آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 05:21 م

اخبار وتقارير


إطلاق الرصاص العشوائي.. قتل مجاني وأفراح تحولت إلى مآتم( استطلاع)

الأحد - 31 يناير 2016 - 12:05 م بتوقيت عدن

إطلاق الرصاص العشوائي.. قتل مجاني وأفراح تحولت إلى مآتم( استطلاع)

استطلاع / الخضر عبدالله


على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء مختلف المحافظات الجنوبية نتسجة مخلفات الحرب التي شهدتها هذا المحافظات من غزو لملشيات المخلوع والحوثيون .. إلا أنك تجد أبناء الجنوب يبتسمون ويضحكون بل وتمتلئ المدن والقرى بالوافدين لغرض الترويح عن النفس ,ولكن ثمة مشاكل كثيرة تحدث في هذه الأعراس أهمها إطلاق النار «الرصاص» بشكل عشوائي إلى الجو، الأمر الذي يؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لاتشفى ولايمكن علاجها.

مشاهد مألوفة
يؤكد مواطنون ومتضررون من حوادث إطلاق العيارات النارية إلى أن مشهد إطلاق العيارات النارية - من المسدسات أو أسلحة الكلاشنكوف و البنادق- في السماء بات مشهدا مألوفا في موسم الأعراس ومناسبات اخرى، ومما يزيد من خطورتها إطلاقها داخل الأحياء وبين البيوت. وتنتشر هذه العادة القاتلة في الغالب بين فئة الشباب .
قتل مجاني
ويعتقد مطلقو الرصاص في الهواء أن قيامهم بهذه الأعمال يُدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم ونفوس أهل العرس، حيث اعتادوا على القيام بهذه الأعمال التي اعتبروها تراثاً من تراثنا الشعبي، وقال أحد مطلقي النار، وكان يحمل بندقية من نوع "آلي" أنه يجد سعادة في إطلاق النار في الفرح، رغم أن ذلك كلفه الكثير من النقود كثمن للرصاص الذي يطلقه، واعتبر أن ما أنفقه من نقود على شراء الرصاص نوع من الهدية للعريس! وبسؤاله حول ما قد ينجم عن ذلك من آثار قد لا تحمد عقباها قال مطلق النار الذي رفض الكشف عن اسمه أنه واثق من قدراته على إطلاق الرصاص دون أن يتسبب في إصابة أي أحد، وأنه يصوب سلاحه باتجاه السماء والمناطق المكشوفة، بمعنى أنه يأخذ احتياطاته الجيدة قبل إطلاق النار., ولعل هذه الظاهرة لا تزال منتشرة بشكل ملحوظ في مجتمعنا , بالرغم من يقيننا القاطع، جميعا بانها قتل مجاني لا اكثر.
كيف يمكن القضاء عليها ؟

انطلاقا من هذا اليقين، رأينا في صحيفة " عدن تايم " أن نطرح هذه يقول نايف زين ناصر اليافعي مدير مكتب الأعلام في مديرية خنفر بأبين: ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات من الظواهر السلبية والمزعجة التي أصبحت اليوم منتشرة في مناطق ومحافظات ومدن كثيرة في أبين وعدن ولحج رغم انها ظاهرة مزعجة تعكر صفو السكينة العامة وتثير الخوف عند الجميع وتحديدا النساء والأطفال .
ويكمل ": هذه الظاهرة منتشرة اليوم اكثر من السابق والاسباب تعود الى الاحداث السابقة وما افرزته من نتائج كزيادة كميات السلاح والرصاص إضافة الى غياب هيبة الدولة وحالة الانفلات الامني، ويؤكد ان "الرصاص الراجع" خلف ضحايا سقطوا ويسقطوا جراء هذا الراجع وهناك عددا من الحوادث حصلت وضحايا سقطوا بين قتلى وجرحى لم يرتكبوا اي ذنب سوى انهم كانوا متواجدين في المكان الذي نزلت فيه هذه الأعيرة النارية ، وباعتقادي ان المعالجات والحلول يجب ان تتم ضمن منظومة متكاملة وبكل تاكيد هناك جانب مهم جدا وهو حضور الاستتباب الأمني وهيبة الدولة المفقودة منذ سنوات وكل ماناملة ونتمناه .
مظاهر مسيئة
اما الشيخ جمال ابوبكر السقاف رجل دين وداعية إسلامية فيقول ": كثرة في الآونة الأخيرة مظاهر إطلاق الرصاص تعبيرا عن الفرحة سواء بفك أسير أوعودة حبيب أوعرس قريب ، وذلك مما يستوجب الفرح ولاشك ، لكن التعبير به لا ينبغي أن يكون بمظاهر تدل على الطيش والرعونة ، بل والتبذير والإسراف فضلا عن كونه سبب إزعاج وربما سببا لإصابة أو وفاة كما يحصل ذلك عند إطلاق الرصاص والأعيرة النارية في الأعراس .
معاناة وازعاج
ومن جهة أخرى يقول صادق حمامة نائب مدير مكتب الشباب والرياضة في أبين انا ضد حتى استخدام تلك القنابل الصينيه في الاعراس والتي صوت بعض هذه القنابل الصينية اكبر ازعاجا من القنابل القتالية الحقيقية والمصيبة ان الفرحه واستخدام هذه القنابل لا يتم الا أخر الليل والناس تنعم بالهدوء فتاتي اصوات هذه القنابل ككابوس يحرمهم راحتهم فما بالنا بالمرضى والاطفال.

انتشار السلاح السبب
وتحدث إلينا الدكتور جمال الجعدني عميد كلية اللغات بجامعة عدن حيث قال ": الخطير فيها انها ظاهرة اي شائعة ومنتشرة على حد سوى في الارياف والمدن .لكي نقضي عليها يجب ان نجفف مصادرها او نوقف مصدرها . انتشار السلاح بالطريقة العشوائية كثر من انتشارها واذا اخذنا بالتوعية سيأخذ منا وقت طويل جداً ولن تاتي نتائجة الايجابية الا وقد حصدت ارواح الكثير والكثير. لذا القضاء على مصادر تمويلها ومصادرة الاسلحة من قبل الدولة ولو عن طريق شرائها من ذلكم الاشخاص ستقلل الى حد كبير من مخاطرها والسيطرة عليها.
غياب دور السلطات
وحول هذه الظاهرة أو المشكلة تحدث الأخ / صلاح الدوح عضو مجلس محلي بلودر بأبين نتيجة لغياب الوعي لدى معظم المواطنين ، وغياب أو تغييب دور الأجهزة الأمنية بمدينة لودر بأبين، عادت ظاهرة من الظواهر الاجتماعية السلبية للظهور بعد ان كادت تختفي او ينحصر ظهورها في نطاق ضيق ومحدود جدا، فإطلاق الاعيرة بكثافة في مدينة مكتظة مثل مدينة لودر، ينتج عنه حدوث إصابات في صفوف المواطنين قد ينتج عنها حالات وفاة او إصابات بليغة تؤدي إلى حدوث إعاقة جسدية . ناهيك عن الإزعاج الذي تسسبه كثافة الرصاص للموطنين ، ولاسيما حالة الرعب الذي يعيشها الأطفال عند سماعهم الاصوات المزعجة الدي تنتج عن إطلاق الرصاص ومن اسلحة متنوعة خفيفة ومتوسطة ، وقد تصل احيانا إلى دوي قنابل يدوية .

ظاهرة مقلقة
ويخالفه الرأي المحامي أبو عدنان قائلاً " إن ظاهرة انتشار السلاح واستخدامه في الأفراح والمناسبات بات ظاهرة مقلقة وسلبية جدا "وهو يرجع أسباب ذلك إلى عدم التقدير الصحيح من قبل بعض الأشخاص للمخاطر، التي يمكن أن تلحق بهم وبمن حولهم، عند قيامهم بإطلاق النار، بداعي الفرح والابتهاج، معتبرا أن اللجوء إلى هذه الفعلة يتم في العديد من الحالات بدافع التباهي والتفاخر، وحب الظهور بحمل السلاح .. ويحذر من أن إطلاق الأسلحة النارية في المناسبات يشكل خطورة بالغة على المجتمع والناس، بل قد يعكر صفو المناسبة، وربما يحولها إلى مأساة، ليذهب جراء هذه العشوائية أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا ليحتفلوا بمناسبة عزيزة عليهم .
ختاما.. تبقى آفة إطلاق النار في الأعراس, رغم ذلك, منتشرة ومرغوبة, لذا ندعوكم لتوخي الحذر في موسم الأعراس الذي نقف على أبوابه لضمان سلامتكم وأمنكم من رصاصة تطلقها زغرودة عرس قريب