آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:22 ص

تحقيقات وحوارات


روسيا مستعدة للحل واطراف لاتريد نهاية الحرب.. تفاصيل مبادرة الرئيس ناصر المتكاملة

الأربعاء - 21 فبراير 2018 - 05:18 م بتوقيت عدن

روسيا مستعدة للحل واطراف لاتريد نهاية الحرب.. تفاصيل مبادرة الرئيس ناصر المتكاملة

عدن تايم/ ماجد الداعري

أكد الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، إنتهاء الدولة اليمنية بصورة نهائية، نتيجة التدمير الكامل للبنية التحتية والأضرار الكبيرة للحرب التي تدخل عامها الرابع بنهاية الشهرالمقبل، مشدداً على ضرورة ايقاف الحرب قبل أي خطوات لحل الازمة، وحاجة المبعوث الأممي الجديد الى وحدة موقف اقليمي ودولي داعم لمهمته كثالث وسيط دولي لليمن حتى يمكنه التوصل الى حل للمشكلة اليمنية.
وكشف الرئيس ناصر - في حوار تلفزيوني، الأثنين، مع قناة "روسيا اليوم"- عن ثلاثة بنود رئيسية تقوم عليها "مبادرة متكاملة" قدمها لحل الأزمة في اليمن"،وقال أنها تنص اولا على وقف الحرب وثانيا تشكل مجلس رئاسي جديد وحكومة توافقية انتقالية من كافة الاطراف، وثالثا نزع السلاح من كافة الجماعات المسلحة وتسليمه الى وزارة دفاع الحكومة الانتقالية الجديدة، وعلى أن تجري بعدها انتخابات رئاسية ونيابة بعد فترة انتقالية وبحيث يتجه الجميع لحل الأمور عبر الحوار وليس السلاح.

تاخر الحسم

وأشار علي ناصر، في حديثه التلفزيوني على هامش مشاركته بمنتدى فالداي بموسكو،أنه سبق وأن أكد من البداية أن الحرب باليمن ستطول ولن تنتهي بالطريقة التي خطط لها وانما ستطول، مؤكدا ان البعض كان يعتقد أن الحرب ستنتهي في شهر أو سنة على أكثر تقدير بينما هي ستدخل الشهر المقبل عامها الرابع.
وأوضح رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1980-1986)،كماعرفته قناة RT الروسي بالعربية - أنه كان رافض للحرب باليمن، ووقفت ضدها من البداية وطالب بالحوار بدلا من الاحتكام للسلاح، وقال ان :هناك من اعتقد انها ستحسم بشهر أو بسنة على أكثر تقدير ولكن أكدت من البداية انها ستطول وأن هناك اطراف دولية مستفيدة منها، ولكن البعض لم يفهمني يومها واعتقدوا أن حسم المشكلة باليمن سيكون خلال شهر.



إطالة أمد الحرب



وقال الرئيس علي ناصر،أنه قارن في حديثه بمنتدي "فالداي" بين إطالة الحرب الجارية باليمن،و حرب 62 - 67 وأكد أن هناك من كان يعتقد يومها ان الامور ستحل بعد ثورة اليمن بشهر شهرين وتستقر الامور، وجاء المصريون بسرية من 70 عسكري الى اليمن عام 62 واستمرت الحرب سبع سنوات وجاء بعدها سبعين ألف جندي مصري الى اليمن والكل تضرر يومها من الحرب سواء الشعب اليمني او الشعب المصري،وكذا السعوديين، وأضاف:كان هناك معسكرين، معسكر جمهوري وما يسمى بالمعسكر الملكي حينها ولم يكن أحدا يتوقع ان الحرب ستطول الى سبع سنوات، أكلت الاخضر واليابس وانهكت الجميع وهو ما يحدث اليوم.

وتابع حديثه:ولكن كيف حسمت الحرب حينها؟ حينما التقى يومها الرئيس المصر الراحل جمال عبدالناصر والملك السعودي الراحل فيصل في مؤتمر قمة الخرطوم بعد ما سميت بنكسة حزيران واتفقا على حسم امر الحرب واتفق الجميع يومها على وقف الحرب،وكان الشعبين اليمني والمصري قد خسروا الكثير في تلك الحرب.



معوقات الحل السياسي للأزمة

وأكد الرئيس علي ناصر محمد،أن هناك تجار حروب لا يريدون ايقاف الحرب الجارية باليمن، رافضا تسمية أحد،وقال: نحن اليوم على مشارف العام الربع بحاجة لوقف الحرب نتيجة تضرر الشعب اليمني والمنطقة برمتها،وقال أن مبادرته المتكاملة لحل الأزمة باليمن جاءت في هذا الاطار الداعي لوقف الحرب قبل أي خطوة أخرى.

وعن الخلل ومعوقات التوصل الى حل سياسي باليمن،أكد غياب الجدية من كافة الاطراف وان هناك من يرى ان ليس من مصلحته ايقاف الحرب المستمرة باليمن.

وكشف عن تحدثه مع المبعوث الاممي المنتهي ولايته اسماعيل ولد الشيخ ومطالبته بتقديم مبادرة لحل سياسي للأزمة وقدم تلك المبادرة وتحرك من أجلها في اكثر من عاصمة ومنطقة،منها الرياض وصنعاء صعدة عمان وعدن وغيرها، وكذلك فعل من قبله المبعوث جمال بن عمر دون ان يتمكن اي منهما من التوصل الى حل للمشكلة.



المبعوث الأممي الثالث لن ينجح!

وأكد الرئيس الجنوبي الأسبق، أن المبعوث الأممي الثالث لن ينجح في جهوده لحل الأزمة باليمن ولاغيره، من المبعوثين الأمميين الآخرين سواء بسوريا او ليبيا أو غيرهما، ما لا يحصل على موقف اقليمي ودولي داعم وموحد، قائلا: لا يمكن للمبعوثين الأمميين ان يتوصلوا الى حل بالمنطقة، لان الكبار هم أصحاب القرار ويجب ان يتدخلوا لايجاد الحل، وفق تأكيده.

وعن المعطل باليمن والمسؤول عن تدهور الأوضاع بالبلاد، قال علي ناصر: أن بعض الاطراف لا تريد الحرب ان تنتهي لانهم مستفيدين من استمرار الحرب لذلك لابد من تدخل اقليمي ودولي لايقاف تلك الحرب، ونحن بحاجة ماسة اليوم الى وقفها وانا قدمت من أجل ذلك مبادرتي المتكاملة التي تتطلب أن يشرف عيها مجلس الأمن،وباعتبار استقرار اليمن،يعد استقرارا للمنطقة كلها،نظرا للموقع الاستراتيجي لليمن ووقوعه على طريق الملاحة الدولية كلها،ولذلك فإن من مصلحتنا اليوم ومصلحة الجميع بالمنطقة، توقف الحرب وان يحل السلام بالبلاد.



الحل سياسي

وأشار الرئيس ناصر،إلى أن الحل السياسي للأزمة اليمنية كفيل بانهاء التدخلات الخارجية في اليمن،مشددا على وجود حاجة الى دور اقليمي ودولي لوقف الحرب،وقال:نحن مع حل سياسي للازمة، واذا اتفقت الاطراف كلها على حل سياسي يمكن ان تنتهي التدخلات الخارجية، منوها الى ان هناك تدخلات خارجية كثيرة باليمن وليست من السعودية وايران فقط.

وأكد ان الكل تحدث بمؤتمر منتدى فالداي الروسي، على ضرورة وقف الحرب باليمن وأن كل الاطراف والمتحدثين بمن فيهم وزيري خارجية ايران وروسيا طالبوا بوقف الحرب وان يحل السلام والامن باليمن، وقال أنه أكد لهم "أننا بحاجة لوقف الحرب وحل سياسي واحلال السلام باليمن ولسنا بحاجة لمساعدات انسانية".



مساعدات انسانية ولكن

وشدد الرئيس علي ناصر، في حواره المتلفز،على ضرورة وقف الحرب قبل أي خطوات أخرى باليمن، وقال:"مهما قدمت من مساعدات انسانية لا يمكن ان تحل مشكلة اليمن، ما لم تتوقف الحرب وبعد وقف الحرب اعادة تعمير اليمن بعد الدمار والاضرار الكبيرة وتدمير كل البنية التحتية وانتهاء الدولة كلها مع الأسف، مشيرا الى أهمية البدء بوقف الحرب ورد الاعتبار للدولة واعادة الامن والاستقرار لليمن كونه يسهم في استقرار المنطقة كلها.

وأكد الرئيس علي ناصر في ختام حواره مع برنامج "أسأل أكثر"على أهمية الدور الروسي في حل الأزمة اليمنية،وقال أن دور روسيا مهم جدا بالنسية لحل الأوضاع بالنسبة لليمن وسوريا وليبيا ودول المنطقة، مشيدا بالمناسبة بالعلاقات التاريخية التي ربطت اليمن بروسيا، مستشهدا بمعاهدة الود والصداقة التي قال أنها كانت قائمة بين اليمن والاتحاد السوفيتي سابقا،وكان يقال يومها انها كانت بين استالين،بصفته إمام الإشتراكيين بروسيا الإمام باعتباره،إمام الشيعيين باليمن.

وأكد ناصر أن الاتحاد السوفيتي قدم سابقا لليمن الجنوبي، كافة اشكال الدعم الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية، وأكد أن الدور الروسي مطلوب وأنه لمس خلال مشاركته الثانية بمؤتمر فالداي بروسيا، اهتمام واستعداد واستجابة من الروس للمساهمة والمساعدة في حل الأزمة اليمنية.