آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 09:37 م

الصحافة اليوم


الاصبحي : 10 الاف قتيل و15 ألف جريح واكثر من 5ر2 مليون يمني هجروا من مناطقهم بسبب حرب الميليشيا

الإثنين - 01 فبراير 2016 - 08:52 م بتوقيت عدن

الاصبحي : 10 الاف قتيل و15 ألف جريح واكثر من 5ر2 مليون يمني هجروا من مناطقهم بسبب حرب الميليشيا

الرياض / متابعات :

كشف وزير حقوق الإنسان عز الدين الأصبحي أن الإحصاءات الأولية لنتائج الحرب الهمجية التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على عدد من المحافظات تشير إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، ونحو 15 ألف جريح.
وأكد الأصبحي في حوار مع صحيفة «الحياة» أن الميليشيا الانقلابية عملت على إحداث أكبر شرخ اجتماعي في اليمن، وهو ما يهدد بحرب مستقبلية تقوم على تمزيق النسيج المجتمعي.
وأوضح أن الحرب أدت أيضاً إلى نزوح أكثر من 5ر2 مليون شخص من مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل اليمن، فيما لجأ نحو 120 ألف شخص إلى الخارج.
وقال " لدينا اعتقالات غير مسبوقة، واحتجاز واختطاف في أماكن مغيبة في بيوت أشباح، من دون تقديم أي معلومات عن المحتجزين والمعتقلين وهو أمر لا يمكن القبول به مهما كانت الخلافات السياسية .. هناك قتل خارج نطاق القضاء، وضرب ممنهج لكل المؤسسات .
وأشار الأصبحي الى الحصار الجماعي للمدن والناس والعقوبات الجماعية التي تصل إلى جريمة حرب إبادة.. مضيفا " عندما تحاصر مدينة، مثل تعز يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة، وتمنع الغذاء الدواء والأوكسجين عن المستشفيات، ثم تطبيق حصار ممنهج قبل أن تقوم بأكبر عملية تضليل إعلامي، من أجل عدم الاعتراف أو السماح بمسألة فتح الممرات الإنسانية، فإنك تقوم بجريمة ممنهجة وإبادة جماعية لم يسبق لها مثيل".
ومن خطورة ما يجري أوضح الاصبحي ان الشرخ الاجتماعي الذي تسببت به الميليشيا الانقلابية ينبئ بحرب مستقبلية ، وما يجري الآن ليس سوى تمهيد الملعب للحروب المقبلة وهذا " أمر خطر جداً ".
وأضاف وزير حقوق الإنسان " انزلق اليمن إلى حرب لا يمكن إلا أن نسميها ذات مشاريع ضيقة صغيرة، فلا يمكن إقناعنا أن إرسال ما تبقى من الحرس الجمهوري والحرس الخاص ومليشيات الحوثي لمحاصرة عدن أشهراً، ثم محاصرة تعز سبعة أشهر وحتى الآن، ثم تقول إن لديك مشروعاً وطنياً جامعاً".
وقال " هذه المناطق معروفة بأنها الأكثر تحرراً ووطنية وحدوية، ثم تقتلهم باسم الوحدة والديمقراطية والتقدم ومحاربة أميركا. أعتقد بأن ما حدث خلال الأشهر الماضية شرخ عميق جداً لا أقول صعب تداركه، ولكن يزداد يومياً ما لم ننتبه نحن اليمنيين بأن نقول: كفى عبثاً".
وأضاف الاصبحي قائلا " هناك مجموعة من الأشخاص ما زالت تشكل لديهم تعز حالة بأنها النقيض الذي يقضي عليه ككيان سياسي.. لا أتحدث عن بُعد أن تعز هي عاصمة السنة والشافعية لا، لكنني أتحدث عن تعز بوصفها معطى حضارياً ومدنياً، فهي عاصمة لكل تيار ورؤية حديثة لبناء الدولة والمؤسسات.. وخلال 30 سنة استطاع علي صالح أن يعمل كل أساليب التهميش المختلفة لتعز من تغييرها كعاصمة سياسية تم مع نهاية الستينات، ثم إلغاء المؤسسات الاستراتيجية التابعة للدولة من تعز، ثم إلغاء أي مشاريع استراتيجية تهم هذه المحافظة، وهي الأكثر سكاناً وتنوعاً".
وأشار الى أن الأمم المتحدة تستخدم لغة ديبلوماسية يغلب عليها الغموض، ففي لحظات لديها ما تسميه "بوادر أمل لحلول سياسية"، وتتجنب إظهار كامل الحقيقة الصادمة، لكن التصريحات الجانبية لأعضاء الوفد تؤكد أن تعز تعاني من كارثة، والسلطات المحلية والأحزاب اعتبرت بيان الأمم المتحدة خيبة أمل للجميع.
وقال وزير حقوق الإنسان "علينا إدراك أن قولهم أتينا لزيارة تعز بعد مفاوضات شاقة، وسمح لنا بزيارة محدودة بعد ثمانية أشهر من المحاولات، دليل على أن الحصار ثمانية أشهر، أعتقد أنه فتح نافذة لبداية حقيقة للمساعدات، والحل في تعز ليس في تقديم الإغاثة، ولكن في حسم الموضوع العسكري، وفتح الممرات الإنسانية أمام البشر والتجارة؛ لأنه لا يمكن عمل إغاثة لأربعة ملايين نسمة، وليس فقط لسكان المدينة، الناس تحتاج إلى إعادة الحياة الطبيعية والتجارة، وهو ما يجري الآن خطوات خجولة ومحدودة وغير منطقية".

واعتبر أن على الجميع الإدراك أن تعز كقضية أصبحت تحتل الصدارة، وأنها قضية عادلة يجب الإيمان بها، وان أي حل سياسي سيكون أمام اليمنيين في الأيام المقبلة لا يمكن له أن يتجاهل أن هناك قضية اسمها تعز.
وأضاف " في يوم من الأيام كانت لدينا القضية الجنوبية، وتم تجاهلها لسنوات طويلة، ثم صارت واقعاً حقيقياً وكانت لدينا مشكلة تمثيل الشباب وعملية شكل الدولة ومؤسساتها، ثم تم الاعتراف بها متأخراً.. الأمر نفسه يحدث اليوم مع تعز والمناطق الوسطى، بما فيها أقاليم الجند وسبأ وتهامة، فهي مهمشة في العملية السياسية بشكل واضح، وتعز هي رمزية لهذه الأقاليم الثلاثة، والأكثر كثافة سكانية وأهمية جغرافية، ولا يمكن للعملية السياسية تجاهل هذا الوسط المهم جداً".