آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 07:45 م

شهداء التحرير


الشهيد عوض اليافعي.. ستبقى خالداً في وجداننا

الإثنين - 04 يونيو 2018 - 02:33 ص بتوقيت عدن

الشهيد عوض اليافعي.. ستبقى خالداً في وجداننا

كتب/ د. يحيى الريوي

شهيد مذبحة جمعة الكرامة 18 مارس 2011م عوض صالح عبدالقوي القطيبي الريوي اليافعي ينتمي إلى منطقة ريو / حد يافع، وهو الإبن الأكبر من بين ثلاث شقيقات وأخيه الأصغر خالد وسماه والده بهذا الإسم تيمناً بإسم أخيه الأكبر عوض عبدالقوي (أبوعماد).
جميعنا أسرته وأقربائه وأهله فقدنا عوض الذي كان ربان السفينة في خضم الحياة ورجل البيت الأول منذ دفعت الظروف والده للاغتراب الى الولايات المتحدة الإمريكية ..لم تصرفه حداثة سنه، وميوله إلى هواياته ولعب كرة القدم ومشاركاته في ألعاب أخرى، عن مساندة زملائه واخوانه الثواروالخروج معهم الى ساحة التغيير وعشق تلك الساحات مدفوعاً بالشعارات الحماسية التي رفعتها الثورة الشبابية السلمية 11 فبراير من أجل العداله والكرامة والحرية ومحاربة الفساد , وقاسم أخوانه الثوار تعب الحلم وهجير الخيام، وهو الذي لم يكن بحاجة لذلك العناء إطلاقاً, فهو قادم من أحد أرقى أحياء صنعاء، ومن فللة فيها كل وسائل الراحة والرفاهية وهناك والده الذي إكتسب الجنسية الإمريكية كان بإنتظار تخرج نجله الأكبر عوض من دراسته الجامعية في جامعة صنعاء لتلتحق الأسرة جميعها به والعيش في الدولة العظمى أمريكا والتي هي حلم الملايين وليكتسبوا هم أيضاً جنسيتها في بضع سنين, وقد ألتحقت أسرة الشهيد عوض بالفعل بوالده بعد إستشهاده وهم يعيشون حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية , ولكن بعدما دفعوا ثمناً باهضاً هي حياة نجلهم الأكبر الشهيد عوض صالح عبدالقوي القطيبي الريوي اليافعي ...لكنها نفس الحر..وأشواق الشهادة.. وجاذبية عليين.
الشهيد عوض كان في خيمة واحدة، وتحت سقف واحدمع إبن صنعاء ومع إبن عدن، وإبن إب ومع ابن تعز، والحديدة والبيضاء....وغيرها من المحافظات, تقاسموا رغيف الخبز والأمل معاً، يجمعهم حب الوطن وحلم الغد المشرق..الغني والفقير.. الشاب والشيخ.. لافرق بين تلك الوجوه، وكان الشهيد عوض ذلك الشاب الذي لم يتجاوز العشرين عاماً قد عرف بين أهله ومحبيه بالإبداع والطموح والطيبة والتسامح. وأحد شباب ثورة التغيير في اليمن الذين تميزوا بنبل القيم ودماثة الخلق وبساطة التعامل.
أنجز عوض في عشرين عاماً، سيرة ذاتية اختصرت كل الدروب، على أكثر من صعيد إبداعي، هذا قبسٌ من جذوتها الشبابية، ميداليات وجوائز، شهادات ومهارات ومواهب، ألق وعطاء في نوادي صنعاء ومساجدها،وفي قلوب أهله ومحبيه سيّر، لاتتسع لها الأوراق، ولاتفي بحقها الكلمات. ولمكانته تلك.. فقد كان يخفي على أهله تعلقه بساحة التغيير وشغفه بها، خشية إقلاق والده المهاجر، وأمه وشقيقاته وأخيه الأصغر خالد.
خرج عوض وأستشهد من أجل التغيير..كانت تبكيه كل يوم مناظر البؤس والفقر والفساد والديكتاتورية وحالة جنوبه الحبيب الذي تم تكفيره وإستباحته وإستعماره...ولم يدر بخلده أن سارقي الثورات قد سرقوا تلك الثورة – ثورة 11فبرايرالتي هو أبرز شهدائها وأصبح كثير ممن كانوا يمثلون قادتها في الساحات المختلفة في المحافظات اليمنية الجنوبية والشمالية هم رموز الفساد حاليا بفساد يفوق في حجمه وأساليبه فساد النظام الذي ثاروا عليه .

اللهم أن في القبور اشخاصاً نحبهم وأحبونا..
اللهم نسألك بكل إسم هو لك ان تغفر لهم..
اللهم حرم وجوههم على النار...
أيها الأحبة نعيش حالياً الأجواء الروحانية المباركة لشهررمضان الفضيل والشهيد عوض بين أيدي خالقه , فلندعو الله العلي العظيم ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وبان يغشاه المولى عز وجل بواسع رحمته وبأن يسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين ... والرحمة والمغفرة لكل الشهداء ..ولاتنسوا الصلاة على الحبيب .. اللهم صلِ وسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...