آخر تحديث :الثلاثاء - 07 مايو 2024 - 08:16 ص

اخبار وتقارير


تقرير مصور- لحج .. باي حال عدت يا عيد

الخميس - 16 أغسطس 2018 - 09:31 م بتوقيت عدن

تقرير مصور- لحج .. باي حال عدت يا عيد

تقرير مصور / صدام اللحجي

العيد فرحة فى عيون الأبناء والآباء، وترتسم ملامحه عند الصغار بالملابس الجديدة والعيدية.. وينتظر الصغار العيد كل عام آملين فى تحقيق ما يتمنون ليبدوا فى أبهى صورهم عند لقاء الأهل والأصدقاء.
واعتاد أبناء مدينة الحوطة بلحج على شراء ملابس عيد الأضحى المبارك حيث تتحول محلات وسط المدينة إلى مايشبه "خلية نحل"وتنافس فى الأسعار والموديلات تنتعش معها الأسواق على مدار الساعة.

الوضع هذا العام بات مختلفًا تمامًا تبدلت الأحوال مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يعيشها أبناء الوطن عامة ولحج خاصة وموجات الغلاء غير المعقولة، ما أصاب الأسواق بحالة كبيرة من الركود وسكن الصمت شوارع المدينة وبات أصحاب المحلات يستجدون المشترين دون جدوى.

الأزمة انتقل صداها للأهالى الذين فاقت الأسعار قدراتهم الشرائية قاصمة لظهورهم وفوق مقدرة جيوبهم الخاوية.. الجميع اكتفى بالفرحة.. أما الصغار فباتت أحلامهم مؤجلة فى لبس العيد الجديد.. ولا عزاء لأبناء مدينة الحوطة.

عيد بأية حال عدت يا عيد: بما مضى أم بأمر فيك تجديد" هذا المطلع لقصيدة الشاعر الشهير المتنبى هو الأكثر تعبيرًا عن حال موسم بيع الملابس خلال عيد الأضحى فهناك تجديد وهو ارتفاع الأسعار بشكل كبير لعدة أسباب أهمها ارتفاع الدولار، في الملابس الجاهزة.

تنقلت"عدن تايم" بين مناطق لبيع الملابس لرصد حركة البيع والشراء وكانت البداية في الشارع الرئيسي للمدينة، ويشهد تواجد أكثر من محل تجاري لبيع الملابس الرجالي وغيرها..، أما الأسعار فكانت مرتفعة، بشكل كبير جدا.

فى الشارع الرئيسي للمدينة يرتص أصحاب البسطات لبيع الملابس كان المشهد مختلفًا" هدوم العيد عندنا وبس.. قرب وشوف.. أفضل الملابس على قد الايد"شعارات يطلقها البائعة للمواطنين من أجل بيع بضائعهم لحثهم على الشراء.

ويعد"الشارع الرئيسي  والخلفي"مقصدًا يلجأ إليها الفقراء لشراء الملابس الجديدة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك أحد الباعة الجائلين بشارع الرئيسي وقفت"عبير مصطفى"موظفة، لا يتخطى عمرها الـ 40 عامًا شاكية من أسعار الملابس.. قالت:"السنة هذه الأسعار غالية جدا.."كلمات تفوهت بها لوصف حالها المرير ومعاناتها مع ارتفاع الأسعار، مؤكدة أنها تقوم بشراء قميص أو بنطلون لكل ولد من أولادها لتتماشى مع الملابس الجديدة الموجودة من العام الماضي.

وقال حسن نصر"21عاما"، : كل الملابس زادت وكل البائعين يعلقون الزيادة على ارتفاع الدولار وتدهور العملة المحلية، ولكن ما ذنب المستهلك فى تلك الزيادة الكبيرة فيما قال أكرم عثمان، مالك أحد المحلات التجارية للملابس في المدينة: إن حركة البيع والشراء قد اختلفت هذا العام وقلت بنسبة 50٪ مضيفًا أن الإقبال هذا العام على الملابس، أما ملابس الأطفال والحريمى فقلت بطريقة كبيرة، وكل هذا بسبب الحالة الاقتصادية وارتفاع الدولار وقلة الاستيراد وأيضًا عدم توافر العملة الصعبة.

وقال عدد من أصحاب المحلات إن المواطنين اكتفوا بالفرجة فقط على عروض العيد والقليل منهم من يقوم بالشراء.

"مافيش موسم عيد ولا فيه فرحة.. الناس بالعافية بيجيبوا الأكل والشر". بهذه الكلمات استهل محمود، بائع ملابس، حديثه قائلا: ان ارتفاع أسعار الملابس بنسبة 40٪ أثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء، والتى قلت بنسبة 60٪ مشيرا إلى أن أزمة البيع ترجع لشهور طويلة وليست وليدة هذه الفترة.

واستكمل حديثه قائلا: إن الكثير من المواطنين غير قادرين على شراء الملابس واستكفوا فقط بشراء المتطلبات الأساسية بعد فصال ومشاجرات عديدة بين البائع والزبون .. وتابع: "الزبون في هذه الأيام مش هاين عليه يدفع فلس على اللبس ويقول الأكل والشرب أهم.

وقال"صادق" بائع ملابس والذى يعمل بالمهنة منذ سنوات إنه لم يشهد طوال هذه المدة مثل تلك الأزمة الطاحنة التى تشهدها الحوطة حاليًا، مؤكدًا أن في مثل هذا الوقت من كل عام تتحول محلات الملابس إلى خلية نحل مع بداية العيد.

وأشار إلى أن عددًا من أصحاب المحلات في المدينة يتعرضون لخسائر شهرية بسبب الركود، كما أن موديلات هذه الملابس وظهور موديلات جديدة يزيد من خسائر صاحب المحل فضلاً عن زيادة ايجار المحلات التى تفوق أضعاف ما يكسبه البائع حاليًا. ويبين أنه خلال الأعوام الماضية كانت محلات وسط البلد تعمل قبل العيد على مدار الساعة دون توقف أما الآن فالأيام كلها متشابهة حد وصفه.
ومن الباعة إلى المستهلكين والذين عبروا عن غضبهم الشديد من ارتفاع أسعار الملابس بشكل ملحوظ ما أطفأ فرحة العيد فى عيون أطفالهم عن شراء الملابس الجديدة وحاول اللجوء لشراء المستعمل.