آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

الصحافة اليوم


الارتهان لطهران يفجّر الخلافات مجددا وسط عائلة #الحـوثي

الثلاثاء - 30 أكتوبر 2018 - 12:25 م بتوقيت عدن

الارتهان لطهران يفجّر الخلافات مجددا وسط عائلة #الحـوثي

عدن تايم - صحف :

أدى ارتهان ميليشيا الحوثي لطهران إلى تصاعد الخلافات داخل العائلة، ويتفرع هذا الصراع عن صراع آخر قديم بين العائلات التي تشكل أركان الجماعة الحوثية، وبات يتخذ شكلاً يعتمد على المناطق المسيطر عليها.
اشتهر رجل الدين محمد عبدالعظيم الحوثي بمعارضته لجماعة الحوثيين المتمردة منذ 2004، بعد طرده من ضحيان شمال صعدة، وهدم منزله، بسبب خلافه معهم ورفضه التلاعب بالطائفة لخدمة مصالح إيران. علماً بأنه كان على خلاف كبير مع بدر الدين الحوثي، والد زعماء المتمردين والانقلابيين في اليمن، الذين يقودهم حالياً نجله عبدالملك الحوثي.
ومنذ بروز حركة التمرُّد في صعدة على يد مؤسس الميليشيا حسين الحوثي، قبل أن يخلفه أخوه عبدالملك، سجل عبدالعظيم الحوثي موقفاً رافضاً لاحتكار تمثيل المرجعية، كما رفض تحريف المعتقدات خدمة للمشروع الإيراني وتحويل أتباعه إلى أدوات لضرب الانتماء العربي، ودَفَع في سبيل ذلك الكثير من التضحيات في الأتباع وفي الممتلكات.
دعم طهران
ومع دعم طهران لميليشيا عبدالملك الحوثي في الانقلاب على الشرعية احتفظ عبدالعظيم الحوثي بموقفه الرافض والمعارض للارتماء في أحضان طهران.
ومع توقف المواجهات في منطقة آل حميدان بضواحي مدينة صعدة وتفجير عدد من منازل أتباعه واعتقال آخرين، استمر عبدالعظيم في حشد أتباعه في صنعاء وعمران وحجة استعداداً لجولة جديدة من المواجهة يزيد من قوتها إدراك قطاع عريض من أتباعه غايات وأهداف عبدالملك في كونه أداة طيِّعة في يد حكام إيران وأداتهم في المنطقة حزب الله اللبناني.
أوضاع مأساوية
وفي ظل أوضاع مأساوية يعيشها الملايين من اليمنيين بسبب الحرب التي أشعلتها ميليشيا عبدالملك الحوثي، يظهر ابن عمه عبدالعظيم الحوثي كمنافس قوي يتبنى فكرة الالتحام بالجسم العربي في مواجهة المشروع الآخر الذي حوّل مسقط العرب الأول إلى مجرد أداة في مشروع الهيمنة الإيرانية، وهو ما يؤشر إلى جولة جديدة من الصراع العائلي.
وإذا كان استئثار قادة ميليشيا عبدالملك الحوثي بالنفوذ والأموال قد أجَّج من السخط الشعبي، فإن الثراء غير المشروع أضحى سِمةً لمرحلة سيطرتهم على العاصمة والمناطق الأخرى، وأصبح عبدالعظيم الحوثي يراهن على استثمار تنامي السخط الشعبي جراء ذلك وبلوغ الفساد مستوى لم تعرفه البلاد من قبل، في المواجهة القادمة مع عائلة بدر الدين الحوثي.
ويرى محللون أن هذا الصراع الحوثي الحوثي المتجدد �يوحي بهشاشة الفكر الحوثي�، وأنه سيمهد إلى تآكل الميليشيا الحوثية وإضعافها مادياً ومعنوياً، وأنه سيثبت لجميع المغرر بهم أن الحركة الحوثية مجرد ميليشيا انقلابية ومتمردة، تستغل الدين لصالح أطماعها وأهدافها السياسية.