آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:28 م

ثقافة وأدب


18 محرم يوم مرّغت عدن أنف الإمبراطورية البرتغالية بالتراب

الجمعة - 28 سبتمبر 2018 - 11:54 م بتوقيت عدن

18 محرم يوم مرّغت عدن أنف الإمبراطورية البرتغالية بالتراب

إعداد / وضاح عبدالله

يوافق اليوم الذكرى 521 عام لانتصار العدنيين بقيادة أميرهم "مرجان الظافري " على الحملة البرتغالية بقيادة افونسو دي بوكريك -او كما كان يسميه العرب شيطان البحار- نائب ملك البرتغال على الهند.
إذ بعد صدور أوامر ملك البرتغال باحتلال عدن تحرك القائد دي بوكريك في حملة عسكرية من جوّا نحو عدن للسيطرة عليها، في صبيحة السبت 18 محرم 919 هجرية رأى أهل عدن ثمانية عشر مركباً راسية في صيرة، بدأت بضرب المدينة بالمدفعية.. حاول الأمير مرجان - أمير عدن آنذاك من قِبل الدولة الطاهرية- مفاوضتهم، إلا أنهم رفضوا وقالوا أن هدفهم هو الاستيلاء على المدينة.
حاول الأمير مرة أخرى بإرسال الهدايا هذه المرة، ولكن الأسطول رفضها وأمر بفتح بوابات المدينة لتسليمها.
لم يتوقف الأمير عن مبادرة أخيرة تتمثل في عقد لقاء بين الجانبين على ساحل عدن، لكن دلبوكريك رفض هذا العرض ايضاً طالباً أن يكون اللقاء داخل المدينة(ربما لفتح أبواب المدينة المنيعة ودخولهم حيلة).
عندها انتهى وقت المفاوضات فأمر "مرجان الظافري" الجيش العدني بنصب المدافع على الأسوار استعداداً للمقاومة، وأمر المساجد بالقنوت والدعاء بالنصر.
أنقسم الأسطول البرتغالي- والذي كان مؤلف من ألف وسبعمائة جندي برتغالي وثمانمائة من الهنود- لفرقتين فرقة تُكلف بتسلق الدرب عبر السلالم يسار الساحل، وفرقة يقودها القائد دلبوكريك بنفسه تهاجم المدينة يمين الساحل.
بعد محاولات كثيرة عجزت ميمنة الاسطول عن اقتحام عدن، لشدة انحدار الشاطئ وحاولوا نصب السلالم إلا أنها تكسرت بهم، بينما نجحت الفرقة الاخرى في تسلق السور من جهة رأس شرشرة (مقابل مجمع عدن مول تماماً) واقتحام المدينة وصعدوا جبل الخضراء (الجبل الذي يقع على إحدى تلاله المجلس التشريعي حالياً) فوجدوا أهل عدن لهم بالمرصاد يرمونهم بالحجار حتى أنزلوهم من الجبل.
كررت ميمنة الاسطول الهجوم واستعانوا بباشورة (كشك خشبي متحرك) لحماية الجنود اثناء الاقتحام، إلا أن الأمير مرجان أمر بتركيز السهام النارية على حرق الباشورة فهرب من فيها من الجنود للسفن.
وللحظات بسيطة تمكن البرتغاليين من اقتحام خطوط دفاع العدنيين ووصولوا لمنطقة تُعرف بميدان السوق( منطقة الميدان بسوق كريتر حالياً)، وما لبث أن استعاد الجيش العدني مع الأهالي صفوفهم وهجم على البرتغاليين حتى ألحقوا بهم هزيمة منكرة هربوا على أثرها لسفنهم، وقام بعدها العدنيين بضرب المراكب البرتغالية بالمدافع من قلعة صيرة فقتلت وجرحت عدداً كبيراً منهم.
جاء في بعض المصادر أن قتلى البرتغاليين بلغوا مائتان ومن عدن ضحى عدد من الشهداء بأرواحهم كان من أبرزهم إسماعيل بن عمر بن موسى المهري الرحيلي

سجلت عدن بهذا الانتصار الساحق أروع صفحاتها المشرقة ببطولات مقاومتها تحت لواء أميرها الجسور مرجان الظافري.

المراجع : - عدن في عهد الطاهريين د. عباس فرحان
- القوى السياسية المعارضة للدولة الطاهرية د. محمد منصور