آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:18 ص

اخبار محافظات اليمن


دفعت فاتورة صمودها في وجه مليشيات صالح والحوثي باهظا.. الضالع خارج دعم الشرعية

الأربعاء - 16 مارس 2016 - 11:01 ص بتوقيت عدن

دفعت فاتورة صمودها في وجه مليشيات صالح والحوثي باهظا.. الضالع خارج دعم الشرعية

ملف أعده/ فاروق عبدالسلام وفواز عبدان

لم يشفع لمحافظة الضالع، تصدرها قائمة المحافظات المحررة بجسارة وتضحيات المقاومة الجنوبية ودعم قوات التحالف العربي، من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح، فمحافظة الضالع التي تحررت باستثناء أجزاء من اطرافها الشمالية، منذ مايو/‏‏‏أيار الماضي، ما زالت تعيش أسيرة معاناة متشعبة وأوضاع صعبة للغاية في شتى جوانب الحياة الإنسانية والصحية والخدمية والاقتصادية، نتيجة الآثار التي أفرزتها الحرب المدمرة على سكان ومدينة الضالع، من دون أن تحظى بالدعم اللازم والمطلوب من القيادة السياسية والحكومة اليمنية لاستعادة عافيتها.


تبعد محافظة الضالع التي تم استحداثها عقب عام 90 وضمت اليها اجزاء من محافظة اب سابقا، 120 كيلو متراً فقط عن عن العاصمة المؤقتة عدن، لكن ورغم ذلك لم تتنفس الصعداء بعد، فما زالت المحافظة التي دفعت فاتورة صمودها في وجه مليشيات صالح والحوثي باهظا، خارج دعم الشرعية، مازالت المليشيات تحصد الارواح في اطرافها الصامدة للشهر الثامن تواليا.

انتقام ومعاناة
الضالع ضحية تحالف الحوثي والمخلوع صالح، كون معاناتها ليست وليدة اللحظة ولا حديثة العهد، فهي ممتدة منذ سنوات عهد حكم المخلوع، وحمل السكان نظام صالح المسؤولية الكاملة عن تفاقم حدة مشكلات الخدمات الأساسية، مثل شبكات الكهرباء وإمدادات المياه نظراً لانقطاعها المتواصل عن بعض المناطق، بل وعدم وجودها أساساً في مناطق أخرى، فضلاً عن انتشار بعض الأوبئة والأمراض المختلفة المضرة بالبيئة والفتاكة بالبشر نتيجة طفح المجاري في أحيان كثيرةن خصوصاً وسط مدينة الضالع. وأرجع سكان الضالع أسباب معاناتهم لما وصفوها ب«السياسة الفاشلة لسلطة المخلوع صالح»، ولم تقف المعاناة عند ذلك الحد، بل واصلت امتدادها على أيدي تحالف صالح والحوثي، بأساليب انتقامية وأشكال وحشية، مولدة معاناة أشد بشاعة من سابقاتها، عمقت معها مأساة وآلام الضالع وسكانها من دون وجه حق أو ذنب سوى مقارعتهم لنظام صالح سابقاً، وتحالف صالح والحوثي حالياً.

مساعدات ولكن
قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي قافلة مساعدات لمحافظة الضالع تعد أكبر قافلة مساعدات تصل الضالع منذ بدء الحرب، حيث ضمت أكثر من 23 شاحنة نقل متوسطة تحمل مواد غذائية متنوعة من الدقيق والأرز والسكر واحتياجات الأخرى.
وتحدث عدد من سكان الضالع حول تضحياتهم بالأرواح والممتلكات وصمودهم في ظل الأوضاع الصعبة والمعاناة الكبيرة التي يعيشونها نتيجة تهدم منازلهم وغياب الخدمات الأساسية وشح المواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية وارتفاع أسعارها، ونوه ناصر الضالعي بالتضحيات الكبيرة والصمود الأسطوري من قِبل مختلف فئات وشرائح المجتمع في الضالع أثناء وبعد الحرب التي خاضوها، كل منهم في مجاله ضد ميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، وتحقيق الانتصارات الكبيرة رغم عدم توفر العتاد العسكري الكافي لخوض معارك مسلحة ضد عدو يمتلك كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة، وتحمل الحصار الخانق وعدوان المتمردين. وقال المواطن أحمد عبدالله، إنهم عاشوا، وما زالوا يعيشون ظروفاً صعبة نظراً لغياب الكهرباء وصعوبة الحصول على المياه وارتفاع أسعار الغذاء والدواء والمشتقات النفطية ولجوئهم للذهاب إلى عدن من أجل العلاج.

تقرير حقوقي
وترجم تقرير حقوقي حجم الضحايا والانتهاكات وواقع المعاناة والأوضاع المأساوية المرصودة نتيجة الحرب التي تسببت بتوقف الحياة والعملية التعليمية والخدمات الأساسية وحرمان الموظفين من مرتباتهم في الضالع، حيث أفاد التقرير ببلوغ حصيلة ضحايا الحرب 312 قتيلاً، وأكثر من 600 جريح، بسبب القصف العشوائي والقنص من قِبل ميليشيا الحوثي وصالح، ومقتل 66 مدنياً بينهم 5 أطفال و3 نساء إثر القنص المباشر والمتعمد بنيران الميليشيات المتمردة، فيما واجهت الطواقم الطبية صعوبات عدة في مساعدة الضحايا عند انتشال الجثث وإسعاف الجرحى، كون عناصر الميليشيات كانت تقوم بقنص كل من يقترب من الضحايا، كما تسببت الحرب بنزوح 62 ألفاً و788 أسرة داخل وخارج الضالع، فضلاً عن مداهمة الميليشيات عشرات المنازل بحثاً عن مطلوبين «لعدالتها» الملطخة بدماء الأبرياء ومعاناة وأنين وبكاء السكان الأبرياء.
وذكر التقرير ذاته أن إحصائية حجم الخراب والدمار في المباني السكنية والممتلكات العامة والخاصة سجلت تعرض 550 منزلاً و18 منشأة حكومية مختلفة، بينها منشآت تعليمية ورياضية، و12 مرفقاً صحياً لأضرار ودمار بشكل جزئي وكلي وتخريب وهدم ونهب واسع ومتوسط، واحتلال المتمردين عدداً من المباني الحكومية والخاصة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومعتقلات، وتضرر ما يقارب من 70% من خطوط شبكة الكهرباء إثر ممارسات ميليشيا الحوثي وصالح.
ولفت إلى تكبد سكان مدينة وقرى الضالع الويلات، نتيجة الحصار الخانق الذي فرضته الميليشيات الانقلابية، ولعل أصعبها على الإطلاق تسبب الحصار بوفاة الكثير من السكان.

معاناة ومتطلبات
ويؤكد رئيس المكتب التنفيذي لمؤسسة صح لحقوق الإنسان عصام الشاعري، ان سكان الضالع، يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة نتيجة نقص المياه والغذاء والدواء وانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات وارتفاع أسعار الوقود وغاز الطبخ المنزلي، بالتزامن مع عودة آلاف النازحين، ناهيك عن تفشي عدد من الأمراض خاصة بين أوساط الأسر النازحة والعائدة من النزوح، في ظل افتقار المستشفى الحكومية الوحيدة في الضالع، مستشفى النصر العام.
ولفت إلى أن الحرب أدت إلى مقتل أكثر من 270 شخصاً وجرح 1000، بينهم أطفال ونساء، وأن منظمات حقوق الإنسان لم تستطع حصر وتوثيق أعداد النازحين بدقة في مديريات الضالع، وأفاد بأن مؤسسة صح رصدت حاجة 500 أسرة لمساعدات إغاثية عاجلة في المناطق التي تدور فيها الاشتباكات المسلحة، كما رصدت المؤسسة أن الحرب أدت إلى تضرر البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة بشكل كبير، وهي بحاجة لإعادة إعمار، وتعرض نحو 500 منزل ومؤسسة ودور عبادة ومدارس وأندية رياضية لأضرار كلية ومتوسطة وجزئية.