آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:43 م

تحقيقات وحوارات


بريد حوطة لحج قصص معاناة مؤلمة لا تنتهي !!!

الخميس - 15 فبراير 2018 - 11:26 ص بتوقيت عدن

بريد حوطة لحج قصص معاناة مؤلمة لا تنتهي !!!

عدن تايم / صدام اللحجي

في الدول المتحضرة والمتقدمة، وحتى بعض الدول أقل نموا يخرج الموظف إلى التقاعد، فيجد رعاية صحية وتأمينية، ومبلغاً ماليّاً محترماً، وراتباً تقاعدياً كافياً يستطيع أن يتكئ عليه خلال ما تبقى من العمر، كما يجد معدل تضخم مقبولاً وعملة مستقرة، ومواصلات عامة وحدائق للتنزه، ولذا يعتبر معظم هؤلاء أن مرحلة ما بعد التقاعد هي بداية العمر الحقيقي وليست نهايته، وأنه حان الوقت للاستمتاع بالحياة.

أما في اليمن عامة ولحج على وجه الخصوص فيغادر الموظف وظيفته الحكومية فيجد ظهره عارياً، فلا رعاية صحية محترمة، ولا راتب أو تأميناً مقبولاً، ولا حتى مبلغاً مالياً يحميه من غدر الزمان، ولا حد أدنى للراتب التقاعدي أو المعاش يعادل الحد الأدنى للأجور، كما يجد تضخما مستمرا في الأسعار ومواصلات مزدحمة لا تناسب سنه.

في مكتب بريد الحوطة بلحج حلقة الوصل بين الموظفين ومستحقاتهم، التي غابت عن بعض قطاعات الدولة منذ اشهر، وهو الأمر الذي خلق معاناة تتزايد كل يوم، للمتقاعدين المدنيين وحتى العسكريين في آن واحد.

يتوجه المئات من المتقاعدين رجال ونساء، صباح كل يوم، إلى مكتب بريد الحوطة، أملا في إنتظار مفاجأة بدء تسليم الرواتب، في وقت بات المواطنون امام مكتب البريد في طوابير شديدة الإزدحام مع مجيء الراتب، قصة معاناة يعيشها المتقاعدين، في الأشهر الأخيرة على وجه خاص.

(( الإنتظار الطويل ))

تقول المواطنة صباح نقحان، لـ"عدن تايم"، إنه حتى مع إعلان مؤخراً عن توجيهات ببدء صرف الرواتب مطلع الأسبوع الجاري، تتوجه يومياً إلى مكتب البريد فيأتي الرد لاتوجد سيولة نقدية أو ان الشبكة لم تفتح من (صنعاء).
وتضيف أن "مجيء الراتب لم يعد يُصدق"، ومع ذلك لا مفر من الذهاب يومياً إلى البريد كوجهة شبه يومية منذ أكثر من شهر وتتساءل هل تعلم من هي الفئة المنسية التي تتصدر قائمة الوجع والعذاب في بريد حوطة لحج ؟ فتجيب قائلة : إنهم المتقاعدين فأغلبهم كبار في السن والبعض منهم يعاني أمراض عدة!!
وتشير صباح، لقد تم توظيفي عام 1968 م ولدي درجة مدير عام وكنت مديرة سابقة في تعاونية المرأة للخياطة وبعد مرور فترة طويلة من النضال وكما تشاهدون أصبحنا نتكفف أبواب مكاتب البريد بحثا عن راتب.
وتسرد صباح معاناتها قائلة : أبرز المشاكل التي نواجهها هي في الجانب الإداري التأخير في الاشعارات البنكية للبريد ، والعشوائية في العمل
وطالبت صباح بأن يتم تخصيص ايام محددة للنساء لإستلام الراتب لأنهم يمكثون الساعات الطويلة وهم ينتظرون في الشارع خاصة في فرع بريد الحوطة (( قديما )).

(( سمسرة ))

يقول عوض أحمد جابر وهو
عضو مجلس محلي سابق لـ “عدن تايم ” أتت الحرب على ماتت عليه فكانت لغالبيتهم الريادة في خوض غمارها بعد المعاناة الجائرة التي لحقت بهم من أربابها جاعلين من أرواحهم فداء للأهل والأبناء ,منهم من انقطعت رواتبه لأشهر ومنهم من ضاع أشهر معدودة ,إلا ان وقوعهم تحت طائلة السمسرة هو السائد ولم يخطر ببالهم ان تتحول رواتبهم إلى أداة للارتزاق من قبل السماسرة الذين لم يكتفوا بما يسد نفقاتهم لإستلام الراتب ولكن هدفوا إلى الربح الحرام من مرتبات ما كادت ان تفي بالتزام رب الأسرة لإعالة جزء منها في ظروف الحرب التي ارتفعت معها الأسعار إلى الجنون.
ويضيف عوض من ألفان إلى خمسة ألاف ريال على كل متقاعد تستقطع بيد السماسرة والوكلاء الذين كشروا عن أنيابهم مع عجز المتقاعدين عن البحث عن معاشاتهم التي لم يمتلكوا غيرها وانشغال أكثرهم بالحرب، ويؤكد إن مايحدث في بريد الحوطة بلحج امتهان لكرامة الإنسان الفساد اصبح مستشري في البريد ، سياسية الانتقائية أثناء الصرف مستمرة وبوتيرة كبيرة يتم صرف أكثر من 50 بطاقة معاشات للتاجر الواحد بينما المواطن يضل في الطابور لساعات أن لم تكن لأيام ومن يتحمل ذلك هم القائمين على بريد الحوطة والحليم تكفيه الإشارة.

(( لجان رقابية))

من جهة أخرى قالت أم محمد لـ “عدن تايم ” يجب الإسراع بانهاء معاناة المواطنين في البريد و خصوصاً مع توفر السيولة النقدية وأشارت الى أن التلاعب بحقوق الاباء والامهات من الرعيل الأول عار على الحكومة وعلى كل الاحرار وان المتاجرة بحقوق المتقاعدين لتحقيق مكاسب مادية لبعض ضعيفي الانفس يجب ان يتوقف ويقدم كل من يقوم بذلك للمحاكمة وفصلة من العمل حد وصفه.
ودعت الى تشكيل لجان رقابة على مكاتب البريد بإشراف السلطة المحلية باعتبارها تتحمل جزء من المسؤولية، بالاضافة الى ايجاد الية سلسلة وسهلة لتوزيع الرواتب على الناس وفق جداول معينة بدون طوابير وعناء .

((تحرير شبكة الإنترنت من صنعاء))

يقول الأستاذ أحمد مبروك وهو متقاعد في التربية والتعليم بلحج لـ “عدن تايم ”: إن ابرز المعاناة للمتقاعدين المدنيين والعسكريين في مكتب بريد الحوطة هو عدم وجود شبكة توزيع وربط إنترنت ((مستقلة)) لاسيما وأن شبكة الإنترنت الخاصة بخارطة مكتب البريد في لحج لاتزال تحت رحمة وسيطرة مليشيا الحوثي في صنعاء وهذا مازاد الطين بله!! متسائلا متى سيتم إنهاء سيطرة مليشيا الحوثي على شبكة الإنترنت وحتى الاتصالات في لحج ؟
مضيف بهذا الصدد: كلنا يعلم إن مليشيا الحوثي، يسيطرون على عائدات قطاع الاتصالات ويتحكمون في الإنترنت من خلال شركة يمن نت الحكومية والتي تحتكر خدمة تزويد الإنترنت!! لكن الأغرب من هذا كله هو صمت حكومة المعاشيق ؟ حتى الآن لم نسمع سوى الوعود الكاذبة من قبل الحكومة لتأسيس مشروع اتصالات عملاق يخدم اليمن عن طريق الكابل البحري وعبر شبكة تطوير تبدأ من العاصمة عدن وتشمل كل المحافظات، وهي وعود تذهب أدراج الرياح..