آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 01:02 ص

ثقافة وأدب


علم حضرمي : السيد العلامة الحبيب عبدالله بن مصطفى بن سميط

الخميس - 08 مارس 2018 - 01:40 ص بتوقيت عدن

علم حضرمي : السيد العلامة الحبيب عبدالله بن مصطفى بن سميط

كتب / عبدالله عوض مصفر

يدفعني الواجب ان اكتب هذه السطور القليلة مسلطا الضوء على عالم من علماء شبام ويعد من مفتيي الديار الحضرمية آنذاك فقيه ومصلح ومجتهد وداعية وأديب نحوي ومؤلف منشد وخطيب وأمام مربي ومعلم مأذون شرعي انه الحافظ لكتاب الله والمفسر لكتب السنه ومرجع لكل اهالي شبام وضواحيها وللسلطه في زمانه انه السيد العلامه الحبيب عبدالله بن مصطفى بن عبدالله بن طاهر بن سميط يرحمه الله .
ولد بمدينة شبام عام 1333ه الموافق 1911م من ابوين كريمين في الحسب والنسب ومن أسرة أشتهرت بالعلم والمعرفة والتدين والنزاهه والكرم وتربى في حجر والده وكان يرى فيه ما لا يراه في بقية اخوته فقام برعايته رعاية خاصة ثم التحق بالمدرسة القبلية (الحــــاره) وتحت اشراف والده ثم التحق برباط تريم ورباط سيؤن ودرس العلوم الشرعيه وتفسير القرآن وتجويده وأصول الفقه وعلم الفلك والتأصيل الشرعي للعلوم النظريه والتاريخ والأدب والنحو وكانت دراسته برباط سيؤن في زمن الحبيب محمد بن علي الحبشي ومن مشائخه الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري والحبيب احمد بن عمر الشاطري وحاز على الإجازه العلميه في علوم الشريعه واللغه العربيه من رباط تريم ومن أقرانه ( محمد بن سالم البيحاني) ( والسيد محمد بن سالم بن حفيظ) . وفرغ نفسه تطوعا للدعوه وكان خطيبا نابغا وليث من ليوث المنبر لا يخا ف ان يقول كلمة حق وكان يرتدي زيه الديني ولا يفارقه وله هيبة ووقار ويبادله الجميع الود والمحبه والاحترام والتقدير الصغير قبل الكبير وله مكانه مرموقه في المجتمع . وعندما يذاكر اويتحدث يثري السامع ويشبعه منطلق في الحكم والمواعظ والخطب فكان كنز هائل ومعينا لا ينضب وذو ذكاء ثاقب شديد الجد عند الجد يحب المزاح وله مقام فاضل كواجهه بارزه يشار اليه بالبنان .
كان اماما وخطيبا لجامع شبام ومأذون شرعي ومفتي للديار فاتح داره للغريب والصلح بين المتخاصمين وقام بالتدريس في المدرسه الشرقيه (النجاح) وبعد اغلاقها قام بتأسيس مدرسة الفلاح بزاوية جامع شبام عام 1357ه يدرس فيها علوم اللغه والقرآن والدين والحساب والخط حتى تم فتح المدرسه الحكوميه وتم تعيينه مديرا لها صباحا حتى توفي وكان يصدح بصوته الشجي في ممراتها منشدا البرده وفي المساء يلقي دروسا بالزاويه وخصص فيها عند دخول شهر رجب دراسة البخاري وتفسيره ويختتمه بحفل بالجامع وخصص قبل صلاة العصر في شهر رمضان بقبة جامع شبام دراسة في العلوم الفقهيه . وعرض عليه القضاء مرتين وكان رافضا لحرصه وتمسكه ان لا تقيده قوانين او تفرض عليه خارج نطاق الشريعه فكان يقضي ويصلح متطوعا في داره لمن طلب منه وورد ذكره في الموسوعات الأسلاميه. وتحدثت عنه الدكتوره ايفا هويك في كتابها ووصفه الدكتور محمد ابوبكر باذيب بدينمو التعليم بشبام ووصفه الكثير من علماء ودارسين بالإمام الناصح والخطيب الفذ ويقول عنه الشيخ صالح باجرش بأنه خير من أعتلى منبر جامع شبام .
له من المؤلفات فوائد فقهيه يشمل خطب ومواعظ دينيه وقد قام بمذاكره في مسجد العيدروس بعدن ومسجد العسقلاني لكون امامه آنذاك زميله البيحاني وكان ذلك عند رجوعه من الحج في طريقه الى شبام ووصفه طلابه بأنه البحر الذي تأتيه من كل جانب في العلوم الفقهيه وقد تحصل على الكثير من الإجازات والشهادات ودرع وفاء مقدم من مجمع الاحقاف بشبام وكرم من قبل وزارة التربيه والتعليم في الوادي والصحراء بعد وفاته بشهادة تقديريه تسلمها ابنه علوي عبدالله . وان الجيل الذي تربى وتعلم على يديه يحمل بصمات تلك الشخصيه ويعتبرها امتدادا لمنهجه وسيرته وتوفي في 21 رجب 1390ه الموافق شهر سبتمبر عام 1970م ودفن بمسقط رأسه شبام بمقبرة هيصم والتي دفن بها اسلافه وله من الأبناء ثلاثه عبدالقادر ويعيش في الامارات حاليا ومصطفى يرحمه الله دفن بالمدينه وعلوي الصحفي المشهور المقيم بشبام ومنذ توفي لم تعرف شبام داعيا تجتمع فيه كل الصفات حتى يومنا هذا . ولهذا احببت ان اكتب عنه لمن لا يعرفه من جيل اليوم وما كتبته عنه الا الشي اليسير المختصر ومهما تكلمت عنه لن أوفييه حقه لكوني كنت مميزا عنده بحكم ارتباطي وصداقتي بأبنه الكبير عبدالقادر وجارا لنا بشبام وكانت لوالدي مكانه خاصه ومميزه عنده .
أسأل الله الكريم ان يتغمده بوافر رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجزيه الله عنا كل خير .