء .. على كل حال ليس هذا ما دفعني للسفر الى الخارج وانما كان السبب يعود الى حاجة ولدي صالح الذي كان عمره حينها سنة وبضعة اشهر لاجراء عملية قلب عاجلة , وقد تمت العملية في يناير 2009 م , ولازلت انتظر اجراء العملية الثانية له في شهر فبراير القادم لاستبدال الصمام الصناعي الذي وضع له في العملية الاولى باخر جديد .. والأعمار بيد الله , ومهما يكن الأمر فانا اعتقد ان المناضلين الحقيقيين هم الموجودين في الداخل وهم افضل منا الف مرة .. ونسال الله ان يمكنا من خدمة بلادنا وشعبنا في اقرب فرصة وعلى ارض الجنوب .

ما هو تقييمك للخطاب الاعلامي الجنوبي اليوم وانت احد رواده الاوائل ؟ وما المطلوب منه ؟
عندما نتحدث عن الاعلام الجنوبي سيكون من العار علينا ان نتجاوز جريدة ( الأيام ) التي كانت منصة الانطلاق للمسيرة النضالية الجنوبية , كما لا يمكن ان نتجاوز دور اسد الجنوبي رحمة الله عليه الاستاذ / هشام باشراحيل واخيه الاستاذ / تمام باشراحيل واسرة ال باشراحيل .. وكذلك الاستاذ / عيدروس باحشوان الذي كان حينها العمود الثالث في جريدة الايام ونتمنى له التوفيق في مسيرته الاعلامية الجديدة مع ( عدن تايم ) ..
الاعلام الجنوبي تحمل مسئوليته بجداره في تقديري وتمكن من تحقيق ما كان مطلوب منه حينها وهو حشد الرأي العام الجنوبي وتعريفه بقضيته وتحفيزه للبدء في مسيرته النضالية وهذه المهمة انجزت على اكمل وجه , اما الآن ففي تقديري ان مهام اخرى تنتظره في مسارات عديدة منها محاربة المناطقية ومساعدة السلطات المحلية في حربها ضد الارهاب , لكن الاعلام المرئي لايزال حتى الآن خارج ايدي الجنوبيين ولازالت تملكه قوى سياسية شمالية حتى وان بدت لنا انها جنوبية والمعنى في بطن الشاعر يقولون واللبيب بالاشارة يفهم !!

ما هي رسالتك لكل من :
- الرئيس عبدربه منصور هادي

ربما يكون غريبا انني حتى الآن لم التقي بالرئيس عبدربه منصور هادي ولم اشاهده حتى على الطبيعة !! ولكن هذا لا يمنع من الهمس في اذنه بان امامه فرصة تاريخية لا يملكها غيره لتسجيل اسم في تاريخ الجنوب ان اراد ذلك , واعتقد انه قد اكتوى بنار الوحدة التي كان يتغنى بها وطالت نيرانها جسده واقرب الناس له .. نسال الله ان يفك اسر العم ناصر منصور ومن معه .. على هادي ان يبعد رموز الفساد من حوله ولانريد ان نذكر اسمائهم لانه يعلم من هم !! ولكننا لن نسكت عليهم ان بقيوا !! وعليه ان يعمل وفقا لرؤية واضحة مع الشرفاء من ابناء الجنوب لاستعادة دولة الجنوب الحرة المستقلة وليس في هذا عيبا عليه بل يزيده شرفا .. باختصار التاريخ يطرق بابه فاما ان يفتح له الباب او يبقيه مغلقا والمسألة كلها بيده .
- الرئيس علي سالم البيض

اقرب شخصية قيادية جنوبية الى قلبي .. شخصية صادقة و مخلصة للجنوب بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني , ولا اعتقد ان الرئيس البيض بحاجة مني الى توجيه رسالة له ولست انا في حاجة الى ذلك ايضا لاني متواجد معه باستمرار وما اريد قوله له في اي لحظة يمكن ان اقوله مباشرة .. وهو شخصية تتقبل النقد مهما كان قاسيا وهذه ميزة اخرى اشهد بها له .
- قيادات المقاومة الجنوبية في الداخل

قيادات المقاومة الجنوبية لهم مني الف تحية وسلام ونقول لهم كنتوا ابطالا حقيقيين , ونضالكم الذي كان في يوم من الايام سلميا تحول الى كفاح مسلح حينما فرضت عليكم الحرب ولغة السلاح .. نقول لهم ان الحرب من اجل التحرير والاستقلال لم تنتهي بعد !! قد تتغير الوسيلة الى وسيلة اخرى ولكنها معركة نضالية مستمرة وعليكم ان تكونوا جزء مما تتطلبه المرحلة وهي الانخراط في تشكيل لبنات الجيش الجنوبي الذي يمكن ان يدافع عن الجنوب الان وغدا وفي المستقبل .

كلمة أخيرة تود قولها ؟
كلمة اخيرة .. لا بد من توجيه التحية والتقدير الى قيادات دول التحالف وعلى راسهما المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة , وكلنا امل في الجنوب ان يتفهموا مشروعية وعدالة وحقنا الوطني في الجنوب في اقامة دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة التي ستكون حصن حصين ضمن منظومة الامن القومي العربي وهذا عهد ووعد يقطعه شعب الجنوب لهم , وهو الشعب الذي لا ينكر الجميل ولايضيع المعروف .. نشكر للامارات العربية المتحدة جهودها الكبيرة في الاعمار والبناء , وسيجد اولاد زايد من الجنوب السند والمدد متى ما تطلب الامر ذلك .
شكرا لكم في عدن تايم وبارك الله فيكم ..