آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:18 ص

اخبار وتقارير


إنطباعات قاض جنوبي عن زيارته لجيبوتي : يا ليت لنا رجل مثل فخامة الرئيس جيليه

الأحد - 22 أبريل 2018 - 02:03 م بتوقيت عدن

إنطباعات قاض جنوبي عن زيارته لجيبوتي : يا ليت لنا رجل مثل فخامة الرئيس جيليه

عدن تايم / متابعات :

كتب القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي انطباعات عن زيارة قان بها الى جمهورية جيبوتي وقال انه لم ير فيها الا العمل والاتقان والتفاني لخدمة البلد.
ووصف رئيسها اسماعيل جيليه بأنه متواضع امام الناس لانه يعرف ان منصبه لا قيمة له امام الله وحتى في بيت الله.

ولأهمية انطباعات القاضي الحضرمي ننشرها :

زرت جيبوتي لاول مرة في حياتي ورايت ما لم اسمع عنه قبل الزيارة تطور في كل الميادين سمعت عنها التخلف لكن والله ما شاهدت الا العمل والاتقان والتفاني لخدمة البلد، ليتنا نقتدي بهم لنبني يمننا الحبيب و يا ليت لنا رجل مثل فخامة الرئيس اسماعيل جيليه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رايتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان صدق حبيبنا صل الله عليه وسلم.

في صلاة الجمعة وفي المسجد الذي صليت فيه وصل الرئيس ليصلي الجمعة معنا ترجل الرئيس من سيارته وقصد الجامع، ودخل الى المسجد بكل تواضع وبساطه وبعدد محدود من الحراسات لايبدوا عليهم انهم مرافقين للرئيس وحكام العرب يفرغوا المساجد من الشعب ليصلوا وحدهم لأنعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم والرئيس الجيبوتي يصلي مع الشعب هكذا الحكام والرجال وإلا فلا ، رحم الله البطن التي حملتك في الدنيا و الاخرة ..عند حكام العرب يؤخرون الاذان والصلاة ويفرغ الصف الاول لموكب الرئيس ان لم يحجز ثلثه وحتى الامام يختارالخطبة المناسبة وحتى أيات الصلاة ، والله لن يصلح حالنا الا اذا صلحنا احوالنا مع الله ، ويظهر الرجل أنه متواضع امام الناس لانه يعرف ان منصبه لا قيمة له امام الله وحتى في بيت الله ، ولهذا نرفع له القبعة لكسبه للمواطن لانه يقبل هده الوضعية ،اتمنى و من كل قلبي ان يكون الرئيس اسماعيل قدوة لكل الحكام العرب و المسلمين .

رجل متواضع هارب لربه أخرج بلده من دائرة التخلف وقضى على التخلف الاقتصادي الذي كان يسري في جسد جيبوتي .. قبل مجيئه للحكم كان المواطن الجيبوتي لايملك المال الكافي التي لايستطع ان يتسوق به ويشتري له الخضار ، فأما اليوم عملة جيبوتي اصبحت تنافس عملات الدول الافريقيه الكبرى والسعر موحد في السوق و اصبحت جيبوتي متقدمة وازدهرت حتى أصبحت تنافس عدد من الدول في موانئها وفرضت نفسها وتريد ان تاخذ مكانا عالميا في الممرات البحريه العالميه وهذا من حقها .

والله اني أحترم هذا الرجل كثيرا , سئل يوما الرئيس ما سر تطور و تفوق جيبوتي منذ مجيئك الى سدة الحكم في المجالين الإقتصادي و الإجتماعي فرد عليهم : حب الوطن والغيرة عليه، الفرق بين الحكام العرب و هذا الرجل هو الدين ، فأسماعيل جيليه متشبع بقيم الدين لأنه كبر و ترعرع فيها أما الحكام العرب فالله أعلم ما يخفيه صدورهم و الأدهى و الأمر أن أقصى درجات الإيمان عندهم هو ازعاج الناس حتى في صلاتهم من خلال اغلاق الطرقات لتأمين موكب الرئيس واحضار القنوات التلفزيونية عند صلاتهم في المساجد .

ما يعلم سرائر القلوب الا الله ، رجل يحب بلده و شعبه ، والنتيجة أن الشعب يحب رئيسه، ففي جيبوتي رئيس مسؤول وشعب مسؤول ايضا ، اما أنا وعندما اراء بلدي تئن رغم الامكانيات الهائله واراء البلدان المجاوره التي ازورها كيف تسير في شفافية تامة لا غبار عليها اقول ان بلدي اريد لها ان تكون هكذا محليا واقليميا وامميا وهم لا يحبون لها ان تنهض عن قصد ، ولكن الله يمهل ولا يهمل فا عتبروا يا ولاة أمرنا…كم أحبك يا بلادي .. ظلموك ,ظلموك وداسو حتى على و صايا الشهداء ، وللأسف ان هناك من يتاجر حتى بدماء الشهداء.
ياحكامنا الحكومة المثلى هي حكومة القانون والمؤسسات لا حكومة الرجال والأشخاص، والسياسة هي إقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها والحاكم كالبحر تستمد منه الإنهار، فإن كان عذباً عذُبت وأن كان مالحاً ملُحت، وأخيراً لا ديمقراطية دون محاسبة وإلا انكفأ الأخيار وتمادى الأشرار.
وشاهدت في جيبوتي التي انا فيها لزيارة عمل في هذه الأيام إختلاف كثيراً عن كثير من المناطق المجاوره لها بما فيها بلادنا ففيها أمن وأمان وتوفير الخدمات العامة لاتجد عسكري في الشارع يؤدي عبادالله بابتزازه فمدير امن العاصمه التقيت به في زياره قصيره خرج بسيارته مع سائقه الوحيد واما عندنا مدير شرطه مديريه او القائد الفلاني وقائد الكتيبه الفلانيه ترافقه كم من اطقم عسكريه هذا ان لم تدوس اطقمه على المواطن العادي في حادث تحسب انها مروريه ولاتجد المناطقيه في قاموس حياة هذه الشعوب كمثل التي عندنا وصرنا نمارس الهمجية بكل أنواعها لمناطقنا الاخرى وهنا تجد في ملامح الناس عشقهم لوطنهم والحفاظ على بلدهم الغالي لم أكن أسمع قادات و كتائب ومليشيات تتبع فلان أو علان أو ابو فلان وإنما أسمع كنت فقط عن مؤسسات عسكريه ووطنيه تدير بلد يريد ان يتحرر من التبعيه ، ولهذا لا خير في روح تقاتل الجزء الآخر من روحها كما هو عندنا فحبوا بعضكم وستتقدمون مالم فأنكم ستضلون في ذيل الأمم .
حينما تنظر إلى واقعنا تجد العجب وتشعر بالأم والحسره.. وتصاب بالإرباك والارتباك .. مساحة شاسعة .. وثروات هائلة ولكن سوء الاداره وحب الذات ارهقتنا والاستيلاء على كل تلك الثروات لعدد محدود من الاشخاص جعلوا من تلك الثروه والبلد ملكا لهم والشعب عبيدا لهم .
ولايخجلون من إعطاء الالقاب لانفسهم واقتسام المناصب ودرجت مسألة التكريم وبالمئات وهات يا دروع جاية ودروع رايحة واسماء لم تقدم شيئاً تتفاجأ بتكريمها وكله طبعاً على حساب الجيوب المنتفخة ظلماً وعدواناً وسرقة من حصص الشعب وحقوقه وعرقه وعذابه…!!
أمام هذا الواقع المرير ومنعاً للتشاؤم الكبير وحتى لا يصبح المشهد سوداوياً فاننا يجب ان نعيش على الامل كل الأمل أن ترى الناس عملا ملموساً على الأرض وتشعر به في حياتك اليومية وبدون أي تسطيح للأمور وعلى سبيل المثال وكنموذج في اللحظة التي نرى فيها أن ساعات الكهرباء قد زادت يوميا في مدينتنا عدن الجميلهً تدخل في نفوس البسطاء الفرح داخل البيوت العتيقة في المدن النائمة والبيوت النائية في القرى جميع القرى فيشعر كل مواطن أن ستة ساعات كهرباء زيادة عن الماضي تجسد انجازاً ضخماً ولا حدود لتقديره بعد أن أصبحت الكهرباء (عمله صعبة) نادرة، ومن جهة ثانية وبطريقة حسية إذا أفاقت الناس ذات صباح والطرقات تلمع بالنظافة ولا تشوهها ورقة ولا بقايا نفايات ويتغير لون الهواء وينتشر عبير الشجر ناشراً الأوكسجين في الهواء الطلق، ويشعر المواطن أن تلال (الزبالة) أصبحت من الماضي وأن هذه الزبالة ارتقت لتصبح نفايات نعمة وليست نقمة يكون قد دخل في نفسه السرور، مع اننا طردنا شركات نفايات تدرّ الملايين من خلال تدويرها وإعادة استعمالها وتشغّل آلافاً من الأيادي العاملة مثل بقية العالم المتحضر، المتمدن، وعندما ترى الناس وقد أصبحت تحترم مطلق أي رجل يرتدي ثياباً حكومية رسمية فينتظم السير وتلتزم الناس قيادة السيارات بتطبيق القانون ويصبح للحكم هيبة ووقار وقوة والقائمة تطول وصولاً أخيراً لا آخراً أن يرى الشعب مشانقاً تُنصب لتضع حدّاً للجرائم التي لا يستطيع عقل عاقل أن يصدّق أنها تحدث في الألفية الثالثة وآخرها جرائم نهب وسلب اموال المواطنين والبناء العشوائي على الممتلكات العامه والخاصه من أجل اسباب سخيفة ، والفلتان لا يقره عقل ولا دين ولا يقبله مطلق أي مسؤول يتحمّل ذرّة من المسؤولية والضمير… هذا إذا بقي ضمير.
لا ينكر ما قدمته جيبوتي للاجئين اليمنيين على مدى السنوات الماضية إلا جاحد ، فقد فتحت أبوابها وحدودها منذ أشهر الحرب الأولى لمن هربوا من بطش الحرب، ورغم أنها حددت في البدايات سقف ما تستطيع استضافته ، إلا أن عدد اليمنيين القادمين إليها بعد الحرب كان كثير جدا ومع ذلك قدمت جيبوتي نموذجاً لمخيمات اليمنيين ، وكان واضحاً الفارق الكبير بين أوضاعهم في جيبوتي -سيما في الأشهر الأولى -وبين نظرائهم في الدول الأخرى، بغض النظر عن الفارق الكبير في الإمكانات المادية بين جيبوتي من جهة وبعض الدول الاخرى من جهة أخرى ، أكثر من ذلك، فقد قدمت جيبوتي الرسمية والشعبية من خلال الهيئات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإغاثية العون للنازحين اليمنيين داخل الأراضي اليمنيه أيضاً.

ورغم أن استضافة اللاجئين والهاربين من الظلم وويلات الحروب واجب أخلاقي وديني وإنساني قبل أن يكون التزاماً أمام القانون الدولي، إلا أنه يحسب لجيبوتي أنها تحملت كدولة جارة فاتورة التواجد اليمنيين على أراضيها، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأحياناً أمنياً .
في الخطاب الرسمي أيضاً الذي أعطى للوجود اليمني شرعية وغطاء تحت لافتة " الاخوه "، كان ثمة تركيز مبالغ به على التكاليف المالية لليمنيين في جيبوتي على حساب الجوانب الأخرى للاستضافة، واستجدت ظروف ملحة لحكومة جيبوتي بعد أن طال أمد الحرب وكان لابد من سياسات طويلة الامد تسعى لدمج اليمنين في المجتمع الجيبوتي من جهة ولرفع مستوى قبول الشعب لهم من جهة أخرى (مع ان كثير من اليمنيين متواجدين في جيبوتي مند قرون من الزمن وكثير منهم قد نال الجنسيه واصبح جزء من النسيج الاجتماعي الجيبوتي )، وهي عملية تكاملية صعبة وتحتاج إلى أرضية صلبة والكثير من التخطيط والجهد والمتابعة ، فضلاً عن التركيز على مناقب اليمنيين والإيجابيات التي تحصلت بتواجدهم سيما مساهماتهم في الاقتصاد الجيبوتي ، ومع استمرار هذا الرقم بالارتفاع ومع مرور الوقت إضافة للإشارة إلى الأعداد الكبير من اليمنيين، لم يترك ذلك آثارا سلبية فقد اندمج عدد كبير من المستثمرين اليمنيين في المجتمع الجيبوتي واعطيت لهم كل فرص الاستثمار فهاهم اليوم يبنون مع شركات عالميه منافسه لهم في ارض اخوتا توفرت فيهم النخوه العربيه واصالتها وخدمة طيف من المواطنيين الجيبوتيين أيضاً الذين رأوا في بداية الأمر ان كل ذلك يتم على حسابهم ومن جيوبهم كمواطنين و/أو اعتبروا أن اليمنيين ينافسونهم على رزقهم وأعمالهم سيما في ظل الصعوبات الاقتصادية وبعض التسهيلات التي قدمتها الحكومة لعمل وتشغيل اليمنيين ولكنهم اليوم ادركوا ان قيادتهم كانت حكيمه عندما استقطبت اليمنيين وخاصة من رجال المال والاعمال اللذين قدموا مشاريع استثماريه ضخمه وفرص عمل حتى للمواطن الافريقي غير الجيبوتي.
في الخلاصة، لقد قدمت جيبوتي لليمنين الكثير وربما كانت الدولة الأكثر تأثراً بالحرب اليمنيه ، وهو موقف يستوجب التقدير والشكر بلا ريب أو تردد.
كلمات بسيطة أحببت إرسالها لحكامنا علّها تجد آذاناً صاغيه ..!!