آخر تحديث :الثلاثاء - 07 مايو 2024 - 07:20 م

الصحافة اليوم


حامد المعشني: قاتلنا بالكلمة في اليمن دفاعاً عن الحق

الإثنين - 20 أغسطس 2018 - 01:33 م بتوقيت عدن

حامد المعشني: قاتلنا بالكلمة في اليمن دفاعاً عن الحق

عدن تايم - 24 :

بملء إرادتهم، حملوا أسلحتهم التي لا تستطيع قوى العالم مجتمعةً على قهرها، هم إعلاميون إماراتيون بعمر الشباب، ما استطاعوا المكوث خلف جدران الاستديوهات، ونداء الواجب الوطني يشدهم إلى جبهات اليمن، فلبوا النداء وهدفهم نقل الحقيقة كاملة، وتلمس أوجاع اليمنيين الذين أنهكتهم جرائم الحوثي، وجرّعتهم من القهر والجوع والحرمان شتى أصناف العذاب.
في خضم أحداث اليمن ذهبت نخبة من الإعلاميين الإماراتيين إلى الجبهات، سلاحهم الكاميرا والمايكروفون، وصوتهم الذي يصدح لنشر رسائل الأمل والسلام، ورصد مآسي الشعب اليمني، ولا سيما النساء والأطفال الذين دفعوا ثمن الحرب من أجسادهم الغضة الصغيرة التي مزقتها الألغام، ومن أحلامهم التي اغتالتها يد الحوثي الآثمة بتجنيد الآلاف منهم، في انتهاكٍ صارخٍ للقوانين والأعراف الدولية، وفي جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
بارقة أمل
وفي ظل ما حملته الحرب في اليمن من صورٍ مأساوية سوداء، إلا أنها حملت في الجانب الآخر بصيص أمل، وبرز فيها دور الإعلاميين الإماراتيين اللافت للأنظار، في تغطية بطولات أبناء القوات المسلحة الإماراتية المشاركين ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية لليمن، حيث أثبتوا كفاءة أضحى يُشار إليها بالبنان، وخبرةً وحرفية عاليتين، حتى نافسوا نظراءهم، ممن لهم باعٌ طويلٌ في هذا المجال، وأكدوا أن "لا مستحيل" في قاموس أبناء الإمارات.
رسالة الحق
في تقارير خاصة، التقى موقع 24 عدداً من المراسلين الإماراتيين الحربيين، للوقوف على دورهم البارز في نقل أحداث اليمن كما هي على أرض الواقع، وتسليط الضوء على أبرز التحديات وأصعب المواقف الإنسانية التي ستظل عالقةً في ذاكرتهم ما حييوا، وكيف استطاعوا قهر جميع الظروف والخروج في تغطيات مباشرة تحت أزيز الرصاص، أمامهم عدسة الكاميرا، وخلفهم تدور رحى المعارك الشرسة، دون أن يهتز صوتهم لإيمانهم بتأدية رسالة الحق والواجب بمهنية مشرّفة، والمحطة الثالثة مع الإعلامي الإماراتي حامد المعشني مراسل قنوات أبوظبي للإعلام.
على أهبة الاستعداد
وأكد الإعلامي حامد المعشني في حديثه لـ24، أن جميع الإعلاميين الإماراتيين على أهبة الاستعداد للذهاب إلى اليمن، تلبية لنداء الواجب الوطني، ولنقل الصور الحقيقية لمجريات الأحداث على أرض الواقع.
وقال: "أعتبر ذهابي لليمن تلبية للواجب الوطني المقدس، وقد تكون التجربة بالنسبة لي جديدة نوعاً ما، وليست كغيرها، فهي ذات طبيعة استثنائية، كما أن هناك فارقاً كبيراً بين ظهور الإعلامي في الاستديو، وبين ظهوره في بث مباشر على جبهات القتال".
وأشار إلى أنه استطاع التأقلم مع ظروف العمل على جبهات اليمن خلال تغطياته الميدانية لمدة تجاوزت الثلاثة أسابيع، كما تمكن من إعداد تقارير خاصة بفضل شبكة المصادر التي كونها هناك.
فخر واعتزاز
وعبّر حامد المعشني عن فخره واعتزازه بتواجده على أرض اليمن لنقل مجريات الأحداث، كما أنه ظل يردد أمام أسرته: "سأذهب إلى اليمن.. سأذهب إلى اليمن" بحماس وعزيمة لا تلين، بإصرار طالما اعتاد عيال زايد عليه في تسابقهم لإعلاء كلمة الحق، ورفع المعاناة عن كل محتاج، وبعث الأمل في نفوس أذبلها الشقاء والاحتضار تحت وطأة الحرب.
جنود الإمارات
وأضاف: "وأنا في الطرق إلى اليمن، كان شعور الفخر والإقدام، والحماس يعتمر قلبي، لم يساورني القلق بتاتاً، كنت متشوقاً لأكون إلى جانب جنود الإمارات البواسل، الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة على جبهات اليمن، وأنا لم أحمل السلاح، لكنني كنت أقاتل بالكلمة، وبنشر المعلومات الحقيقية عما يحدث هناك".
مشاهد لا تنسى
وأشار إلى أن من المشاهد المؤلمة التي لن ينساها خلال تواجده في اليمن كمراسل حربي لقنوات أبوظبي للإعلام، حالة الطفلة اليمنية "سمية" ذات الأعوام الثلاثة، التي أصيبت جراح قطعية خطيرة في منطقة البطن والأمعاء من جراء استهداف الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، منزل أسرتها في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة بقذيفة هاون مباشرة.
ولفت المعشني إلى أنه شاهد الطفلة "سمية" لحظة وصولها إلى الطوارئ، وقد تمزقت أحشاءها، ودماؤها تنزف بغزارة، وصوت بكائها الذي يتقطعه أنين الألم، يشق أذن حتى من به صمم، موضحاً أن "سمية" هي واحدة من أطفال اليمن الذين يدفعون ثمن جرائم الحوثي، دون أي ذنب اقترفوه، وهي شاهدٌ على حلقة من سلسلة الانتهاكات الفاضحة والدموية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي التابعة لإيران ضد أطفال بالكاد أبصروا النور، وسرعان ما أطفأ المجرمون شعلة طفولتهم ليجدوا أنفسهم محاطين بظلام الحرب والبؤس والجوع والحرمان.
ونوه بأنه لم يستطع مغادرة المكان، ومكث فيه لمدة 4 ساعات متواصلة للاطمئنان على الطفلة "سمية"، إذ خضعت لعملية جراحية استغرقت أربع ساعات، تم خلالها التخلص من جميع الشظايا المستقرة في مناطق متفرقة بالبطن وإنقاذ حياتها، ومن ثم نقلها عبر الطائرة إلى دولة الإمارات لاستكمال رحلة العلاج، إضافة إلى تأهيلهاً نفسياً من جراء العمل الإرهابي للميليشيات الحوثية.
وفيما يتعلق بأوضاع اليمنيين في المناطق المحررة، قال مراسل قنوات أبوظبي للإعلام في اليمن، أنه "أثناء زيارة سكان المناطق اليمنية بعد تحريرها، يظهر جلياً للعيان حالة البؤس المدقع الذي يعيشه هؤلاء الناس الأبرياء، ونقف أمامهم مصدومين من حالهم، متسائلين إذا كانت هذه أوضاعهم الآن فكيف كانت وهم تحت سيطرة الحوثي، الذي تفننت ميليشياته بإذاقتهم شتى أصناف العذاب والقهر والألم، وارتكبت بحقهم جرائم لا تعد ولا تحصى، لتفاقم من شقائهم".
التخفيف من المعاناة
وثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والذراع الإنساني للإمارات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لإغاثة اليمنيين، ومد يد العون إليهم، للتخفيف من معاناتهم، لافتاً إلى الترحيب الكبير الذي كان يستقبل فيه أبناء المناطق المحررة جنود الإمارات وفرق الهلال الأحمر، وكيف يعبرون عن حبهم للإمارات، وشكرهم للشعب الإماراتي على الوقوف معهم في محنتهم.
تجربة ثرية
وأكد المعشني أن فترة تغطيته للأحداث في اليمن توجت مسيرة عمله لـ15 عاماً كمذيع للأخبار في تلفزيون أبوظبي، كما اعتبرها تجربة ثرية ومتميزة، معرباً عن سعادته البالغة بحجم التفاعل الذي يلقاه من مختلف شرائح المجتمع الإماراتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الفيديوهات والتقارير التي يبثها، والدعم المعنوي الذي يبعثه هذا التفاعل في نفوس المراسلين الحربيين الإماراتيين، لبذل المزيد من الجهود الدؤوبة، ومواصلة النجاح الذي تحقق في مواكبة أحداث اليمن لحظةً بلحظة على جبهات القتال، لافتاً إلى أنه يرى في الرسائل النصية التي تصله من المسؤولين ومن عامة الناس، رصيد من الدعم النفسي والمعنوي لا ينضب، الأمر الذي يحمّله مسؤولية أكبر على كاهله.
جرائم الحوثيين
وقال الإعلامي الإماراتي حامد المعشني: "لا يمكن للخوف أن يتسلل لحظة إلى قلوبنا ونحن على خطوط النار الأولى، لأن ما شاهدناه بأم أعيننا من حجم الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران في اليمن، لا يمكن أن يمحى، فهم أجرموا بحق البشر والحجر واليمن والإنسانية برمتها، وارتكبوا من الفظائع ما لا يمكن تصوره، وكلما مر أمامنا طيف صورة واحدة من جرائم هؤلاء الإرهابيين، نزداد قوة وإصراراً على المضي قدماً، لتعريتهم على حقيقتهم، وليعرف العالم كله بشاعة ما يقترفه هؤلاء بحق المدنيين الأبرياء من انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية".