آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 01:02 ص

اخبار وتقارير


انعدام الفكة .. معاناة يتجرعها المواطنون في عدن (تقرير خاص)

الأحد - 01 يوليه 2018 - 02:40 م بتوقيت عدن

انعدام الفكة .. معاناة يتجرعها المواطنون في عدن (تقرير خاص)

عدن تايم/فاطمة العبادي:

(مافيش فكة) لا ينتهي يوم المواطن في عدن إلا وقد سمع هذه العبارة عدة مرات وفي أماكن متفرقة من المدينة
شهور مضت والمواطنين في عدن يشكون من انعدام الفكة النقدية وعدم توفر بعض الفئات النقدية الجديدة الأمر الذي خلف العديد من المشاكل والنزاعات في أوساط الشارع العدني وأدى بدوره إلى تضخم وخلق مشاكل جديدة لا غناء عنها في المجتمع


_انعدام الفئات دليل على إلغائها :
أن غياب أي فئة نقدية من السوق أو تعرضها للتلف يتم استبدالها بطبع ورقة نقدية مماثلة لها في القيمة وإعادة مكانها كما كان لتتداول في السوق من جديد ولكن ما نشهده الآن هو انعدام فئات معينة مثل 50 ريال و100 و200 و250 ريال وتوفر بعضها بصورة ممزقه ومترهلة وبالرغم من ذلك فهي تتداول في السوق بين الباعة والزبائن والسبب عدم وجود بديل يغطي احتياجها وفي حالة عدم طبع أوراق نقدية مماثلة فإن هذه الفئات النقدية سوف تلغى بشكل شامل وسيتم التعامل الفئات النقدية المتوفرة والأعلى قيمة وهي 500 ريال و 1000 ريال يمني

_سبب في ارتفاع الأسعار :
السبب الرئيسي في عدم توفر وطبع عملات نقدية هو تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد يؤثر بدرجة أولى على المواطن نفسه الذي يكن في منتصف الموجه بين بائع لا يرضى بالخسارة ومواطن يريد مخرج لدوامته
ويتكرر هذا المشهد في جميع المحلات وخاصة البقالات والمطاعم وأسواق بيع المواد الاستهلاكية والغذائية حيث أنه تسمع الشجار في جميع أوقات مرورك بجوار تلك المتاجر .
ويقول جمال بائع في بقالة في مديرية الشيخ عثمان : مشكلة انعدام الفكة هي من اصعب وأول المشاكل التي مررنا بها إذ يأتي الزبون ولا يمتلك فكة وبيده عملة فئة 500 أو 1000 وهنا يبدأ النزاع اليومي أذهب واتي بسعر المنتج وسوف أبيع لك !
جمال ليس وحده من يواجه ذلك الموقف ولكن بعض البائعين يستخدم حيلا أخرى بديلة وأبشعها زيادة السعر المنتجات اذا كان الزيادة هي نفس المبلغ المتبقي أي إذا كان المتبقي 50 ريال أو 100 ريال فإنه يتم زيادة السعر تفادياً لعدم مطالبة البائع بالباقي الي لا يتوفر ولكن هذا الحل يخلف مشاكل أخرى جديدة

_مشاكل في غناء عنها :
من الحلول التي يبتكرها أصحاب المحلات والبقالات تولد مشاكل أخرى غير المشكلة ألام وهي انعدام الفكة
ومعظم المحلات يأتي بمنتجات تساوي قيمة النقود ويتم تداولها
أي يضع البائع منتجات بقيمة 50 ريال وأخرى بقيمة 100 ريال وقد يتطور الحال بوضع قيمة 10 أو 20 ريال ليتفادى الشجار مع الزبون ويقدم له عوضا عن قيمته النقدية
البعض يتقبل هذا بصدر رحب ويتفهم حال البلاد والبعض الآخر لا يتقبل ذلك أبدا وقد يرجع الى صعوبة وضعه المالي أو لا حاجة له في المنتج البديل ولكن في كل الأحوال الحكومة هي التي لا تجيد امتلاك حل بديل !
ويقول مواطن من محافظة لحج كذلك : في كل مرة اذهب الى السوق لشراء حاجيات المنزل اجد منتجات بديلة عوضا عن العملة النقدية ولهذا السبب لم اعد اشتري لأطفالي الحلوى واكتفي بالتي احصل عليها من البقالات لأعطيها لهم فالوضع المعيشي أصبح صعبا للغالية
وقد يتفاقم الوضع أكثر وأكثر ويزيد عن حده الشجار وقد تكبر الدائرة وتصل إلى حد الخطر كما حدث في 24 من يونيو في مديرية دار سعد عندما ركب مواطنين على متن باص نوع "دباب" وسلم أحدهم فئة 1000 ريال للسائق ولم يمتلك الفكة لإرجاع الباقي لهما وشب شجار وبينهم تطور إلى إخراج أحدهم مسدسا ويصوب رصاصة إلى رأس السائق مما أدى إلى وفاته على الفور وحاول أحد الركاب الآخرين اللحاق بالقاتل إلا أنه صوب الرصاصة الثانية إليه ليصيبه بها ويفر هاربا

طريقة بديلة :
مع استمرار الوضع السيئ في البلاد وانعدام العملات وعدم توفر حلول من البنك المركزي
ابتكر أصحاب المحلات التجارية في عدن طريقة بديلة للعملة النقدية وبدوا بتداول كروت مسجل عليها قيمة نقدية ب 50 ريال تحايلا على انعدام الفكة النقدية
ولقيت رواجاً كبيراً بين المواطنين بعد أن تسببت أزمة انعدام الفكة مشاكل كبيرة جدا ولكن هل ستستمر هذه الحيل او سوف تقوم الجهات الأمنية بوقفها

_حديث وسخرية مواقع التواصل الاجتماعي :
لقيت هذه ألازمة سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والواتساب والغرض الدائم هو نشر الفكاهة لترفيه من حال المواطن الذي لا حول له ولا قوة والسخرية من الحكومة التي لا تستطيع امتلاك حل ينهي مشكلة المواطنين في عدن والمحافظات المجاورة لها