آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:20 م

اخبار وتقارير


المراسلون الإماراتيون الحربيون : لهذه الاسباب قدمنا الى اليمن .!

الأحد - 05 أغسطس 2018 - 11:31 ص بتوقيت عدن

 المراسلون الإماراتيون الحربيون : لهذه الاسباب قدمنا الى اليمن .!

عدن تايم - 24 :

بملء إرادتهم، حملوا أسلحتهم التي لا تستطيع قوى العالم مجتمعةً على قهرها، هم إعلاميون إماراتيون بعمر الشباب، ما استطاعوا المكوث خلف جدران الاستديوهات ونداء الواجب الوطني يشدهم إلى جبهات اليمن، فلبوا النداء وهدفهم نقل الحقيقة كاملة، وتلمس أوجاع اليمنيين الذين أنهكتهم جرائم الحوثي، وجرّعتهم من القهر والجوع والحرمان شتى أصناف العذاب.
في خضم أحداث اليمن ذهبت نخبة من الإعلاميين الإماراتيين إلى الجبهات، سلاحهم الكاميرا والمايكروفون، وصوتهم الذي يصدح لنشر رسائل الأمل والسلام، ورصد مآسي الشعب اليمني، لا سيما النساء والأطفال الذين دفعوا ثمن الحرب من أجسادهم الغضة الصغيرة التي مزقتها الألغام، ومن أحلامهم التي اغتالتها يد الحوثي الآثمة بتجنيد الآلاف منهم، في انتهاكٍ صارخٍ للقوانين والأعراف الدولية، وفي جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
بارقة أمل
وفي ظل ما حملته الحرب في اليمن من صورٍ مأساوية سوداء، إلا أنها حملت في الجانب الآخر بصيص أمل، وبرز فيها دور الإعلاميين الإماراتيين اللافت للأنظار، في تغطية بطولات أبناء القوات المسلحة الإماراتية المشاركين ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية لليمن، حيث أثبتوا كفاءة أضحى يُشار إليها بالبنان، وخبرةً وحرفية عاليتين، حتى نافسوا نظراءهم، ممن لهم باعٌ طويلٌ في هذا المجال، وأكدوا أن "لا مستحيل" في قاموس أبناء الإمارات.
رسالة الحق
في تقارير خاصة، التقى 24 عدداً من المراسلين الإماراتيين الحربيين، للوقوف على دورهم البارز في نقل أحداث اليمن كما هي على أرض الواقع، وتسليط الضوء على أبرز التحديات وأصعب المواقف الإنسانية التي ستظل عالقةً في ذاكرتهم ما حييوا، وكيف استطاعوا قهر جميع الظروف والخروج في تغطيات مباشرة تحت أزيز الرصاص، أمامهم عدسة الكاميرا، وخلفهم تدور رحى المعارك الشرسة، دون أن يهتز صوتهم لإيمانهم بتأدية رسالة الحق والواجب بمهنية مشرّفة، والمحطة الثانية مع الإعلامي الإماراتي فيصل بن حريز، مراسل قناة سكاي نيوز في اليمن.
كفاءة واقتدار
 فيصل بن حريز قال في حديثه لـ24، إن "الإعلاميين الإماراتيين أبدوا كفاءة في مجالات الإعلام كافة، وأثبتوا نجاحهم في جميع المجالات، إذ إن الصحفي الذي يمتلك الأدوات الحقيقية لا يواجه أية مشكلة في حال كان ملماً بطبيعة وخصوصية مهنته، كما أنه يستطيع العمل في جميع الظروف، لأن ذلك كله يعتمد على سرعة البديهة والإلمام، والقدرة على التكيف مع الظروف"،
وأشار إلى أنه بحكم عمله، كان مذيعاً في الاستديو، وضلع في تغطية الشأن اليمني منذ بداية الحرب في اليمن، وعندما طرحت فكرة التوسع في تغطيات فريق عمل سكاي نيوز، لم يتردد برهةً في الذهاب إلى اليمن لأن الإعلامي الحقيقي مجالات عمله لا تنفصل إحداهما عن الاخرى، فالمذيع يمكن له أن يعمل كمراسل ميداني.
سرعة الأداء
وقال ابن حريز: "منذ اللحظات الأولى لوصولي إلى اليمن رافقت المدفعية الإماراتية، وأنجزت تقريراً خلال الساعات الخمس الأولى، لأنه في مثل هذه الظروف لا يمكن للمراسل إرسال الصور وكتابة تقريره لاحقاً، وإنما ينبغي عليه تصوير الأحداث ونقلها في اللحظة ذاتها، وهذا ما يشكل ضغطاً على القنوات الإخبارية، لأنها مطالبة من جمهورها بنقل الحدث صوتاً وصورة من مكان الحدث عاجلاً".
وأكد على الأهمية الزمنية لسرعة إنجاز التقارير الإخبارية في التغطيات الحربية، حيث تكون كل دقيقة تمر مصيرية بالنسبة لكادر العمل، وطبيعة مجريات الأحداث لا تسمح للمراسل سوى بدقائق معدودة لإتمام مهمته سريعاً دون أن يكون لديه متسعٌ للإعادة خلال إعداد التقرير، إلى جانب أهمية استرسال المراسل في الكلام، وانتقاء مفرداته بذكاء وحرفية ودقة تتناسب مع أبعاد وخلفيات القضية موضوع التغطية، لافتاً إلى أن العمل الإعلامي مسؤولية وطنية، وأن كل مواطن هو جندي في مكان عمله، يخدم وطنه بتفانٍ وإخلاص من خلال نجاحه في أداء المهمة المنوطة به.
اكتشاف الذات
ورأى فيصل بن حريز، أن "المراسل الحربي يكتشف نفسه خلال خوضه لتحدي تغطية الأحداث من مكانها وفي توقيت وقوعها ذاته، يعينه على أداء مهامه وتجاوز جميع التحديات، حبه لوطنه، وإيمانه بضرورة التحلي بالمهنية في أداء عمله، وقدرته على القيام ذلك".
مشاهد مؤثرة
وأشار إلى أن من المشاهد التي أثرت فيه، زيارته للمناطق اليمنية المحررة عقب خلاصها من قبضة ميليشيات الحوثي الإرهابية، حيث التقى بالسكان هناك، ولفته صبرهم وقوة تحملهم للظروف السيئة التي أحاطت بهم من كل حدب وصوب، مبدياً إعجابه بحبهم للحياة وتمسكهم بالأمل وإيمانهم بأن حياتهم ستعود إلى مجراها الطبيعي قبيل اندلاع الحرب التي قلبتها رأساً على عقب.
تقارير نوعية
ونوه بأنه وفريق عمل سكاي نيوز غطوا المناطق المحررة على الساحل اليمني، حيث أعدّ تقريراً عن عودة الحياة إلى هذه المناطق، ورصد أحوال الصيادين الذين حاربتهم الميليشيات الحوثية الإرهابية في مصدر رزقهم الأساسي، وفرحتهم بعودتهم إلى البحر، إلى جانب تصوير الأطفال وهم يلعبون على شاطئ البحر، وشفاههم تبتسم من جديد بعدما حرمهم الحوثيون من أبسط حقوقهم في الحياة، مبيّناً أن من أكثر المشاهد إيلاماً بالنسبة له كانت رؤية النساء والأطفال من متضرري الألغام، الذين مزقت الألغام أطرافهم، نظراً غالبية النساء اليمنيات يعملن في الرعي، إلى جانب استدراج الأطفال عن طريق تفخيخ الألعاب والأجسام الغربية ليدفعوا ثمن براءتهم.
كابوس الألغام
وقال الإعلامي فيصل بن حريز: "للأسف تحيط الألغام بمنازل اليمنيين وتهدد حياتهم وحياة أطفالهم، فهي تنتشر عشوائياً دون خرائط تدلل على أماكنها، حيث كان الناس هم من يحذروننا من أماكن تواجدها في محيط سكناهم، وهو انتهاك للقوانين والأعراف الدولية، كما أن الأمر قد يستغرق عدة سنوات للتخلص من هذه الألغام".
وأشار إلى أن من الأوقات التي استشعر بها فريق عمل سكاي نيوز، الخطورة هو خلال المعارك الدائرة لتحرير مطار الحديدة، مؤكداً أن على المراسل الحربي الحفاظ على سلامته، وعدم المخاطرة والأخذ بعين الاعتبار أن أسس العمل في ظروف الحرب تختلف جذرياً عن العمل في الاستديو.
تأهيل الكوادر
وأشار إلى حرص قناة سكاي نيوز عربية على تأهيل كوادرها قبل إرسالهم لتغطية الأحداث في اليمن، من خلال دورات يقدمها خبراء في هذا المجال خاضوا مهام مماثلة في الحروب سابقاً، متمنياً أن يقوم كل صحفي باتباع مثل هذه الدورات قبل ذهابه إلى الميدان، للتعرف على أنواع المخاطر وطرق التعامل معها.
خطة العمل
وذكر ابن حريز، أن خطة العمل الإعلامي في اليمن كانت تسير وفق المتاح، حيث يتم إعدادها في ساعات الفجر الأولى بناءً على المعطيات الجديدة الواردة لفريق العمل الذي يضم 7 مراسلين، وكان أعضاؤه يجتمعون معاً ويحددون ما ينبغي عمله، إذ إن القرارات كانت تصدر من ميدان التغطية وليس من إدارة القناة في أبوظبي، لتكون التغطية ملائمة للظروف، ولعمل تغطيات حصرية تنفرد بها القناة.
العمل في الميدان
وأضاف: "عملت سابقاً في أماكن تعاني من الصراعات والكوارث الطبيعية، وقبل أسبوع واحد من ذهابي كمراسل حربي لتغطية أحداث اليمن، كنت في سقطرى لتغطية الإعصار الذي ضربها، إلا أن ظروف الحرب تختلف عن الكوارث الطبيعية، وهدوء الحرب لا يعني عودة الأمان، والبيئة متغيرة، والتجربة تعد إضافة نوعية لكل صحفي، فلقد استطعت عمل تقارير متميزة في اليمن بشهادة فريق العمل، كانت في أغلبها حصرية، ورافقت القوات المسلحة الإماراتية في خطوط القتال الأولى، وواكبنا الإنزال المظلي للمساعدات الإغاثية، وقمنا بتقارير وقصص إنسانية".
وأشار إلى أن للتحالف العربي قوة ناعمة يقوم بها إلى جانب القوة العسكرية، متابعاً: حاولت جاهداً الدمج بين تغطية العمل العسكري والزخم على الأرض، والقوة الناعمة للتحالف من تقديم المساعدات وبناء المستشفيات والمباني ومد الجسور، كبير جداً، مؤكداً ضرورة تواجد الإعلاميين في ميدان الأحداث لتسليط الضوء على هذه الجهود الكبيرة المبذولة.
الإرادة تصنع النجاح
وبسؤاله عن عودته إلى اليمن قال فيصل بن حريز: "ذهبت إلى اليمن بطلب وإلحاح مني، وبحكم عملي كمذيع متخصص بالشأن اليمني، كانت إدارة القناة التي أعمل بها تفضل بقائي في الاستديو لمتابعة هذا الملف من هناك، ولكني أقنعتهم بعمل استديو من اليمن ولأول مرة قمنا بذلك، حيث كان المذيع في الميدان، والضيوف في الاستديو، وكنا نبث لمدة ساعة كاملة، وكانت هذه تجربة جميلة، وكنت أعتمد على الهاتف المحمول في قراءة النصوص وإعداد تقارير كاملة بواسطته، لأنه في هذه الظروف يجب أن نستخدم الوسائل المتاحة أمامنا، وأنا على ثقة بوجود مذيعين قادرون على عمل تقارير متميزة بكفاءة تضاهي ما قمت به وأكثر لأنهم تسلسلوا في مناصبهم الوظيفية بصبر وجهد دؤوب".