آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

ثقافة وأدب


دمعة على روح الشهيدة نجاة

الأربعاء - 16 مايو 2018 - 02:26 م بتوقيت عدن

دمعة على روح الشهيدة نجاة

د. قاسم المحبشي

هل تناسى الفجر موعده?!

من آخر الأحزان يأتي الموت
في ليل الفجيعة صامتا متسللا
لا خوف يحمله ولا وجع الممات
يأتي ويمضي خلسة فينا
وفي أحبابنا والكائنات
من خارج المعنى ومن كل الجهات
لا دمع يُذرف في العيون الشاردات
لا حزن في الأعماق يتأسى على
الأحياء والأموات في مدن الشتات
الآن والأسماء تشبه بعضُها
والنَّاس ترقب صمتها
صمت القلوب الواجفات
في هذا الساعات من خوف المدينة
وحدي أجر الخطو صوب البحر والأمواج
اسٌألها بصوت هامس ماذا جرى للحوريات؟
دقيقة مرت وآخر بانتظار الرد ومرت الساعات
لكن لا أحد موحش هذا السبات
وفِي سماء البحر المح ومض أنجم خافتات
لم يصدقني أحد
حينما غردت وجه الليل وحدي
في مدينة شردتني
صرخت مختنقا بكل ما في القلب من وجع
أني ارأهن رؤية الأعيان
في هيئة فضائع عاريات
أرى الرزايا والكوارث داهمات
ماذا سيبقى في عدن الحزينة
بعد إغتيالك يا نجاة؟!

هل ضاقت الكلمات بالمعنى
أم أن المعاني خائفات
لا شي في هذا المدينة غير أصوات البنادق والقنابل ساهرات
لا نوم يأتي في عيون الخوف
منذ الفجر أرعبها وبات
الآن أسمع صوت بعض الطائرات
من أي نافذة يطل الشر؟
في عدن المباحة للبغاة
الصمت خيم والشوارع والمقاهي مقفرات

هل تناسى الفجر موعده؟

أم أن الليالي سادرات؟
أجابني صوت من الذكرى
ماذا يفيد الفجر غيرأَلَمُّوت بالمتفجرات
هل ضاقت االرؤية وضاق الحرف والمعنى عن فهم الرزايا النازلات؟
مرت الأيام وتضائلت أحلامنا
بتنا وبات الحلم كله في عدن الذبيحة
محصور في صور الممات
كيف يكون الموت؟
في أي صورة يقبض الاروح فينا؟
صلينا تضرعنا رجونا
الله لطفه بالممات
تلك أغلى الأمنيات
من اين يأتي الشر في عدن الباحة للبغاة؟

قالت شهيدتنا نجاة!

فأجبتها أختي العزيز
لا شيء في هذي المدينة
يحمي الحياة
يحفظها من الاشرار
لا عدل لا قانون فيها
عصابات مسلحة كثيرة
فريسة صارت وصرنا للضواري
والطيور الجارحات
غابة سوداء لا شبكات تعصمها
بعد تدمير النظام والمؤسسات
في أخر الكلمات قالت لي نجاة
الله يلطف بالليالي القادمات
يا قلبها متوجس الشر الخفي
فإذا بها ماتت ومات

عطشان يا نهر الفرات
لا نجمة في الليل تنعشني بضحكتها
ولا سكر وقات
صحراء من كل الجهات
فينيقة البركان تهمد ربما لحظات
لتبّرح جرحها تتحسس الضربات
في أطرافها والغائرت
وتستعيد العزم والتصميم
من بعد الحروب الداميات
لكنها لن تنثني أبدا
مثل انثناء العاهرات
فينيقة البركان والبحر العميق
غدا ستعاود التحليق
كطائر العنقاء تنهض من
هشيم النار من بين الرفات
لتكتب مجدها المنظور
في كل المعاني واللغات
كم أحبك يامدينة يا حميمة
حائزة كل الصفات
لعدن السلامة والنجاة

قاسم المحبشي
١٠ أكتوبر ٢.١٧م

وعدلتها في ١٦ مايو ٢٠١٨