آخر تحديث :الأربعاء - 17 أبريل 2024 - 12:31 ص

اخبار وتقارير


اكاديمي جنوبي : أزمة الدولة والهوية سبب تكرار الصراعات المختلفة في اليمن

الأربعاء - 18 يوليه 2018 - 07:12 م بتوقيت عدن

اكاديمي جنوبي : أزمة الدولة والهوية سبب تكرار الصراعات المختلفة في اليمن

عدن تايم / خاص :

هشاشة وضغف العقيدة البناء البنيوي للجيش سبب عدم حسم الحرب


في تصريح خاص للبرفيسور د. فضل الربيعي استاذ علم الاجتماع السياسي ورئيس مركز مدار للدراسات والبحوث كشف فيه جذور اشكالية الصراعات المستمر الدائرة في اليمن.
وقال : وتشكل هذه الإشكالية بُعدٌا مهما في سياق التوجه العام نحو بناء السلام في المجتمع ودعا التحالف والمبعوث الدولي إلى تناول هذه الاشكالية بوصفها مسألة سوسيوسياسية لمعرفة بعض الجوانب التي تتعلق بالمتغيرات والصراعات التي يعيشها اليمن، ليمكنوا من الكشف عن طبيعة جذور تلك الأزمة واسبابها اذا ما ارادوا احلال السلام الدائم في اليمن .

مبينا ان تكرار الصراعات وتناسلها بصورة مستمرة، تعود في مجملها إلى جذور أزمة الدولة والهوية الوطنية الجامعة، المتصلة بخصوصية الواقع اليمني شديد التنوع والتعقيد الذي يتجلى في مأزق الهوية وتعدد الهويات الفرعية (الطائفية والسياسية والقبلية) وغياب الدولة الوطنية الجامعة التي تحتوي ذلك ، موضحا صعوبة الاحتكام إلى دولة واحدة على المدى المنظور في اليمن .

واستعرض د. الربيعي اهم تلك الصراعات التي تعود إلى طبيعة الخلافات بين الشمال والجنوب وحروب الدولتين ما قبل عام 1990م أو الحرب التي نشبت بين طرفي الوحدة في صيف 1994م، فضلاَ عن تلك الصراعات بين الجمهوريين والملكيين التي تلت قيام الثورة في الشمال 1962م، والحروب التاريخية السابقة بين الطائفتين الدينيتين الزيدية والشافعية في الشمال. وصولا إلى الحرب بين الحركة الحوثية والنظام 2004م-2009م، والحرب الدائرة حالياً بين الانقلابين والشرعية. وتدخل دول الاقليم لتعطيها بعدا أكبر .

وتابع الربيعي بالفول : يتمثل تاريخ الدولة في اليمن بسلسة من الأزمات والصراعات والانهيارات المتتالية وهو أمر مسلم به طالما استندت السياسات إلى التهديد والمغامرة وإنتاج العنف وغياب العدالة الاجتماعية ومصادرة الحقوق، وفي هذا الاتجاه لقد لعبت المرجعيات القبلية والدينية دورا في تحطيم الروابط الاجتماعية بين الناس وإحياء ولاءات الماضي العقائدية والفكرية والسياسية والقبلية. فضلا عن تدخل المؤسسة العسكرية والأمنية في العديد من تلك الصراعات وتحيزها القبلي والسياسي وغياب ولائها الوطني.

وأكد د. الربيعي إذ ظلت المؤسسة العسكرية باليمن قائمة على ثلاثية الابعاد (الحكم والقبيلة والثروة) ربما كان المتغير الوحيد هو ما حصل عام 1990م عندما تم محاولة ادماج الجيشين (التابع للجمهوريتين) ونتيجة لاختلاف تكوينهما البنيوي تصادم الجيشين في حرب 1994م، تمكن الطرف الشمالي المدعوم بمليشيات الجهادية العائدة من أفغانستان من هزيمة الطرف الجنوبي وبذلك تم الاستغناء عن الجيش الجنوبي، الذي سرح معظم قوامه تمت إحالتهم للتقاعد الاجباري، ومن ثم تمكنت التنظيمات الإسلامية والجهادية من التغلغل في المؤسسة العسكرية بحكم تحالفها مع نظام صالح في الحرب ضد القوات الجنوبية. واتجه صالح إلى تعزيز قوته من خلال بناء جيش حديث يدين بالولاء لشخصه والمتمثل بالحرس الجمهوري والأمن المركزي ، حتى جاءت أحداث ثورة التغيير في 2011م والتي نادت بخلعه عن الحكم وتدخل دول الخليج لنزع الصراع وإيجاد المبادرة الخليجية وما لحقها من برنامج ما سمي بهيكلة الجيش، وهي هيكلة شكلية اقتصرت على بعض التنقلات للقيادات وبعض التعيينات التي لم تغير في الامر شيء، ولأن الجيش لا يدين بالولاء للوطن فقد برهنت حرب الحوثي الأخيرة وانقلابه على شرعية الرئيس هادي هشاشة ذلك الجيش أمام مليشيات الحوثي وانحياز بعضها تحت تأثير الولاءات المذهبية .
من جانب أخر بيّن د. الربيعي ان منظومة الفساد المتوغلو في مؤسسات الدولة الرسمية التي تتوزع بين الانقلابيين وحكومة الشرعية والذان يعملان منذ 3 سنوات لاستغلال ما يقع تحت سيطرة كل طرف من موارد ومناصب ودعم لصالحهما الشخصي ولصالح علاقاتهم الزبونية والعشائرية والاسرية اذ تكمن البعض من رموز السلطة الفاسدة خلال هذه الفترة من بناء امبراطوريات مالية خاصة تعبث بحياة المواطن ومقدارات المجتمع.